أثار استخدام مديريات الطب البيطرى لمادة "الاستريكنين" السامة للقضاء على الكلاب الضالة، أزمة بين المعنيين بالرفق بالحيوان، والمديريات، حيث تجد الهيئة العامة للخدمات البيطرية فى تلك المادة حلا للقضاء على المشاكل التى تهدد سلامة المواطنين فى الشوارع، وتلقى غرف العمليات شكاوى خاصة بهذا الشأن، فيما يؤكد نشطاء حقوق الحيوان أن تلك المادة غير علمية وتؤثر سلبيا على البيئة، مطالبين باتباع الأساليب العلمية فى ذلك.
وكشف الدكتور على سعد على الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء البيطريين، أن أفضل الطرق العالمية للتخلص من مشكلة الكلاب الضالة، هو "التعقيم أو الإخصاء"، لافتا إلى أن تلك الطريقة تفضلها جمعيات الرفق بالحيوان لأنها لا تقضى على حياة الحيوان، لكنها تساهم فى وقف عمليات تكاثره وبالتالى الحد من أعدادها، مؤكدا أنها ليست متبعة لدينا فى مصر لصعوبة تطبيقها وتوفير ما تتطلبه من أطباء جراحة، وعلاج ورعاية ما بعد العمليات، وأماكن مجهزة لإجراء العمليات، بالإضافة إلى صيادين مهرة".
وأَضاف على، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الشرطة قبل الثورة كانت تقضى على الكلاب الضالة من خلال طلقات مخصصة للطب البيطرى بالمديريات، حيث يتم استهداف الكلاب الضالة، ويتم إزالتها بعد إصابتها من خلال مجلس المدينة، إلا أنه بعد أحداث ثورة يناير كان من الصعب استخدام طلقات الخرطوش، وبالتالى لم يكن هناك سوى مادة الاستريكنين السامة، وهى تؤثر على الجهاز العصبى المركزى، وفى خلال من 3 إلى 5 دقائق تقتل الكلب، لذا جمعيات الرفق بالحيوان يجرمونها".
وأشار إلى أن مديريات الطب البيطرى، دائما تتلقى بلاغات وشكاوى من المواطنين تضطرهم إلى عمل حملات، على تلك المناطق بالمادة السامة، قائلا: "ورغم صعوبة مشهد موت الحيوانات، لكن ليس أمامنا بديل غيرها، فالموطنين عادة يشكون من هجوم الحيوانات عليهم وأطفالهم، وبالتالى لابد من التعامل مع المشكلة".
وتابع الأمين العام المساعد لنقابة البيطريين: "تلك المادة السامة من وجهة نظرى ليست الطريقة المثلى للتخلص من الحيوانات الضالة لدينا، خاصة أنها تتمركز فى الأماكن التى يتواجد بها قاذورات ومخلفات، أو قمامة حيث يتم وضع بها تلك المادة السامة فى مخلفات الدواجن أو عظم حيوانات، لكن فى مناطق أخرى من الصعب اصطيادها".
من ناحيتها، قالت دينا ذو الفقار الناشطة فى حقوق الحيوان، أن منهج استعمال الهيئة العامة للخدمات البيطرية لمادة الاستريكنين السامة، غير علمى، مشيرة إلى أن لجنة البيئة والطاقة بمجلس النواب أصدر توصيات فى جلسته فى ديسمبر الماضى، نصت على ضرورة اتباع وزارة الزراعة والهيئة للمنهج العلمى وفقا للإطار الدولى الذى أقرته منظمات الصحة العالمية فى معالجة ومواجهة مشكلة الكلاب الضالة بالشوارع، وعدم استخدام أية سموم قد تضر بالبيئة والإنسان، بالإضافة إلى موافاة وزارة الزراعة ببيان للجنة بما تم انفاقه خلال الخمس سنوات الماضية حتى الآن على استيراد سم الاستريكنين، وما الفوائد التى عادت على البلاد جراء استخدامه، والأضرار الناجمة عنه.
وأوضحت دينا، أن سم الاستريكنين ضار بالبيئة والمواطنين سواء عن طريق الاستنشاق أو البلع أو اللمس، مطالبة بضرورة تطبيق المنهج العلمى فى التعامل مع تلك المشكلة والمطبقة عالميا طبقا لمنظمة الصحة العالمية للحيوان، وهى:"التوعية والتطعيم، وليس التعقيم"، مشيرة إلى أن الدول النامية التى تطبق منهج التطعيم تحصل على من 60% إلى 80% دعم من التطعيمات من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة العالمية للحيوان، وبالتالى لن يكلف الدولة مبالغ كبيرة، لافتة إلى أن هيئة الخدمات البيطرية تستورد 300 كيلو من المادة السامة عن طريق الممارسات، بعد ما الكيلو وصل لـ 20 ألف جنيه، فى حين أن الدولة فى حاجة إلى الدولارات.
من جانبه، قال النائب السيد حجازى، عضو لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": إن وزارة الزراعة طلبت منحها مهلة شهر للرد على طلبات اللجنة منها حول إخطارها بالمصروفات الخاصة باستيراد الاستريكنين خلال 5 سنوات ماضية، لافتا إلى أن تلك المدة لم تنته بعد، وسيتم مخاطبة الوزارة مجددا، مشيرا إلى أن اللجنة عقدت جلسة مع جمعية الحفاظ على الحيوان، وتم الاتفاق على عدم استخدام أى مواد ضارة بالبيئة أو بصحة الحيوان، ووقف هذا الأمور إذا كانت مستخدمة، وإذا كانت غير مستخدمة يتم إخطار اللجنة بتقرير مفصل خلال مدة الشهر نفسه.
ولفت إلى أن اللجنة تلقت نفيا من بعض الجهات حول استخدام مادة الاستريكنين للقضاء على الكلاب الضالة، مضيفا: "وعلى الجانب الأخر هناك كلاب تعانى من السعار، وطالبنا بإدخالها لمديريات الطب البيطرى، أو اصطيادها لعلاجها، أو التخلص منها بشكل أمن بما لا يؤثر على البيئة أو على النوع نفسه لعدم الانقراض"، مؤكدا أن استخدام مادة الاستريكنين عادة يتم استخدامه بشكل أمن ويتم حقن الحيوان ويموت وليس لها تأثير على الإنسان، لكن المشكلة فى اكمال تلك العملية، وعدم ترك الحيوانات بالشوارع حتى التحلل وصدور روائح كريهة.