لم تقف الدولة مكتوفة الأيدى أمام نهش فيروس سى لأكباد المصريين، خاصة مع إصابة أكثر من 5 ملايين مواطن به، فضلاً عما يمثله من خطورة فى إضافة عدد المصابين بواقع 150 ألف حالة سنوياً.
وفى ظل بذل الحكومة ممثلة فى وزارة الصحة جهودا للسيطرة على المرض بالأدوية التقليدية ظهر فى 2014 عقار سوفالدى كعلاج جذرى لفيروس سى بنسب نجاح 97% ليحطم أسطورة القضاء على مرض مصاب به حول العالم 140 مليون نسمة.
ظهور العلاج ليس معناه كتابة شهادة وفاة للفيروس فى مناطق الوباء، لكن يتطلب منظومة عمل قادرة على القضاء على الفيروس متسلحة بإنشاء قاعدة بيانات للمرضى وتوفير العلاج لهم بأسعار مناسبة، فى ظل تكاليفها المرهقة.
وفعليا توفرت ثلاثية بناء المنظومة والتى تضمنت وجود لجنة للفيروسات الكبدية مزودة بقواعد بيانات للمرضى منذ عام 2006 برئاسة الدكتور وحيد دوس، رائد زراعة الكبد فى مصر، وثانيها فريق تفاوضى يرأسه وزير الصحة وقتها الدكتور عادل العدوى حصل على العلاج بسعر أقل من 1 % من السعر العالمى، وثالثها حكومة توفر ميزانيات لتوفير العلاج للمرضى.
«انفراد» دعت الدكتور وحيد دوس، رئيس لجنة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة فى ندوة بمقر الجريدة، لمحاورته عن مستقبل لجنة الفيروسات وإستراتيجيتها الجديدة فى علاج المرضى، بعد مرور 3 سنوات على استخدام أدوية الجيل الثانى.
أكد الدكتور وحيد دوس، رئيس لجنة الفيروسات الكبدية رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، أن مصر بها 5 ملايين مصاب بالفيروس بنسبة 4.4% وفقا للمسح السكانى الأخير 2015، لافتاً إلى أن عدد المرضى المصابين بالفيروس ولا يعرفون كثيرون.
وأضاف وحيد دوس أن سعر الكورس العلاجى لفيروس سى فى مصر حالياً 1500 جنية (الدكلانزا + السوفالدى) مقارنة بسعره فى أمريكا الذى يبلغ 90 ألف دولار، مشيراً إلى أن اللجنة عالجت 913 ألف مريض منذ ديسمبر 2014 وحتى الآن، لافتاً إلى أن عدد المرضى المصابين بفيروس سى فى العالم يبلغ 140 مليون.
وكشف وحيد دوس أن مصر حصلت على السوفالدى بسعر أقل من 1% من السعر العالمى، لافتاً إلى أن مكتشف العقار باع حق إنتاجه لإحدى الشركات الأمريكية بـ11 مليار دولار، وأنفقت الشركة المنتجة أكثر من 11 مليار دولار أخرى على التجارب مؤكدا أن الأدوية التى تباع فى الخارج أدوية أصلية وليست المثيلة أو البديلة، لذلك أسعارها مرتفعة وحقوق الملكية الفكرية تمنع من تصنيع مثائلها أو بدائلها.
وتابع دوس أن الشركة المصنعة لسوفالدى قسمت دول العالم إلى 3 فئات حسب دخلها القومى حتى يتسنى لها الحصول على الدواء الجديد، وكان فى الدول الغنية جدا سعر العقار 90 ألف دولار وفى الدول المتوسطة 6 آلاف دولار وفى الدول الفقيرة والأكثر فقرا 300 دولار واستطاعت مصر الحصول عليه بـ300 دولار بفضل مفاوضات ترأسها الدكتور عادل العدوى، وزير الصحة السابق.
وأوضح أن الشركة أثناء التفاوض للحصول على السوفالدى بـ300 دولار طلبت التدخل فى البروتوكولات العلاجية وتفعيل الملكية الفكرية لحماية منتجها من قيام الشركات المحلية بإنتاج مثائله وبدائله وهو ما قوبل بالرفض.
وتابع وحيد دوس، رئيس لجنة الفيروسات الكبدية، أن العام الماضى شهد علاج مليون و400 ألف مريض بجميع دول العالم ومصر قامت بعلاج 913 ألفا فقط بنسبة ثلثى من تم علاجهم فى العالم، وهذا إنجاز تاريخى، مشيراً إلى أن ما يثار حول تربح أشخاص معينين باللجنة من الشركات لتمرير منتجاتهم للسوق المصرى أو برامج العلاج فى الوزارة مقابل الحصول على ميزات أو أموال غير صحيح.
وحول ملف السياحة العلاجية وآليات جذب السياح للعلاج من فيروس سى قال، أن هناك مبادرات لجذب السياح المرضى بفيروس سى للعلاج، باعتبار مصر بها أقل سعر للكورس العلاجى من فيروس سى على مستوى العالم، ويسهم ذلك فى عودة السياحة لمصر بشكل كبير، وتابع أن جميع الأدوية سعرها انخفض بسبب المنافسة الشديدة.
وعن البروتوكولات العلاجية المعمول بها حالياً فى مراكز الكبد قال وحيد دوس، أنه يتم استخدام (سوفالدى + الدكلانزا) مع أو بدون ريبافيرين، مشيراً إلى أنه يتم تصنيف المرضى إلى مجموعتين الأولى يسهل علاجهم وهؤلاء ليس لديهم تليف ولم يحصلوا على أدوية ويتم علاجهم بالدكلانزا مع السوفالدى خلال 3 شهور.
أما المجموعة الأصعب فى علاجها فيكونون مصابين بتليف كبدى وحصلوا على أدوية لفيروس سى مسبقاً ويتم علاجهم لمدة 6 شهور بالسوفالدى والدكلانزا مع الريبافيرين وتجرى لهم تحاليل بشكل دورى للتأكد من شفائهم.
وتابع: هناك بروتوكولات علاجية أخرى، مثل الهارفونى المحلى أو المستورد بدون أو مع الريبافيرين والسوفالدى مع الأوليسيو والكيوريفو مع أو بدون الريبافيرين.
وعن غير المستجيبين للعلاج بالبروتوكولات العلاجية الحالية قال، أن اللجنة لديها 45 ألف منتكس، وتم وضع بروتوكولات علاجية خاصة لهم وهى «عقار الكيوريفو مع السوفالدى لمدة 6 شهور» و«عقار اوليسيوا + سوفالدى + دكلانزا+ريبافيرين لمدة 3 شهور» و«سوفالدى + كيوريفوا + ريبافيرين 3 أشهر فقط».
وعن مدى قدرة وزارة الصحة على إدخال أدوية الجيل الثالث للعلاج بها فى مراكز الكبد قال، إذا ثبت عدم فاعلية البروتوكولات العلاجية الحالية سنستخدمها قطاعا وتوقع دوس توفير أدوية جديدة للقضاء على التليف نهائياً خلال 5 سنوات، لافتاً إلى أن هناك أبحاثا تجرى حالياً لإنتاج عقاقير للتخلص من التليف الكبدى.
وأكد أنه لا يوجد ما يسمى بمنظومة الحكومة للقضاء على فيروس سى نهائياً أو حتى إعلان مصر خالية من فيروس سى لكن هناك حقيقة اسمها الوصول بمعدلات الإصابة لأقل من 1% بحلول 2030، لافتاً إلى ضرورة تفعيل حملة حماية أكباد المصريين لإعلان اعتماد الحلاقين والكوافيرات وغيرها أماكن يمكن نقل المرض بها على أن تكون آمنة ضد مسببات نقل فيروس سى.
واستكمل دوس أن هناك تجارب حالياً لبحث إمكانية علاج الأطفال المصابين بفيروس سى، باستخدام الأدوية الجديدة وخاصة الهارفونى، وتتم حاليا فى معهد الأورام، مشيرا إلى أن نسبتهم لا تتعدى 0.5%.