بين الألم والأمل.. كم مرة وثقت المرأة تجربتها مع السرطان؟.. نعمات سجلت يوميات مشعة.. وأميمة أهدت كتابها للمرض.. وهويدا ابتعدت عن المأساويات فى الرحلة 811.. ونهاد خصصت أرباح حكايتها للمرضى والأبحاث

"الأنثى التى أنقذتنى" العنوان الذى اختارته "غادة صلاح" لكتابها الذى يوثق لرحلتها فى مقاومة السرطان، منذ لحظة تشخيصها بالمرض، ثم رحلة العلاج، والأهم من ذلك حياتها فيما بعد التعافى من المرض. وكان كتاب "غادة" الذى شارك فى معرض الكتاب لهذا العام واحدًا من أبرز الكتب النسائية اللافتة للأنظار، والتى تدفعنا إلى العودة وتصفح تجارب الكاتبات العربيات لتوثيق هذه التجربة الخاصة جدًا مع المرض. "يوميات امرأة مشعة".. رواية "بألم" نعمات البحيرى كانت الكاتبة الراحلة "نعمات البحيرى" واحدة من أوائل الكاتبات اللائى وثقن تجاربهن مع مرض السرطان من خلال الكتابة، من خلال رواية صدرت عام 2006 باسم "يوميات امرأة مشعة". وكانت "البحيرى" انتصرت على "الوحش" فى جولة من جولاتها معه، وتمنت فى إهداء كتابها ألا يعود أبدًا، لكنه عاد وباغتها ورحلت بعد معركة طويلة معه. وقالت "البحيرى" فى مقدمة روايتها المكونة من 19 فصلاً أن الكتابة كانت محاولة منها لتجاوز الأزمة بالخروج إلى "منطقة أقل تورطًا مع المرض"، ووسيلة لمساعدتها على النظر "بحياد هادئ للصورة كاملة". ورغم صعوبة الرحلة وقسوتها وصدق حروف الكاتبة فى وصفها، وافتتاح الرواية بأنها كتبت "بألمها" إلا أنك تجدها تتحدث بنبرة قوية ومتماسكة عنه، ومتفائلة أحيانًا. هويدا حافظ فى "الرحلة 811" مع السرطان بعنوان "الرحلة 811.. رحلتى مع السرطان" وثقت الكاتبة والصحفية المصرية "هويدا حافظ" تجربتها مع مرض السرطان، ورحلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج، وجاء الرقم فى العنوان يجسد رقم رحلتها إلى أمريكا التى كانت بالمصادفة الرقم نفسه الذى حملته غرفتها فى المستشفى. وجاء أهم ما يميز كتاب "هويدا" التى انتصرت على السرطان بالفعل، هو أنه كان بعيدًا عن المأساوية، مفعم بالتفاؤل والقوة والصلابة رغم قسوة التجربة وصعوبتها. "رياض- لندن شىء فى صدرى" كتاب أميمة الذى أهدته للسرطان دائمًا ما يسيطر على كل الكتابات التى تتحدث عن السرطان شعور بالبغض والكراهية، لكن العكس حدث مع "أميمة التميمى" الكاتبة السعودية والأم لطفلتين، التى اختارت أن يكون إهداء كتابها "رياض- لندن شىء فى صدرى" موجه إلى المرض نفسه الذى تقول أنه "فتح أمامى أبواب السعادة وأفاقنى من غفوتى"، وهو الكتاب الذى سجلت فيه رحلتها بين عالمين مختلفين، وهما السعودية وبريطانيا للعلاج من سرطان الثدى قبل أعوام. وكتبت أميمة أنها من اللحظة الأولى لم تعتبر نفسها ضحية للمرض، وقالت "لم أكن خائفة أو مرعوبة، بل محبة متفائلة واثقة فى ربى، معلنة بذلك انتصارى، ولم أكن ضعيفة أو هشة أو منكسرة، بل قوية، شجاعة، صبورة، راضية ومندفعة للحياة". وأعلنت "أميمة" بشجاعة أنها ممتنة للتجربة التى لم تهزمها بل جعلتها أقوى، وجعلتها روحًا منطلقة متفتحة على الحياة. "نسيم الروح..رحلة شفائى من السرطان" كتاب تذهب أرباحه لمرضى السرطان من لبنان سجلت "نهاد الشريف برو" تجربتها مع السرطان، وقالت عن نفسها "لست كاتبة أو أديبة، ولم أتخيل اننى سأصدر كتابًا يومًا ما، لكننى أؤمن بأن الأدب ينبع من شريان الحياة، وأنا ابنة التجربة". وأرادت "نهاد" أن تدعم مرضى السرطان، ومن عاشوا نفس تجربتها بطريقتين، الأولى التوثيق والكتابة ومنحهم بعض الأمل من خلال تجربتها ونجاحها فى مقاومته، ومن جهة أخرى تخصيص أرباح الكتاب لأبحاث ومرضى السرطان. "الحياة الجديدة: أيامى مع سرطان الثدى" دليل مفصل للمريضات الحياة الجديدة "هناء لقمان يونس" الأم لسبعة أولاد، والجدة لحفيدتين هى الأخرى دخلت عالم الكتابة خصيصًا لتوثق تجربتها مع سرطان الثدى، وتحكى فى "سيرة ذاتية مفصلة" عن ما واجهته من تحديات ومشاعر لتكون "دليلاً لأى امرأة تصاب بالمرض". المميز فى كتاب هناء، الذى صدر فى نسخة إلكترونية، أنها أرفقته بدليلاً طبيًا مبسطًا يشرح كيف يتكون السرطان فى الجسم، وكيف يتم العلاج، وما هى الآثار الجانبية لعلاجه. "يوميات طفلة ستقهر السرطان" تجربة "سفيرة أطفال السرطان" مع "اللوكيميا" من البحرين وثقت "جويرية الشوملى" تجربتها مع سرطان الدم "اللوكيميا" الذى أصيبت به فى الثانية عشرة من عمرها، وكانت توثق ما تشعر به وما تمر به، ومحاولات العلاج لحظة بلحظة عبر "تويتر"، ثم جمعت هذه اليوميات والتجارب فى كتاب يحكى بالتفاصيل كيف يبدو المرض بالنسبة لطفلة تواجه هذه التجربة القاسية. ولأن جويرية التى أصبحت الآن شابة فى الثانية والعشرين من عمرها، كانت واحدة من أبرز الشخصيات الملهمة فى بلادها من خلال معركتها مع السرطان، نالت لقب "سفيرة أطفال السرطان" عام 2013 من جمعية "أمنية طفل" البحرينية.