هو واحد من أبرز نجوم فترة السبعينات، نجح في ترسيخ بصمة خاصة به، ليتفرد بشخصيته الفنية عن نظرائه من فناني جيله، ويصبح اسمه واحدا من أبرز علامات السينما عبر تاريخها، ليتنوع في أداء أدواره بطريقه تلفت نظر الجمهور والنقاد وتحتفظ بانتباههم إلى نجوميته على مر عقود طويله، فهو "الظابط محمد" في فيلم "الرصاصة لاتزال في جيبي"، وهو "توفيق" المريض النفسي في فيلم "أين عقلي"، وهي "عبد القادر"، الزوج المخدوع في فيلم "الجلسة سرية"، والكثير والكثير من الأدوار المميزة التي وضعت إسمه على قمة المجد، إنه "الدنجوان"، الذي خطف قلوب فتيات السبعينات، عبقري الأداء، ذو نبرة الصوت المميزة، الفنان الكبير محمود ياسين.
وفي عيد ميلاده..يحتفل معكم "انفراد" ونستعرض لكم 15 معلومة لا تعرفها عن النجم الكبير محمود ياسين:-
ولد محمود ياسين بمدينة بورسعيد يوم 19 فبراير سنة 1941، والتحق بالمسرح القومي سنة 1963، أثناء إلتحاقة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وشارك في العديد من مسابقات المسرح القومي، والتي نجح في أن يحتل المرتبة الأولى بها، نظرا لموهبته الحقيقية.
بعد تخرجه من الجامعة كان من المفترض أن يتم تعيينه بالمسرح القومي، لكنه لم يأتي ليأتي قرار أخر من القوى العاملة بتعيينه موظفا بمحافظة بورسعيد بشهادة الحقوق، لكنه رفض لحبه الشديد للفن الذي غامر بالدخول إليه.
أمسك محمود ياسين بطرف خيط الأمل عندما جاء تعيينه بالمسرح القومي سنة 1967، ليبدأ من هناك مسيرته بالمسرح ببطولة مسرحية "الحلم"، من تأليف محمد سالم ومن إخراج عبد الرحيم الزرقاني، ليقدم بعدها 20 مسرحية من بينها "وطني عكا"، "عودة الغائب"، "واقدساه"، "سليمان الحلبي"، وغيرها.
لم تكن السينما مطمع ومغنم في نفس وعقل محمود ياسين في بداياته الفنية، فكرس للمسرح القومي وقته الأكبر، وإكتفى بتقديم عددا من الأدوار الصغيرة ببعض أفلامها، أبرزها "الرجل الذي فقد ظله"، "شئ من الخوف"، "حكاية من بلدنا".
أما عن أول بطولة له فكانت من خلال تقديمه لبطولة فيلم "نحن لا نزرع الشوك" 1970، أما النجمة الكبيرة شادية، وعدد من نجوم الفن حينها، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، وشكل علامة بارزة في تاريخ محمود ياسين الفني، ليصبح الفيلم البداية الحقيقية لمحمود ياسين بالسينما، والذي إستمر في النجاح فيها بقوة خلال عقدي السبعينات والثمانينات، ليقدم عددا من أبرز أفلامها.
نعود لنقول من جديد أن الفنان محمود ياسين إحتل مكانة خاصة في قلوب الفتيات خلال فترة السبعينات ليلقب بـ"فتى الشاشة الأول"، ويصبح واحد من أهم جانات السينما، مستثمرا في ذلك وجهه الوسيم، وملامحة المصرية الخالصة، فيحصل على عدد من أدوار البطولة في أفلام هامة مثل "بدور، و"الشيطان إمرأة"، و"أنف وثلاث عيون"، و"شباب يحترق"، و"إمرأة سيئة السمعة"، و"الزائرة"، وغيرها من الأفلام المهمة في تاريخ سينما مصر.
وقف محمود ياسين أمام عددا من أجمل فنانات السينما، فرغم التاريخ الكبير لبعضهن مقارنة بمحمود ياسين، والذي لم يكن له تاريخ فني يذكر حينها، نجد أنه نجح في مشاركة نجمات كبار بطولة عددا من الأفلام المهمة، أبرزها "خيط رفيع"، مع النجمة الكبيرة فاتن حمامة، و"نحن لا نزرع الشوك"، مع النجمة شادية، وفيلم "أين عقلي"، مع النجمة سعاد حسني، و"بدور"، مع النجمة نجلاء فتحي.
نجح محمود ياسين في أواخر السبعينات وخلال الثمانينات في "تغيير جلده"، كما يقال، ليقدم عددا من الأفلام المهمة لكن بشكل متنوع بعيدا عن دور "الدنجوان"، فقدم دور المريض النفسي في "أين عقلي"، وقدم دور خارج سياق الفتى الوسيم في "التعويذة"، والذي يعتبر من أوائل أفلام الرعب في السينما المصرية، ودور "زبال"، في فيلم "انتبهوا أيها السادة"، سنة 1978، ومن خلال فيلم "وكالة البلح"، في دور "عامل في "الوكالة، والتي تملكها النجمة ندية الجندي بالفيلم.
أما في فترة التسعينات، فأصبح محمود ياسين مقلا جدا في أعماله بالسينما، ليقدم أدوار جديدة تتناسب مع الفترة السنية التي كان يعيشها ياسين، فجسد دور الأب بفيلم "فتاة من اسرائيل"، إلى جانب قيامه بالمشاركة في عدد من أفلام من نوعية مختلفة غير التي كان يقدمها بسنوات شبابه منها "عودة الهارب"، و"كنوز لا تضيع"، و"ليل وخونة"، و"الشجعان.
لم يتوقف عطاء محمود ياسين على السينما فقدم بالتلفزيون عددا من الأعمال الدرامية المميزة للتلفزيون، من أهمها مسلسل "العصيان"، بجزأيه الأول والثاني، والذي نجح نجاحا ساحقا، ليتابعه الملايين عبر سنوات عرضه المتكررة، ومن بين المسلسلات المميزة أيضا، "حديقة الشر"، و"جمال الدين الأفغاني"، و"الدوامة"، و"غدا تتفتح الزهور"، وغيرها، ليصل حصيلة ما قدمه من مسلسلات 20 مسلسلا.
وعن نقطة التحول في مسيرة محمود ياسين الفنية، لا يمكن أن ننسى دوره المميز في مسلسل "سوق العصر"، ليخطف محمود ياسين الأضواء من نجوم العمل، ويتميز في تقديم دور الشر بالمسلسل، ليقدم شخصية مشابهة لحكايات ذوي النفوذ إيبان حكم جما عبد الناصر، ممن إستغلوا نفوذهم في ظلم العامة والإستيلاء على أموالهم ونسائهم.
خلال مسيرة محمود ياسين تعرض لعدد من الشائعات، التي أطلقت عليه منها علاقته بإحدى الفنانات على زوجته الممثلة شهيرة، والتي تزوج منها وأنجب أبناؤه رانيا وعمرو، والذين يعملان بالفن، لم ينجحوا بنفس نجاحه المميز، لكنه مستمرين في العمل الفني، وهو ما أكدته بعد ذلك زوجته لتقول أن إحدى الزميلات بالفن كانت معجبة به بالفعل لكنه قال لها "ضفرك برقبتها"، ليتزوج منها محمود ياسين ويستمر بالزواج منها إلى الآن.
وعن علاقته بالنجم الكبير عادل امام، فقط تعرض أيضا محمود ياسين لإشاعة حول مرضه بعد ذلك وهو ما جعل البعض يعتقد أن صاحب تلك الإشاعة هو الفنان عادل إمام بسبب عدم مشاركة محمود ياسين في مسلسل "صاحب السعادة"، بعد أنباء عن نسيانه لسيناريو دوره بالفيلم بسبب مرضه بـ"الزهايمر"، وهو ما نفته زوجته شهيرة مع الإعلامية راغدة شلهوب، من خلال برنامج "فحص شامل"، لتقول أن علاقة عادل إمام بمحمود ياسين على أحسن ما يرام، وأنه صديق مقرب من العائلة.
في إطار حديثنا عن تميز محمود ياسين، وأدواره المهمة في تاريخ سينما مصر، فاننا لا يمكننا أن ننسى دوره في فيلم "الجزيرة"، والذي وقف خلاله أمام النجم أحمد السقا، ليجسد دور "على الحفني"، بتميز شهد له النقاد والجمهور على السواء، ما جعل أذهاننا تتذكر قدراته الفنية الرائعة، التي طالما ما شاهدناها خلال سنوات عمره، وحرصا من أحمد السقا على تكريم محمود ياسين، يوضع إسم محمود ياسين على أفيش فيلم "الجزيرة"، رغم أن الدور الأول كان للنجم أحمد السقا.
ووقف محمود ياسين أيضا أمام عدد من النجوم الشباب من بينهم بشرى وأحمد فهمي، من خلال تقديمه لدور "الجد" في فيلم "جدو حبيبي"، كما قدم إلى جانب النجم آسر ياسين دورا مهما في فيلم "الوعد".
حصل محمود ياسين خلا مسيرته الفنية على أكثر من 50 جائزة، منها جائزة التمثيل من مهرجان قشقند، ومن مهرجان السينما العربية في أمريكا وكندا، وجائزة الدولة على أفلامه الحربية سنة 1975، وجائزة الإنتاج من مهرجان الاسماعيلية، وأحسن ممثل من مهرجان التلفزيون لعامي 2001 و2002، ليتوج بعدها سفيرا للنوايا الحسنة سنة 2005.