تجدد المرأة الجدل فى الكنيسة القبطية، للمرة الثانية، بعدما أثاره الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط من جدل عقب صدور كتابه المرأة فى المسيحية، الذى أباح فيه تناول المرأة الحائض، والتناول هو طقس كنسى وأحد الأسرار المقدسة للكنيسة ويعنى التناول من جسد المسيح (القربان) ودمه (الخمر) ولا يتم إلا فى حالة طهارة وصوم.
وفتح كتاب المرأة فى المسيحية باب النقاش فى قضية أخرى تعتبرها الكنيسة القبطية من الثوابت إذ إنها تتعلق بالأسرار المقدسة، وهى قضية طقس التعميد الذى يمثل دخول الإنسان الحياة المسيحية، تمثل المعمودية باغتسال المعمّد بالماء بطريقة أو بأخرى؛ والطفل الذى يجرى تعميده يصبح تابعاً للمسيح وتابعاً للكنيسة المسيحية، والعماد يمثل موت يسوع المسيح وقيامته فى الحياة الجديدة، أيضاً الطفل المعمد يخلّص من الخطيئة الأصلية التى هى خطيئة آدم وحواء ويدخل الحياة مرة أخرى كإنسان جديد، وبحسب الاعتقاد المسيحى، فإن أول عماد فى التاريخ كان عماد المسيح على يد يوحنا المعمدان فى نهر الأردن.
ووفقًا للطقس الكنسى، يتم تعميد المولود الذكر بعد أربعين يومًا من ولادته مقابل ثمانين يوما إذا كانت المولودة أنثى وتمنع الأم من دخول الكنيسة طوال تلك الفترة.
وتساءل الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط وأحد المحسوبين على تيار التجديد فى الكنيسة القبطية، فى كتابه الذى صدر منذ شهور عن سر التمييز بين الأم التى ولدت الذكر والأم التى ولدت الأنثى فى قضية التعميد مطالبًا بالمساواة بينهما الأمر الذى أثار عاصفة من الانتقادات.
وأكدت مصادر كنسية لـ"انفراد"، أن سيمنار المجمع المقدس للكنيسة الذى يعقد فى دير الأنبا بيشوى نهاية فبراير ومطلع مارس من كل عام سوف يستعرض تقرير اللجنة الطبية المجمعية التى تشكلت فى سيمنار العام الفائت 2016 حيث أقرت اللجنة الطبية منع الحائض من التناول وأكدت على إمكانية المساواة بين الذكر والأنثى فى التعميد دون أن توضح هل يتم الطقس المقدس بحضور الأم أم بغيابها.
وأوضح المصدر أن القضية سوف تنال نصيبًا من النقاش فى سيمنار(حلقة نقاشية) المجمع المقدس المقبل (الهيئة العليا للكنيسة وتعقد مرتين سنويًا، وتتخذ قرارات مصيرية ويرأسها البابا) وقد يصدر قرارا بشأنها بعدما أثيرت على نحو واسع خلال الفترة الماضية. أما الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة فقال لـ"انفراد"، أن القضية خلافية الأمر مختلف عليه، هناك من يوافق على تناول المرأة الحائض وهناك من يرفض، كما أن قضية تعميد الذكر والأنثى أيضًا من ذمة القضايا الجدلية وسوف تعرض على المجمع المقدس الدورة القادمة، ولكنها تحتاج إلى دراسة أوسع.
وأضاف: فهناك من يستعين بآيات من العهد القديم، وآخرون يستشهدون بآيات من العهد الجديد، وهناك من يدعم وجهة نظره بأقوال آباء الكنيسة، وعلى المجمع المقدس تشكيل لجنة لاستيعاب كل تلك الآراء ومناقشتها، ومن ثم إقرار واقع، والبابا نفسه قال أن المجمع المقدس سوف يتخذ فيها قرارا.
وكذلك فإن الأنبا سرابيون مطران لوس انجلوس، أكد فى وقت من قبل على إمكانية تعميد الذكر أو الأنثى فى أى وقت بعد الميلاد دون التقيد بشرط الأربعين يوما من الولادة للذكر وثمانين يوم للمولودة الأنثى دون أن يحدد موقف الأم من دخول الكنيسة.