علاقة بالغة التعقيد تربط الرجل بالمرأة، وتتحكم فى كيمياء الحب والعلاقات بينهما، ولأن هذه العلاقة تحديدًا هى المسؤولة عن استمرار النوع، انشغل الباحثون والعلماء طويلاً بمحاولات تفسيرها، ومحاولة اكتشاف أسرار انجذاب الرجال للنساء والعكس، بعيدًا عن التفضيلات الشخصية والأذواق، وبعيدًا أيضًا عن الخلفيات الثقافية والاجتماعية التى تؤثر بشكل كبير فى الاختيار.
وعلى الرغم من أن الرجال هم دائمًا من يضجون بالشكوى، بأنهم لا يعرفون حقًا ماذا تريد النساء، ورغم اتهامهم للمرأة بأنها لا تعرف ما تريده، فإنهم أكثر غموضًا.
وفى مقابل العديد من الدراسات التى تهتم بمعرفة الأسس التى تتحكم فى اختيار المرأة رجلها المناسب، هناك عدة دراسات درست الأمر نفسه لدى الرجال، ومن وقت لآخر تخرج علينا دراسة جديدة بنتيجة جديدة مفاجئة وصادمة حول الأسباب التى تجذب الرجل لامرأة بعينها، بين المواصفات الجسدية ومواصفات الشخصية، وصولاً إلى عمرها وحتى حالتها المادية، وهى المواصفات التى أحيانًا ما تكون متناقضة.
المجد للبنت «الكيرفى» القصيرة اللى شعرهاطويل
رغم أن كيمياء الحب لا تخضع للحسابات والقواعد المعروفة والقرارات المسبقة، فإن الانجذاب الذى كثيرًا ما يؤدى إلى الحب تحكمه بعض المواصفات والشروط، التى يتحكم بها بدرجة كبيرة مفهوم الرجل عن الجمال من جهة، والأسباب النفسية الكامنة التى ربما لا يدرك الرجل نفسه أنها تتحكم فى اختياره، والتى أحيانًا ما ترتبط بجيناته الوراثية، وأحيانًا أخرى تكون مرتبطة بالظروف التى يعيشها الرجل، سواء ظروف نشأته وحياته أو ظروفه المادية، فعلى سبيل المثال أثبتت دراسة حديثة أجراها عالما النفس الماليزيان «فيرين سوامى» و«مارتن توفى»، أن الحالة المادية للرجل تؤثر على انجذابه للمرأة، حيث وجدت الدراسة أن الرجال الذين يعانون الفقر ينجذبون أكثر للنساء ذوات الصدر الأكبر، على عكس الرجال، ممن هم فى وضع اجتماعى واقتصادى أعلى، الذين ينجذبون للنساء ذوات الصدر الأصغر حجمًا.
وحسب موقع «مترو» البريطانى، فإن هذه الدراسة أجريت على 266 رجلاً من ثلاث مناطق فى ماليزيا، يختلفون فى الوضع الاجتماعى والاقتصادى.
ويرجع الباحثان القائمان على هذه الدراسة النتائج إلى أنه بالنظر إلى الأمر من منظور تطورى، فإن حجم الصدر الكبير يعكس كون المرأة أكثر قدرة على تحمل ورعاية الأطفال، وهو ما يفضله الرجال من الطبقة الفقيرة حتى دون أن يدرك ذلك.
المنحنيات أكثر جاذبية.. «مش زى ما أنت فاهم»
قديمًا كانت المرأة التى تستمتع بجسد ممتلئ ومنحنيات بارزة مثالاً للجمال والأنوثة، ومثار إعجاب غالبية الرجال، ولكن فى السنوات الأخيرة بدأت هذه الموضة فى التراجع، وأصبحت النحافة هى الأكثر رواجًا وتفضيلاً بين الفتيات، وعلى الرغم من ذلك، لا يزال الرجال يفضلون النساء ذوات المنحنيات، ولكن حسبما كشفت دراسة أجرتها جامعة تكساس الأمريكية، فإن الرجال يجدون النساء ذوات المنحنيات أكثر جاذبية، ولكن المنحنيات هنا يقصد بها فى الحقيقة زاوية انحناء العمود الفقرى، فكلما ازدادت زاوية انحناء العمود الفقرى، زادت جاذبية المرأة بالنسبة للرجال.
هذه النتيجة أكدتها دراسة أخرى فى جامعة «بلكنت ديفيد لويس» التى وصلت إلى النتيجة نفسها، واتفق الباحثون على أن هذه النتائج تشير إلى وجود تفضيل بيولوجى فى الأمر، فالمرأة مع منحنيات العمود الفقرى الأكثر انحناءً أكثر عرضة لتحمل وزن الطفل أثناء الحمل، وأكثر قدرة على الإنجاب دون أى مخاطر.
الأمر لم يقتصر على الأسباب البيولوجية فحسب، ولكن وجدت دراسة أخرى نشرت فى دورية «Body Image journal» أن الرجال الذين يعانون ضغوطًا عصبية أكثر ينجذبوا أكثر للنساء صاحبات الجسم الممتلئ والمنحنيات.
43 % من الرجال يفضلون الشعر الطويل
تمامًا كما الجسم الممتلئ، لم تبطل موضة الشعر الطويل أبدًا بالنسبة للرجال، فعلى الرغم من تفضيل النساء للقصات القصيرة التى تبرز قوة شخصيتهن واستقلالهن، فإن الرجال يفضلون الشعر الطويل الذى يرونه يبرز أنوثتهن أكثر من القصير الذى يبرز الجانب الذكورى من المرأة، حسبما كشفت دراسة أجريت فى جامعة بيكس بالمجر على عينة من ثلاثة آلاف رجل، والتى أظهرت أن 43 ٪ من الرجال المشاركين بالدراسة يفضلون الشعر الطويل على المرأة، أما باقى المشاركين، فتفاوتت تفضيلاتهم الشخصية بين قصات وأطوال الشعر المتوسطة والقصيرة.
أما تفسير المختصين بالتجميل والموضة فى موقع «heysigmund» فيرون أن هذا قد يرجع إلى أن تصفيفات الشعر القصيرة تظهر شكل الوجه أصغر، وتخفى منطقة الفك وتخفى جزءا كبيرا من الوجه، مما يجعل المرأة تبدو أصغر.
فيما يعتقد أن هناك تفسيرا آخر لحب الرجال للشعر الطويل، حيث يعتقد أن الرجال بشكل لا واعى يربطون بين الشعر الطويل القوى والصحة الجيدة والحيوية، بالتالى تنال إعجابهم المرأة ذات الشعر الطويل لسبب لا يعلمونه بشكل واضح.
الست الطويلة.. ولا القصيرة؟
رغم ظهور دراسة تؤكد أن الرجال يفضلون المرأة ذات الساق الطويلة التى تزيد بنسبة 1.4 عن طول الجسم العلوى من الجسم لها، فإن الأمر تغير بعد ثلاث سنوات من إصدار هذه الدراسة، فقد خرجت دراسة أخرى أجريت فى جامعة كاليفورنيا بنتائج متناقضة مع الأولى، حيث قالت الدراسة: إن النساء ذوات السيقان متوسطة الطول والمتناسقة مع النصف العلوى من الجسم، هن الأكثر جاذبية من صاحبات السيقان الطويلة جدًا أو القصيرة جدًا.
وفى المقابل، أثبتت دراسة بجامعة «نيو ساوث ويلز»، أن الرجال ينجذبون أكثر للمرأة التى تتمتع بذراعين طويلين.
الذكاء مطلوب.. ولكن فى حدود
عند الحديث عن تفضيلات الرجال للسمات الشخصية للمرأة وللظروف المحيطة بها، فإن الدراسات تكشف الكثير من التناقضات التى تكمن داخل الرجال واختياراتهم للمرأة التى يحبونها، ولعل الموضوع الأشهر فيما يخص شخصية المرأة، وإعجاب الرجل بها، والأكثر حظًا بنتائج متناقضة هو العلاقة بين المرأة الذكية والرجل، فهناك دراسة أجريت بجامعة «كامبريدج» تقول إن ذكاء المرأة أكثر جاذبية بكثير للرجل من حجم صدرها.
وتؤكد دراسة أخرى أجراها باحثون فى جامعتى «بوفالو» بكاليفورنيا، و«تكساس» فى أوستن، أن المرأة الذكية تثير إعجاب الرجل بشكل كبير، ولكنه رغم ذلك لا يفكر بها كشريكة لحياته، وكلما أظهرت المرأة تفوقًا على الرجل فى الجانب العقلى، قلت درجة إعجابه بها، والنتيجة هى أن الرجل يحب صحبة المرأة الذكية، لكنه لا يتحملها كزوجة أو حبيبة له، فالرجل يحب المرأة التى يتفوق عليها عقليًا، لأنه يشعر بالتهديد أمام المرأة الذكية.
فى العرف الرجالى.. خفة دمك غير مطلوبة
«الابتسامة» يمكن تصنيفها بين الطرق المثبتة علميًا لخطف إعجاب الرجال، حيث أثبتت دراسة نشرتها الرابطة الأمريكية لعلم النفس عام 2011 أن الابتسامة تجعل المرأة أكثر جاذبية للرجل، لأنها تحفز الجزء المرتبط بالمكافآت الحسية فى دماغه، وبالتالى يشعر بالانجذاب نحو المرأة التى دائمًا ما تبتسم له.
فيما أثبتت دراسة أجرتها جامعة كندية عام 2005 أن الرجال ينجذبون إلى النساء اللائى يضحكن على نكاتهم، ويتمتعن بسرعة بديهة كبيرة فى التقاط النكات وفهمها ويعتبرون ذلك مكافأة أيضًا.
وفى المقابل لا ينجذب الرجل للمرأة التى تتمتع بحس دعابة قوى، حسبما تؤكد دراسة أمريكية، أجريت بجامعة كنساس، وقالت: إنه على الرغم من أن الرجل يستخدم «النكتة» لقياس ما إذا كانت المرأة ترغب فى أن تدخل علاقة معه أو لا، ويعتبرها طريقة مضمونة لكسب قلب أى فتاة، فإن الرجل فى المقابل لا يعجب أو ينجذب للمرأة ذات الدم الخفيف أو التى تلقى بالنكات.
الإيجابية والصدق والمودة
سمة شخصية أخرى تنال إعجاب الرجال فى المرأة، وهى الصدق والمودة والصفات الإيجابية، حيث أظهرت دراسة جديدة نشرت فى دورية «Journal of Social and Personal Relationships» عام 2010 أن الرجال ينجذبون جسديًا أكثر للنساء اللائى يظهرن صفات إيجابية مثل الصدق والمودة، على عكس اللائى يظهرن صفات سلبية مثل الوقاحة وعدم الموضوعية.
وقال مؤلف الدراسة «غارى ليفاندوفسكى»: إن الصفات الشخصية الإيجابية تجعل الرجل يشعر بالألفة نحو المرأة، ويجدها أكثر ملاءمة كشريكة فى علاقة وثيقة، مما يزيد الرغبة فى أن تكون شريكته الرومانسية ويعتبرها فى النهاية أكثر جاذبية جسديًا.
هوايات تزيد إعجاب الرجل بالمرأة
تأثير الشخصية على الجاذبية الجسدية للمرأة لدى الرجل امتد حتى إلى الهوايات والطريقة التى تقضى بها المرأة وقت فراغها، فحسب تقرير نشرته مجلة السلوك الإبداعى حول دراسة أجريت بجامعة بنسلفانيا، فإن الهوايات الشخصية تؤثر كثيرًا على الجاذبية الجنسية للمرأة، فمن وجهة نظر الرجال أن ممارسة الرياضة وتسجيل الموسيقى والتقاط الصور الفوتوغرافية والاهتمام بالأزياء، تحتل أعلى المراتب بالنسبة للهوايات التى تعزز من انجذاب الرجل للمرأة، على عكس الأنشطة والهوايات المرتبطة بالتجارب العلمية والرياضيات والتقنية.
الأمور المادية
آخر الدراسات تناولت تأثير المال على العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة، فحسب دراسة أجرتها جامعة تكساس عام 2001، لوحظ أن هناك ارتفاعا ملحوظا فى اهتمام الرجال بدخل المرأة التى يرتبطون بها، وفى 2010، نشرت دراسة فى المجلة الأمريكية لعلم الاجتماع تشير إلى أن الرجال يبحثون بشكل متزايد عن النساء المستقلات ماديًا، واللائى يعتمدن على نفسها اقتصاديًا، خاصة أن اهتمامهم بذلك ازداد فى مقابل انخفاض الاهتمام بالمهارات المنزلية، وأن الرجال أصبحوا أكثر استعدادًا للتنازل عن دورهم كعائل للأسرة عن الماضى.
فى المقابل، يواجه الرجل بعض الصعوبات فى تقبل أن تتقاضى المرأة التى يرتبط بها أجرًا أعلى منه، حيث يخلف ذلك لديه شعورًا بالدونية، وهو السبب نفسه الذى يجعل الرجل يفر من المرأة التى تتفوق عليه فى المهارات العقلية.