بالصور.. مواجهات عنيفة بين الأمن العراقى وأنصار التيار الصدرى فى بغداد.. مطالب بتغيير مفوضية الانتخابات.. الشرطة تستخدم الغاز للتفريق.. وسقوط قتيل بين المتظاهرين.. ومقتدى الصدر يحمل الحكومة المسئولية

تمكنت قوات الأمن العراقية، اليوم، السبت، من تفريق تظاهرات حاشدة، نظمها التيار الصدرى، فى ساحة التحرير، اليوم، السبت، قرب المنطقة الخضراء شديدة التحصين فى العاصمة بغداد، حيث استخدم الأمن الغاز المسيل للدموع، باتجاه أنصار رجل الدين الشيعى، مقتدى الصدر، الذين كانوا يتظاهرون للمطالبة بإصلاحات. ونتج عن المواجهات بين قوات الأمن، والمتظاهرين، بحسب شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، مقتل شخص واحد فقط، كما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، تجاه المتظاهرين، فور محاولتهم عبور جسر الجمهورية. ومن جهته، حدد زعيم التيار الصدرى العراقى، مقتدى الصدر، اليوم، موعدًا لتغيير مفوضية وقانون الانتخابات، ذاكرا فى بيان مقتضب وجهه للمتظاهرين فى ساحة التحرير، وسط بغداد: "إن خيارتنا سلمية إياكم والدخول للمنطقة الخضراء هذا اليوم"، مطالبًا رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، بالإصلاح واستبعاد الفاسدين. وطالب زعيم التيار الصدرى العراقى، المتظاهرون فى ساحة التحرير، بالانسحاب التكتيكى، من موقع الاشتباكات، وذلك حسب ما أذاعته قناة العربية. كما حمل مقتدى الصدر، رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، مسئولية سلامة المتظاهرين، وكذلك مسئولية استخدام جهات مجهولة، للقوة المفرطة ضد المتظاهرين، حسب شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية. كما تعهد الصدر، فى تغريدة له عبر موقع المدونات المصغرة "تويتر"، بالرد وبقوة على ما وصفه بـ"الإرهاب الحكومى"، قائلًا: "دماء الشهداء لن تذهب سدى". والتيار الصدرى، بدأ منذ أمس، الجمعة، واستمر حتى عصر اليوم، فى تنظيم مظاهرة سلمية حاشدة بمشاركة آلاف العراقيين من العاصمة والمحافظات، فى ساحة التحرير، وسط بغداد، وطالب المتظاهرون رجالا ونساء شبانا وشيبا بتعديل قانون الانتخابات وتغيير مجلس مفوضية الانتخابات والابتعاد عن المحاصصة السياسية، ورفع المتظاهرون أعلام العراق ولافتات تطالب بالإصلاح ومكافحة الفساد. ودعت لجنة تنسيق المظاهرات من التيارين الصدرى والمدنى إلى تظاهرة مليونية للمطالبة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين، وردد المتظاهرون "نعم نعم للعراق" و"لبيك لبيك ياعراق" و"نريد فورا تغيير مفوضية الانتخابات" و"حى على الإصلاح"، وأكدت ضرورة تشكيل مفوضة انتخابات مستقلة، إضافة إلى هتافات منددة بأمريكا وإسرائيل. واتهم متحدثون من فوق منصة التظاهرة "مفوضية الانتخابات" بالفساد وعدم الاستقلالية، حيث تم ترشيح مسئوليها من قبل الأحزاب والكتل السياسية، وأن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى لدى مكتبه 4 ملفات تتعلق بفساد المفوضية وانتماء أعضائها للأحزاب وتعاطى الرشوة والتلاعب بنتائج الانتخابات بدوافع حزبية وطائفية.. بينما رفضت المفوضية الاتهامات الموجهة إليها، وقالت إن تحميلها الأخطاء التى شهدها العراق خلال الفترة الماضية "غير صحيح" وأن حشد الشارع العراقى تجاهها "يعرضها إلى الخطر". واتخذت القوات الأمنية العراقية إجراءات أمنية مشددة، حيث حلقت طائرات مروحية بشكل متقطع فى أجواء العاصمة العراقية، وأغلقت القوات الأمنية المشتركة الطرق والشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير وسط بغداد التى تقع على مدخل جسر الجمهورية المؤدى إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، التى تضم مقرات الحكومة والبرلمان والرئاسة والسفارات العربية والأجنبية، وسط انتشار أمنى مكثف للقوات الأمنية فى محيط ساحة التحرير ومنعت سير السيارات بشوارع مؤدية إلى ساحة التحرير مثل السعدون وأبو نواس وإغلاق الطريق المؤدى من شارع محمد القاسم إلى منطقة الباب الشرقى ومن ساحة الأندلس باتجاه ساحة الطيران مروراً بشارع النضال وكذلك من ساحة الخلانى باتجاه ساحة التحرير. وكان مقتدى الصدر، كتب فى تغريدة له عبر مواقع التواصل الاجتماعى: "على الفساد أن يحذر صولة الجائع والمظلوم إذا انتبه وانتفض، كما دعا رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، فى مؤتمر صحفى أمس، عقب اجتماع الحكومة، مجلس النواب العراقى، إلى تشكيل لجنة من أجل ترشيح أعضاء مفوضية انتخابات جديدة مع قرب انتهاء المدة القانونية للمفوضية الحالية"، متمنيا ألا تكون وفق المحاصصة الحزبية والسياسية، وأن تكون مستقلة وتمثل المواطنين. ويتظاهر العراقيون، يوم الجمعة من كل أسبوع، اعتبارًا من 31 يوليو 2015، بساحة التحرير، وسط العاصمة العراقية (بغداد)، وعدد من المدن العراقية، بمشاركة نشطاء التيار المدنى، وأنصار التيار الصدرى، ويطالبون بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التى دعا إليها العبادى ووافق عليها البرلمان، وتدعمها المرجعية الدينية العليا، التى أكدت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع فى تنفيذ برنامج الإصلاح.