محمد هارون - 24 عاما - شاب مصرى، كل حلمه أن ينهى دراسته ليسافر إلى دولة الإمارات العربية مثل ما يفعل كل شباب القرية من أجل العمل وجنى الأموال التى يغير بها حياته ويساعد والديه المسنين ويصرف على أخوته، وبدأ الحلم يتحقق وحصل على تأشيرة عامل للعمل بدولة الإمارات العربية ومن لحظة وصوله وأخذ يتفانى فى العمل، يوصل الليل بالنهار ويضع الدينار على الدينار ويحرم نفسه حتى القوت ويتناول ما يعينه على العمل وضمن له الحياة.
استمر محمد على تلك الحالة لمدة 5 أشهر متكاملة، ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن، فى نهاية الشهر الخامس وأثناء العمل على إحدى السقالات بموقع العمل سقط من ارتفاع 5 أمتار وهنا كانت الكارثة أصيب الشاب بشلل رباعى أقعده عن العمل وتبخر حلمه، وبعد أن كان قد خرج من مصر على قدميه عاد محمولا على سرير وظل على هذه الحالة على مدار خمس سنوات طريح الفراش بالمنزل، صرف كل ما لديه من أموال باع، والده عليه حتى أثاث المنزل واستدان من طوب الأرض، بعد أن أكد له الأطباء أن علاجه خارج.
فى البداية يقول محمد هارون المصاب، المقيم بناحية قرية نجع الدير بمركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج: والدى يبلغ من العمر 90 عاما ووالدتى 60 عاما ولدى 4 أشقاء 3 بنات وولد أكبر منه بعامين، حصلت على دبلوم الصنايع وبعدها قررت السفر لإحداث تغير فى حياتى وحياة أسرتى، وفى عام 2009 تحقق الحلم وسافرت للعمل بدولة الإمارات فى إمارة العين بشركة مظلات وخيام وبعد مرور عدة أشهر على استلامى العمل سقطت من أعلى سقالة فى 1/1/2010، ومكثت فى العناية المركزة لمدة 3 أشهر وقام كفيلى الإماراتى بنقلى إلى بلدتى بسوهاج ورفض استمرار علاجى بدولة الإمارات بعد إصابتى بشلل رباعى، وأصبحت على هذه الحالة طريح الفراش على مدار 5 سنوات، والدى باع كل ما يملك فى رحلة العلاج والأطباء قالوا لى أنى مصاب بكسر فى الفقرات العنقية وكسور فى اليد والقدم، وحالتى لا يمكن علاجها داخل البلاد وأحتاج للسفر للندن لإجراء جراحه.
ناشد محمد المسئولين فى دولة الإمارات العربية بالتدخل وعلاجه حتى يتمكن من مساعدة نفسه وأسرته ولا يثقل كاهلهم بالديون، التى تراكمت على والده، كما ناشد المسئولين فى الحكومة بصرف معاش له حتى يتمكن من شراء الأدوية.
أما والد محمد والدته قالا: تقدم بنا السن ولا نستطيع نقل محمد لكى يحصل على أبسط حقوقه حتى فى استخدام الحمام وليس لدينا من الدنيا شىء ولم يبق لنا إلا المنزل الذى نعيش فيه إذا قمنا ببيعه سوف نجلس فى الشارع كل ما نقوم بجمعه من جنيهات معدودة ننفقها على علاج محمد، وفى بعض الأوقات لا نستطيع شراء العلاج له مما يجعله يصرخ من الألم، ومديونياتنا للصيدليات كثرت وبعضها رفض منحنا العلاج، مناشدين الدكتور أحمد عماد وزير الصحة التدخل وعلاج محمد خارج مصر.