عقوبات اقتصادية جديدة محتملة تنتظر إيران بعدما أطلقت تجربة صاروخية الأسبوع، فى أول رد فعل أمريكى عنيف تشير إليه بعض الصحف الأمريكية بأنه محاولة من الساكن الجديد للبيت الأبيض لدق طبول الحرب مع طهران، فيما حذر بعض المحللين من تبعات سلبية لتلك التهديدات بعد خروج رد من مسئول إيرانى رافضًا الإملاء الأمريكى، مؤكدًا عدم انتهاك القانون الدولى وعلى سيادة الدولة الإيرانية.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - نقلًا عن مسئول أمريكى لم تسمِّه - إن الإدارة الأمريكية تستعد للإعلان اليوم الجمعة عن فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران بسبب اختبارها الصاروخى، فيما رفض الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" استبعاد أى خيارات فى التعامل مع طهران، من بينها الخيار العسكرى.
حوالى 25 شخصا وشركات وهيئات حكومية إيرانية قد تواجه عقوبات اقتصادية كجزء من القرار المتوقع صدوره من الإدارة الأمريكية، بحسب مسئولين على علم بالقرار فى تصريحات لمجلة تايم الأمريكية.
ويأتى التهديد بالعقوبات خلال أول أسبوعين من ولاية الرئيس ترامب، مما يعكس رغبة إدارته فى اتخاذ موقف قوى تجاه إيران منذ البداية، وهو ما علقت عليه مجلة "فورين بوليسى" بأنه إشارة على أن ترامب يحاول الزج بأمريكا لحرب مع إيران.
وحينما سئل عما إذا كانت إدارته سوف تتخذ منحى صارم يد يعنى بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، أجاب ترامب بأنه لا توجد خيارات مستبعدة وجميعها مطروحة على الطاولة.
فيما جاء رد فعل إيران رافضًا الخضوع للتهديدات، فنقلت شبكة CNN الأمريكية عن وكالة فارس الإيرانية تصريحات على أكبر ولايتى، أحد مستشارى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الرافضة لما أشار إليه بـ"ضجيج لا أساس له" من قبل ترامب واصفًا الرئيس الأمريكى بأنه يفتقد الخبرة وعليه التعلم من الرئيس السابق أوباما، كما أكد على أن إيران لا تحتاج إلى إذن من أى دولة للدفاع عن نفسها.
ومن جانبها انتقدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "نيكى هايلى" ما أعلنته إيران عن أن الاختبار الصاروخى لا ينتهك قرارات الأمم المتحدة لأنه لم يكن هدفه حمل رأس نووى، وعلقت السفيرة على التجربة بأنها "مرفوضة تمامًا".
وقد حذَّر بعض المؤيدين لقرار العقوبات من أن التهديدات الأمريكية لإيران قد تجذب أمريكا إلى صراع أو تجعل ترامب يبدو ضعيفًا حال لم تتبع إدارته التهديدات بقرارات ردًا على أى عمل استفزازى محتمل من إيران، وفقًا لصحيفة USA Today الأمريكية.
ومن جانبه صرح "فريد كاجان"، المحلل بمعهد "أمريكان انتربرايز"، للصحيفة الأمريكية محذرًا إدارة ترامب بأنها تحتاج أن تكون على استعداد للرد على إيران: "إذا كنت ستهدد، فيجب أن تكون مستعد للاستئناف (بعد التهديد)".
وبالرغم من أن تقارير صحفية ترجح إبقاء ترامب على الاتفاق النووى، إلا أن شبكة CNN لفتت إلى أن التصعيد المفاجئ بين أمريكا وإيران يثير مخاوف بشأن مستقبل الاتفاق النووى الذى أبرمته الإدارة الأمريكية السابقة، ويعتبر ترامب من أشد منتقديه.
فألقى مستشاره للأمن القومى "مايكل فلين" باللوم على إدارة الرئيس السابق باراك أوباما فيما يتعلق بالعدوان الإيرانى وتشجيع طموحاته الإقليمية من خلال إبرام الاتفاق النووى الإيرانى.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الرئيس ترامب يواجه ضغوط سياسية للوفاء بتعهداته السابقة حول أخذ موقف صارم ضد إيران، كما تواجه القيادة الإيرانية ضغوطا سياسية داخلية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها فى ربيع هذا العام.
وقد تصاعدت التوترات بين الدولتين منذ انتخاب ترامب رئيسًا لأمريكا، أما الأسبوع الماضى، فكان إعلان ترامب عن قراره بحظر دخول مواطنين سبع دول ذات أغلبية مسلمة من بينها إيران رد فعل صارم من الجانب الإيرانى.
فتعقيبًا على قرار الحظر، تعهدت إيران بتطبيق ـ"المعاملة بالمثل"، فيما انتقد الرئيس الإيرانى "حسن روحانى" القرار بأنه يسحق جميع المبادئ والالتزامات الدولية، بحسب شبكة CNN الإخبارية الأمريكية.