بعد الإعلان الرسمى عن التعديل الوزارى، يبحث الكثيرون عن نتائج الفترة التى قضاها عدد من الوزراء الراحلين فى الوزارة، لكن لو أن هناك نتائج ملموسة قدمها الوزراء الراحلون لما رحلوا.
معظم الأسماء التى خرجت من جنة الحكومة قدمت ما لا ينسى، على رأسهم داليا خورشيد وزيرة الاستثمار التى ترددت بقوة أنباء عن خروجها من الحكومة فى التعديل حيث تركت لنا إفيه أشعل مواقع التواصل الاجتماعى وقتما أطلقته خلال حديثها أمام اللجنة البرلمانية التى تم تشكيلها لدراسة المحور الاقتصادى ببيان الحكومة، أبريل من العام الماضى، حين قالت: "هناك مستثمر محلى وأجنبى وهناك فرصة، ويجب أن يروا بعض بسهولة.. المستثمرين تايهين جوانا، إحنا عايزين نجوز المستثمر للفرصة ويخلفوا كمان".
لكن سرعان ما فطنت وزيرة الاستثمار لما أقحمت نفسها فيه بعدما رأت رد الفعل من مواقع التواصل الاجتماعى فأصدرت بيانا مطولا قالت فيه إن أحد الحضور وجه سؤالا لها بمنتهى التلقائية، وبهدف تبسيط الفكرة، قائلاً: "يعنى المستثمر والفرصة يتجوزوا"، فأكدت له الوزيرة المعنى من منظور اقتصادى، واستكملت له التعبير المجازى، مؤكدة أن هذا التلاقى بين رأس المال والفرصة الاستثمارية مهمة الجميع من خلال استراتيجية الترويج للاستثمار، ويكتمل هذا الدور بتذليل كل العقبات أمامه ليثمر عن مشروعات ناجحة وعائد مادى يصب فى صالح المستثمر والدولة، مؤكدة أن التعبير، الذى استخدمه صاحب السؤال فى حديثه وأكدت عليه الوزيرة فى إجابتها، كان يهدف بالأساس إلى الربط بين صورة مجازية ومضمون الفكرة.
يأتى ثانيا فى قائمة أسماء المستبعدين من زمرة الوزراء الدكتور الهلالى الشربينى الذى شهدت أيامه الأولى زخما وسيلا من الانتقادات، حيث إنه بمجرد إعلان توليه حقيبة التعليم الوزارية تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى تدوينات للوزير المسئول عن أخطر ملف فى أى دولة من الدول النامية ألا وهو ملف التعليم تحتوى على "أخطاء إملائية" فجة الأمر الذى اضطره إلى غلق حسابه بـ"فيس بوك"، بعد ساعات من أداء اليمين الدستورية ضمن التشكيل الوزارى، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى.
سيل الانتقاد والهجوم الذى نال من الهلالى الشربينى ارتكز على منطق أنه كيف لشخص مكلف بحقيبة وزارية خطيرة كالتعليم أن يخطئ فى الإملاء، حيث تضمنت التدوينات التى تداولها رواد "فيس بوك" من صفحة الدكتور الهلالى الشربينى، هجوماً على إعلامى إخوانى، إلا أنه كتب "أحمد منصور مزيع قناة الخنزيرة"، مما عرضه إلى انتقادات لكتابته كلمة "مذيع" بشكل خاطئ إملائيًا.
ليست الأخطاء الإملائية فقط التى جعلت الشربينى حديث السوشيال ميديا بل إنه من بين التدوينات التى تم تداولها للوزير خبر من "انفراد" حول تجميد تعاون الدول العربية مع قطر، وعلق عليه قائلاً إنه على الدول العربية اتخاذ قرار جماعى لإجبار تركيا على معرفة حجمها الحقيقى.
ليس هذا فحسب بل علق الهلالى على فساد وزارة الزراعة فى الحكومة السابقة، قائلاً عبر حسابه: "الفاسدون يترنحون، يتراقصون، يتساقطون.. كل شريف فى المحروسة يلحق يشترى لنفسه مقشة، علشان يشارك فى كنس الفساد".. كما تضمنت التدوينات التى تم تداولها، تدوينة طريفة قال فيها الوزير: "إذا كنت خايف من بكرة، نام ومتقومش إلا بعد بكرة".
المشلكة الأكبر التى زادت الصخب أن الدكتور الهلالى الشربينى علق على الحساب المنسوب إليه ويحمل أخطاء لغوية وعدم تفرقته بين حرفى الـ"ذ" والـ"ز" قائلاً: "لم أتأكد من أن هذا الحساب خاص بي أم لا ولم أدخل الفيس منذ فترة علشان أنا فى الوزارة وبعقد اجتماعات مع المسئولين".. وإنه لو تم الافتراض أن الحساب المنسوب إلى صحيح فعليهم الاهتمام والالتفات إلى مؤهلاتى العلمية وحجم مشاركاتى فى المؤتمرات العلمية والخاصة بالمنظومة التعليمية.. أنا أستاذ تخطيط وإدارة تعليمية"، وأنه لو افترض أن هناك بعض الكلمات خطأ فمن المتوقع أن تكون الأحرف تداخلت مع بعضها البعض.
إلا أن الوزير الذى أعلن أنه لم يتأكد إن كان الحساب حسابه أم لا علق على حملات السخرية التى شنها رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، قائلاً فى تدوينه له على صفحته الجديدة على موقع فيس بوك: "قبل ما تحكم عليا بخير أو بشر.. يا ريت تشوف أدائى وعلى الأقل ادونى فرصة اثبت فيها قدرتى على تحسين وضع التعليم الحالى.. بعد الفرصة دى من حقك تحكم عليا.. وربنا يقدم ما فيه الخير".
كل تلك المآخذ على الذين طالهم التعديل الوزارى جعلت الميراث الذى تركوه ليس إلا إفيهات وأخطاء إملائية ومعارك جانبية لا تفيد أحدا، والباقون غابوا رغم حضورهم.