رغم اختلاف عادات وتقاليد القرى والمحافظات المصرية في كثير من الأشياء , إلا أنها تتفقُ جميعها في تقاليد المغالاة في المهور, والبذخ في تكاليف الزواج, وهو ما أدي لفجوة اجتماعية كبري بين الفقراء ومتوسطي الحال ، ووصل الأمر لأن يخرج الرجل من زواج ابنته مديونا طوال حياته بأقساط لا قبل له بها .
قرية سنباط قرية ريفية بسيطة تابعة لدائرة محافظة الغربية ، وقع أهلها في التقاليد العمياء التي تفرض مهوراَ باهظة, وتتّبع مراسيم أعراس بتكاليف مُفزعة, من شأنها تعكير عملية الزواج, وإدخال الشباب في قوافل الضياع.
وإن كانت هذه العادات تأصلت منذ زمن, وعلى نحو تدريجي ولم تكن وليدة هذا الجيل إلا أن الجيل الحالي قرر كسر هذا العادات وسحقها بهدف التخفيف عن أولياء الأمور وتيسير أمور الزواج للراغبين فيه ، من خلال إلغاء كافة الشكليات التي تكلف أهل العروسين أموالا طائلة وتظل شكليات لا نفع منها.
" رابطة شباب قرية سنباط" تتحدي العادات الخاطئة
نشأت في القرية منذ سنوات قليلة رابطة تجمع بين شباب القرية وعقلائها والوجهاء حملت علي عاتقها حمل تطوير القرية والعمل علي إصلاح ما أفسده الزمن ، ونجحت الرابطة فعليا في تطوير جميع المنشآت العامة والبنية التحتية .
يقول محمد فوزي " مدرس " وأحد مؤسسي الرابطة فوجئنا بارتفاع تكاليف الزواج بشكل مبالغ فيه خاصة بعد ظاهرة ارتفاع الأسعار، وحرص الفقراء والبسطاء علي مواكبة الأغنياء في تجهيزات الأفراح وبالتالي يقع الفقراء ضحية للديون المتراكمة من جراء تجهيز العفش ويعجز بعضهم عن السداد يتحول العرس إلي حزن بسجن والد العروس أو العريس ذاته حينما يعجز عن السداد.
وتابع فوزي تحول الأمر لمحور اهتمام شباب الرابطة وهي تضم جميع فئات المجتمع من القرية من العقلاء والوجهاء والمهتمين بالأمر العام وبمناقشته قرر الجميع تحديد موعد لجلسة عرفية يحضرها كبار القرية وتحديد الشكليات وإلغائها بشكل جماعي ولا سيما أن الشكليات أهم من المضمون في كثير من الأفراح .
قري سنباط تثور علي العادات
ونظمت القرية مؤتمر جماهيري حاشد لمناقشة كيفية "ترشيد نفقات الزواج" وتخفيف العبء عن كاهل الشباب والأهالي ، بحضور العشرات من أهالي القرية ، والقري المجاورة والشخصيات العامة وكبار العائلات بالقرية.
وناقش المؤتمر مشكلة "المغالاة في تكاليف الزواج"، وكيفية الترشيد من تلك النفقات ، وتحدي ظاهرة تهدد استقرار الأسرة المصرية .
وحدد المؤتمر عدد من الشكليات أهمها ، الذهب وأسعاره الباهظة وحفل نقل العفش ، و" الصباحية وعشاء العريس" والنيش ومحتوياته التي لا تستخدم والأدوات المنزلية والكهربائية التي لا تستخدم .
لجنة للمرأة لتحديد أولوياتها وكتابة وثيقة يلتزم بها الجميع
وقرر الاجتماع تشكيل لجنة أمانة المرأة بالقرية ، باعتبارها هي العنصر الأساسي في الزواج وتحدد أهم احتياجاتها الضرورية ، ودعوة جميع أهالي القرية لمؤتمر يتم الإعداد له مسبقا ،للاتفاق علي إصدار وثيقة بالشروط الأساسية للزواج والتي يجتمع عليها الجميع من الأهالي.
الأوقاف مغالاة المهور ترفضها الأديان السماوية
وأكد الشيخ رضا الشال ، إمام وخطيب بمديرية الأوقاف أن ما يقوم به الأهالي يعد تبذيرا واضحا وهو مرفوض في جميع الأديان السماوية ، مشيرا إلي أن الدين الإسلامي يرفض تلك الأمور شكلا وموضوعا .
و أشار الإذاعي حازم البهواشي أن السيدة المصرية هي الأساس في نجاح المبادرة التي أطلقها شباب القرية ، وبدونها لن تنجح تلك المبادرة مشددا علي ضرورة مخاطبة المرأة وإقناعها بخطورة تلك الظاهرة، ومشيرا أن ظاهرة ارتفاع تكاليف الزواج أمر موروث وتطور لدرجة يعجز عنها متوسطي الدخل فما بال الفقراء ، لذا يجب محاربة تلك العادات ووقفها للصالح العام .