يخشى أبناء الشعب الفلسطينى والفصائل الفلسطينية من أى محاولات قد تجرى لتهدئة الأوضاع الجارية فى الأراضى المحتلة، فقد شعر المنتفضون الفلسطينيون بخوف مما قام به أمن السلطة الوطنية الفلسطينية تجاه المنتفضون شمال رام الله وتحديدا فى مدينة البيرة.
وقال الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، جهاد حرب، أن السلطة الفلسطينية لم تكن متشجعة للذهاب لانتفاضة أو كما تسميها هبة شعبية هى تريد أن تكون بوتيرة أقل وخسائر أقل من جانب الفلسطينيين، لكن أيضا تريدها دون الوصول إلى مرحلة انتفاضة مفتوحة بحق الاحتلال الإسرائيلى، لذلك هى حرصت منذ البداية ألا تعطى زخما كبيرا لهذه الانتفاضة على الرغم أن هذا التوجه وهذه الموجه من المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلى هى موجة لا تتبنها الفصائل الفلسطينية عمليا وإنما هى تحرك شعبى على مستوى المظاهرات وتحرك فردى على مستوى العمليات التى تجرى فى الأراضى المحتلة سواء عام 48 أو الضفة الغربية ومدينة القدس.
وأكد "حرب" فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" من الضفة الغربية أنه خلال الشهر الأخيرين، لم تجرى أى محاولات من أمن السلطة إلا أول أمس عند مدخل رام الله الشمالى، لكن المداخل الآخرى لم يتم أى تحرك لوقف النشاط الشعبى فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى، قد يكون هناك خللا فى التنسيق بين فصائل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية حيث يمكن الاتفاق على ساحات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلى مع اعتقادى أن الأهم هو تحديد ساحات لمعركة مع المستوطنين والمناطق التى يقطنون بها، وعدم الاقتصار على ساحات مواجهة إلى داخل المدن الفلسطينية أو فى مناطق التماس التى تعتبر داخل المدن الفلسطينية "a" داعيا أن تكون ساحات المعركة فى مناطق "c" أى فى المناطق التى يسيطر عليها الجيش الإسرائيلى من ناحية وهى المحددة بالمصادرة والمليئة بالمستوطنين والمستوطنات.
انتفاضة القدس أثبتت هشاشة الفصائل الفلسطينية
وأوضح أن انتفاضة القدس اثبتت مدى هشاشة الفصائل الفلسطينية فى تناغمها مع المطالب الفلسطينية وفى مواكبتها للرأى العام الفلسطينى والتوجهات الفلسطينية الشعبية وان هذه الفصائل تقوقعت فى منطقة السلطة التى تسعى لبقاء امتيازات الانتفاضة والإبقاء والحفاظ على الامتيازات دون الذهاب لتطلعات جموع كبيرة من الشعب الفلسطينى.
فيما قال المفكر والدبلوماسى الفلسطينى الدكتور علاء أبو عامر، أن أمن السلطة تدخل أول أمس لمنع الفلسطينيين من التوجه لحاجز بيت آيل القريب من مدينة البيرة، فالأحداث هناك تؤدى إلى تكسير الطرق وهو طريق واصل من رام الله لمدن الشمال وهذا المكان ليس بعيد عن منزل الرئيس محمود عباس، وهو قريب جدا من مستوطنة بيت آيل وعلى ما يبدو أن السلطة لا تريد أن يحدث احتكاك فى المناطق المسيطر عليها من قبل السلطة.
وأكد " أبو عامر"فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" أن السلطة على ما يبدو لا تريد أن تصعد مع الإسرائيليين لأنهم يهددون باجتياح المناطق حيث قامت تل أبيب باعتقالات فى مدينة رام الله، ويبدو أن الموضوع له علاقة فقط بمدينة رام الله لأنه لم يحدث هذا الشىء فى مكان آخر بالضفة فقط فى مدينة رام الله، على حد تعبيره.
السلطة الفلسطينية راضية عن الهبة الشعبية
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية راضية عن الهبة الشعبية لأنها أعطتها قوى وزخم على الصعيد العربى والدولى وأعطتها نوع من الحيوية للقضية الفلسطينية فى المحافل الدولية.
وأوضح أن الرئيس أبو مازن كان جادا فى وقف التنسيق الأمنى وهناك قرارات اتخذت من المجلس المركزى وفى مجموعة المجالس الفلسطينية القيادية، مشيرا إلى أن الرئيس أبو مازن على ما يبدو يتعرض لضغوطات عربية ودولية للتوقف عن مثل هذه القرارات لأن الوضع العربى والدولى لا يسمح فى هذه الفترة باتخاذ قرارات جذرية كهذه.
وأكد أن العرب لم يقدموا ويطمئنوا فى موضوع شبكة الامان المالية أنه لو قطعت السلطة علاقتها الآن كاملة مع إسرائيل ما يعنى توقف الحياة فى مناطق السلطة دون وجود بدائل، موضحا أن إسرائيل ستوقف تحويل الأموال وقد تجتاح السلطة وتعتقل القيادة الحالية وتغلق المؤسسات وهذه هى دراسة متأنية لما يمكن أن يحدث حال اتخذت السلطة تلك القرارات لا يوجد دعم عربى للخطوات دعم لفظى العرب يطالبون أبو مازن بالتخلى عن القرارات فى الوقت الحاضر.