تحت شعار "قادر أشترى بس هقاطع الغالى" انطلقت دعوة نسائية لمقاطعة اللحوم والدجاج والأسماك بدءًا من يوم الاثنين 20 فبراير ولمدة 15 يومًا احتجاجًا على غلاء الأسعار، تزامنًا مع بدء الصوم الكبير للمسيحيين، وتضامنًا مع الأسر رقيقة الحال التى لم تعد قادرة على شراء اللحوم البيضاء أو الحمراء أو الأسماك بسبب الغلاء.
ويتراوح متوسط سعر كيلو اللحم البلدى فى السوق المصرى بين 100 و 120 جنيه، أما كيلو اللحم الجاموسى فيتراوح سعره بين 100 و110 جنيهات، ويتراوح سعر كيلو اللحم الجملى بين 70 و95 جنيها.
أما الدواجن فوصل متوسط سعر الفراخ البيضاء فى الأسواق إلى 30 جنيهًا، ووصل سعر الكيلو البلدى إلى 34 جنيهًا.
"قررنا نقاطع بمزاجنا قبل ما نضطر نقاطع غصب عنا... وتضامنًا منا مع من لا يستطيعون الشراء" بعبارة محددة أوضحت "حنان عبدالحليم" مؤسسة مجموعة "تعالوا نوفر" على "فيس بوك"، هدفها من الدعوة التى انطلقت من خلال المجموعة التى تضم أكثر من 98 ألف مشارك غالبيتهم من النساء، وأضافت لـ"انفراد": "لم تعد الدعوة مقتصرة على فيس بوك فحسب وإنما تحاول المشاركات فيها نشر الدعوة بين الزملاء فى العمل والجامعة من رجال ونساء وفى النادى وحتى فى الأسواق".
وتابعت: "الحكاية بدأت بأننا فكرنا فى استغلال صيام الأخوة المسيحيين الذى سيبدأ يوم الاثنين ونعلن جميعنا مقاطعة اللحوم والدجاج والسمك لأن الأسعار أصبحت عبئا على كثير من الأسر، وترتفع فورًا مع ارتفاع الدولار ولكنها لا تنخفض أبدًا مع انخفاضه بل نسمع مليون مبرر كى تظل مرتفعة. ولهذا كان قرارنا بالمقاطعة بدءًا من يوم الاثنين ولمدة 15 يومًا".
وترى "حنان" أن "نجاح المقاطعة سيكون جرس إنذار للتجار أننا كشعب قوة ضاربة، يمكن أن نستغنى عن أى شىء فى لحظة ونقاطعه مما يجعلهم يفكرون أكثر من مرة قبل أى زيادة غير مبررة، وأتمنى أن نصل لأن نشترى السلعة الواحدة بسعر موحد فى كل الأماكن وألا يكون هناك فرق كبير فى السعر بين أول الشارع وآخره، فقط لأنه يخضع لمقدار جشع التاجر".
وعن الاستجابة قالت "حنان" إن الاستجابة إلى الآن إيجابية، وأضافت "الأعضاء بدأوا يشتغلوا على الأرض فى عماراتهم السكنية وعملهم وفى النادى. والجميل أن تكون هناك استجابة من القادرين على الشراء تضامنًا مع من لا يستطيعوا الشراء، وهذا هو هدفى لأن من يعجز عن الشراء مقاطع طبيعى لكن مقاطعة القادر هى التى تشكل فارقًا حقيقيًا"، وتابعت "هذه المقاطعة أعتبرها نوعًا من التكافل الاجتماعى".
وقالت "إيمان محمد" إحدى المؤيدات للدعوة على الجروب لـ "انفراد": "عشان حالنا يتصلح والتجار الجشعين يأخدوا درس طالما ماعندهمش وازع دينى، ولا ضمير، وإحنا مش أحسن من النبى لما كان بيقعد لا يوقد فى بيته نار وعايش على الأسودين التمر والماء. لازم نصبر ونقنع رجالتنا".
فيما عارضت "نجلاء زمزمى" واحدة من أعضاء الجروب الفكرة، وقالت "طب الولاد اللى لسة طالعة الدنيا مالهاش ذنب نحرمها"، واقترحت "إحنا نجيبها بالمعقول من غير إسراف ولا تقطير". أما "فايزة سمير" فقالت باقتضاب "أنا مقاطعة بسبب إن مافيش فلوس من شهر".
يشار إلى أنه سبق وانطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى أغسطس 2015 حملة "بلاها لحمة" لمقاطعة شراء اللحوم الحمراء من الجزارين لمدة شهر كامل، بعد ارتفاع أسعار اللحوم بشكل كبير.
وهى الحملة التى أثارت الكثير من الضجة والانتشار الواسع فى جميع محافظات مصر، إلا أن الأسعار لم تتأثر بهذه الدعوات للمقاطعة.
