قالت تقارير إعلامية أمريكية عن احتمالية استخدام روسيا لإدوارد سنودن مفجر فضيحة تجسس المخابرات الأمريكية على مواطنيها، ثمن لتقارب العلاقات مع أمريكا.
سنودن يقيم فى موسكو بعد مغادرة هونج كونج وتمديد إقامته 2020
وانتشر اسم "سنودن" فى 2013 عندما نشر وثائق تكشف تجسس المخابرات الأمريكية على المواطنين فى أمريكا وخارجها بشكل غير قانونى، وبعد هروبه من أمريكا لم يجد مكان سوى هونج كونج يختبئ بها بعدما سرب تفاصيل برامج المراقبة السرية لصحيفتى الجارديان البريطانية وواشنطن بوست الأمريكية، ثم سافر بعدها إلى موسكو، ومددت روسيا الشهر الماضى إقامته حتى 2020.
وأشار الشاب إلى أنه كان يعمل براتب جيد يصل إلى مائتى ألف دولار سنويًا، وكان لديه منزله الخاص فى جزيرة هاواى الأميركية، ولكنه مستعد للتضحية بكل ما يملك لأن هذا التجسس يشكل تهديداً حقيقياً للديمقراطية التى تنادى بها بلاده. وعند سؤاله عما إذا كان خائفاً، قال "أنا لا أخاف من شىء لأن هذا كان قرارى، ولكن أخاف أن تتعرض عائلتى للأذى".
طلب لجوء سياسى لدولة الإكوادور..
وأصبح مصير سنودن بؤرة صراع دولى بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، التى قدم طلب لجوء سياسى إلى حكومتها، كما تنظر حكومة الإكوادور فى طلب لجوء آخر تقدم به.
محامى سنودن ينفى طلب تسليمه كـ"هديه" للولايات المتحدة
وفى السياق نفسه، نفى محامى إدوارد سنودن اليوم السبت تقارير إعلامية تفيد بأن موسكو تدرس تسليم المستشار السابق فى الاستخبارات الأمريكية إلى الولايات المتحدة كـ"هدية" للرئيس دونالد ترامب.
وقال أناتولى كوتشيرينا الذى مثل سنودن منذ وصول الأخير إلى روسيا عام 2013، لوكالة انترفاكس "ليس هناك أساس قانونى تستند إليه روسيا لتسليم سنودن.
ونقلت قناة "أن بى سى" الجمعة عن مسئول أمريكى رفيع مطلع على تقارير استخباراتية شديدة الحساسية فى الولايات المتحدة قوله إن روسيا تدرس الخطوة من أجل "التقارب" من ترامب.
واعتبر كوتشيرينا أن "كل هذه الأحاديث هى عبارة عن تخمينات عادية، مؤكدًا أن سنودن يعيش فى روسيا بشكل قانونى".
وسرب العميل الأمريكى السابق فى 2013 وثائق إلى وسائل الإعلام كشفت أن وكالة الأمن القومى طبقت برامج مراقبة سرية واسعة النطاق للتنصت على الاتصالات الهاتفية والإنترنت فى الولايات المتحدة والعالم. غير أن العديد من المسئولين الأمريكيين اعتبروا سنودن الذى فر إلى روسيا خائنا.
وكتب سنودن الجمعة على موقع تويتر أن تقرير "إن بى سى" يعد بمثابة "دليل دامغ على أننى لم أتعاون قط مع الاستخبارات الروسية"، مضيفًا أنه "لا يوجد دولة تسلم جواسيس، كون ذلك يثير مخاوف الباقين من أن يتم تسليمهم".
وتوقع الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية مايكل موريل فى مقال نشر الشهر الماضى، أن يسلم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سنودن للولايات المتحدة بمناسبة تنصيب ترامب.
صراع دولى على المسرب سنودن
ولم تقتصر تداعيات الوثائق التى سربها سنودن على علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها وخصومها الخارجيين، بل أثارت عاصفة من ردود الفعل الداخلية، واستغل نواب جمهوريون فى واشنطن قصة سنودن لتصوير أوباما على أنه زعيم غير كفء على صعيد السياسة الخارجية. وقال جمهوريون ينتقدون الرئيس إن الضجة بشأن سنودن علامة على ضعف أوباما والمكانة الدولية المتراجعة، وأن روسيا تستغل الولايات المتحدة.
العقوبات الأمريكية على روسيا
وقال الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، إنه مستعد لرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، مضيفًا أنه مستعد لرفع العقوبات فى حال ساعدت موسكو واشنطن فى محاربة الإرهاب.
وكانت إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما فرضت فى 29 ديسمبر عقوبات على روسيا، رداً على استنتاج وكالات المخابرات الأمريكية أن روسيا تدخلت فى الانتخابات وقرصنت أشخاصاً وأحزاباً سياسية بهدف ترجيح كفة ترامب.