كشف أبناء الدكتور عمر عبد الرحمن المنظر والأب الروحى للجماعة الإسلامية بمصر عن تفاصيل وصية والدهم وفحوى المكالمة الأخيرة التى دارت بين الراحل وزوجته، التى استغرقت حوالى ربع الساعة قبل نحو أسبوع.
فمن جهته قال الدكتور عبد الله عمر عبد الرحمن، نجل الشيخ، عمر عبد الرحمن مؤسس الجماعة الإسلامية فى مصر، إن وفاة والده بمثابة "مؤامرة مدبرة للتخلص من الشيخ والدليل على ذلك منع الأدوية عنه فى الآونة الأخيرة"، كاشفا عن الوصية التى قالها والده لوالدته فى المكالمات الأخيرة من حياته، حسب قوله.
وكشف عبد الله عمر عبد الرحمن فى اتصال هاتفى لـ"انفراد" من مقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة فى وقت متأخر من مساء السبت، أن والده أخرج وصية تحدث فيها لوالدته قال من خلالها "أبلغى أبنائى أن هناك مساع لقتلى بالبطىء والتفنن فى إذلالى وانتهاك حقوقى الإنسانية وحرماتى".
وأضاف إن السلطات الأمريكية تعمدت "تلفيق القضايا" لوالده خاصة فى عهد الرئيسين جورج بوش الابن وبيل كلينتون، بأن أصرت على وضع والده فى "بوتقة العنف والإرهاب"، بالرغم من أنه أعلن أكثر من مرة رفضه القاطع لكل أشكال العنف والإرهاب واستخدام القوة فى مواجهة الحكومات، وفقا لتعبيره.
أمريكا تلفق تهما للمحامين
ورأى أن والده غادر البلاد متوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق بوش الأب معتقدا أنها أرض الحريات، ففوجئ بأن الأجهزة الأمريكية تلفق له قضايا لم يثبت حتى وفاته ضلوعه فيها.
واعتقد فى حديثه مع "انفراد" أن المسؤولين الأمريكيين منعوا الأدوية عن والده فى الفترة الأخيرة مستغلين فى ذلك أن والده لم يكن لديه محاميا بسبب ما وصفه بـ"إصابته بالزهايمر وتقدمه فى العمر"، فى إشارة إلى المحامى السابق.
ورأى أن السلطات الأمريكية حاولت عرقلة عمل المحامى الجديد لوالده أشرف يوبان حتى تتخلص من الشيخ، على حد وصفه، قائلا: "حاولوا عرقلة عمل المحامى وتلفيق القضايا له حتى يتخلى عن الدفاع عن والدى".
وردا على سؤال "انفراد" عن الآراء القائلة بأن الشيخ توفى منذ ثلاثة أيام وليس يوم السبت، قال إن هذه تحليلات وليست معلومات، موضحا أن والده لم يتحدث إلى أى من أبنائه طيلة الأربع وعشرين عاما التى قضاها خلف أسوار السجون فى أمريكا وأنه كان يتحدث إلى والدته مرة واحدة كل شهر لمدة ربع الساعة ثم زادت المكالمات إلى مكالمتين فى الشهر.
واختتتم حديثه لـ"انفراد" بالتأكيد على أن والده كان شيخا للثوار وقائدا لهم وأنه أيد الثورة التى قام بها المصريون على الظلم والفساد، بالرغم من أنه لم يتحدث إلا مع والدتهفى المكالمات التى كانت "مراقبة من 5 أجهزة أمريكية"، مشددا على والده كانت لديه تعليمات بأنه إذا تحدث فى السياسة ستقطع عنه المكالمة ويحرم لمدة ستة أشهر من الحديث هاتفيا مع أحد.
تفاصيل المكالمة الأخيرة
أما خالد عمر عبد الرحمن، نجل الأب الروحى للجماعة الإسلامية فى مصر، الدكتور عمر عبد الرحمن، الذى وافته المنية عصر السبت فى سجن سبورتينج بولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، فكشف عن تفاصيل آخر مكالمة هاتفية فى حياة والده.
وقال خالد فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" مساء السبت إن والده اتصل بوالدته منذ أسبوع وأبلغها بأن سلطات السجن فى الولايات المتحدة الأمريكية منعت عنه الأدوية والاستماع إلى الراديو، موضحا أن والده المريض بالسكر وعدة أمراض أخرى منذ نحو 40 عاما كان يتعرض لأقسى أنواع المعاملة من قبل إدارة السجن.
وأوضح أو والده أخبر والدته بترجيحه أن تكون هذه المكالمة هى آخر مكالمة فى حياته، "لشعوره بدنو الأجل"، وأنه توقع حلول المنية بعد منع الأدوية اللازمة لاستمرارية حياته فى السجن الذى يقبع فى غياهبه منذ نحو ربع القرن.
وأضاف خالد الذى يعمل مدرسا فى إحدى مدارس مدينة صلالة بسلطنة عُمان، أن وزارة العدل الأمريكية اتصلت بالعائلة وطلبت نقل الدكتور يوم الجمعة، منوها إلى أن السلطات الأمريكية قالت للعائلة: "إن صحة الشيخ فى تراجع قبل أن تعلن الوفاة عصر السبت".
وأشار فى المكالمة الهاتفية التى أجراها مع "انفراد" أن السلطات الأمريكية لم توافق رسميا حتى الآن على نقل جثمان الوالد متذرعة بالإجراءات القنصلية بسبب الإجازة الأسبوعية للحكومة الأمريكية يومى السبت والأحد، مرجحا أن تبدأ الإجراءات صباح الاثنين.
ونوه إلى أن العائلة وكلت المحامى أشرف يوبان، المقيم فى أمريكا للتسريع فى إجراءات نقل الجثمان، مشددا فى الوقت ذات على أن السلطات المصرية وافقت على نقل الجثمان من الولايات المتحدة الأمريكية إلى جمهورية مصر العربية حيث أوصى الراجل بدفنه فى مقابر العائلة بمركز الجمالية فى محافظة الدقهلية.
واختتم حديثه لـ"انفراد" بالتأكيد على أن الراحل لم يكتب مذكرات فى السجن كما لم يوص بأى شيء للعائلة غير وصية الدفن بالجمالية، مؤكدا أن موعد الرحلة التى ستقل جثمان الراحل لم يتحدد حتى الآن، موضحا فى الوقت ذاته أن والده لم يتحدث فى أمور السياسة مع أى من العائلة طيلة السنوات والأشهر الماضية.
المخابرات الأمريكية وقطر
فى السياق قال نجل الراحل الشيخ عمر عبد الرحمن، الأب الروحى للجامعة الإسلامية بمصر، المهندس، عمار عمر عبد الرحمن إن المخابرات الأمريكية اتصلت بالأسرة عصر الجمعة وأبلغتها بمرض الدكتور عمر عبد الرحمن، مضيفا أنها (أى المخابرات الأمريكية) طلبت التواصل مع دولة قطر للتوسط والإفراج عن الشيخ، غير أن الأسرة رفضت.
وردا على سؤال "انفراد" حول سبب الرفض، قال السفارة الامريكية، قال عمار إن الأسرة رأت أن جمهورية مصر العربية هى بلد الشيخ وأنها أولى به من أى دولة أخرى.
وتابع عمار قوله فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" مساء السبت، أن السلطات الأمريكية اتصلت بالعائلة عصرا وأبلغت الأسرة بوفاة الشيخ وطلبت التنسيق مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة لتنفيذ وصية المرحوم ونقل جثمانه من سجن سبورتينج فى ولاية كولورادو الأمريكية إلى القاهرة، غير أن السفارة رفضت، معللة ذلك بأنها جهة مختصة فى خدمة رعايا الولايات المتحدة فى مصر فقط وألا علاقة لها بالمسجونيين الموجودين على الأراضى الأمريكية.
وكشف أن الرحلة الجوية المخصصة لنقل جثمان الراحل لم تتحدد حتى الآن، مؤكدا أن الأسرة تستعد لتنفيذ وصية الشيخ ودفنه فى مسقط رأسه فى مركز الجمالية بمحافظة الدقهلية.