تأتى زيارة لاعب كرة القدم العالمى ميسى لمصر اليوم فى إطار حملة عالمية للقضاء على فيروس سى حول العالم، وقد نظمت هذه الزيارة شركة أدوية مصرية كبيرة قررت التفكير خارج الصندوق وأخذ خطوة للأمام فيما يتعلق بمشروع السياحة العلاجية الذى يبدو غريبا أن يتضمن مرض مثل فيروس سى، لكن ما حققته مصر من إنجاز خلال العامين الماضيين فى القضاء على المرض كان مذهلا، فوفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن هناك مليونا وربعمائة ألف مريض بفيروس سى تم شفاؤهم نهائيا من المرض منذ ديسمبر 2014 منهم 900 ألف فى مصر وحدها أى أن مصر عالجت ما يقرب من ثلثى من تم علاجهم، لكن تبقى الأسئلة، كيف حدث ذلك فى ظل الظروف الاقتصادية والعلمية التى تمر بها مصر، ولماذا يترك مواطنا أمريكيا أو أوربيا أو حتى آسيويا كل التقدم العلمى والطبى الكبير فى بلده ويأتى لتلقى العلاج من فيروس سى فى مصر؟ وغيرها من الاسئلة سيوضحها هذا التقرير.
س.. ما هى حملة السياحة العلاجية التى يروج لها ميسى اليوم؟
هى حملة أطلقتها شركة أدوية "بريم فارما" بعنوان "تور أند كيور" للترويج للسياحة العلاجية فى مصر من مرض فيروس سى تحديدا، وقامت الشركة بمخاطبة عدد المكاتب السياحية فى دول العالم للترويج للحملة التى تكون عبارة عن برامج سياحية تتضمن زيارة مصر كسياحة لمدة أسبوع يزور خلالها المريض بفيروس سى عددا من المزارات السياحية فى مصر وخلال الزيارة يحصل على كورس العلاج من فيروس سى ويذهب إلى بلده بالعلاج بعد انتهاء الرحلة السياحية.
س.. لماذا تم اختيار لاعب الكرة ميسى للترويج لهذه الحملة؟
لأن ميسى أسس منظمة للأعمال الخيرية وله دور كبير فى الأعمال الخيرية ومن ضمنها الإشتراك فى القضاء على فيروس سى، لذا تمت دعوته ليكون سفيرا للحملة التى نظمتها شركة الأدوية فى مصر "عالم خال من فيروس سى"، للسياحة العلاجية فى مصر والإعلان عن القضاء على المرض خلال السنوات المقبلة.
س.. الإصابة بفيروس سى كانت مستعصية فى العالم كله فكيف تحققت هذه الثورة العلاجية؟
فى عام 2014 تم الإعلان عن طرح عقار جديد فى الأسواق العالمية للعلاج من فيرو سى وهو عقار "السوفالدى" الذى اخترعه البروفسيور الإيطالى "ريمون شينازى" وبعد تطبيقه حقق نتائج مذهلة فى القضاء على المرض والشفاء الكامل لمن تناول العقار، ومنذ طرح هذا العقار تم الإعلان عن تعافى عدد كبير جدا من المصابين بالفيروس حول العالم وصل إلى أكثر مليون ونصف مريض فى أقل من عامين منهم حوالى 900 ألف متعافى فى مصر فقط أى أن مصر استطاعت شفاء ما يقرب من ثلثى المتعافين حول العالم.
س.. كم عدد المصابين بفيروس سى فى العالم وكم عددهم فى مصر؟
وقت طرح هذا العقار فى عام 2014 كان يوجد حوالى 140 مليون مصاب بفيروس سى فى العالم منهم حوالى 12 مليون فى مصر وهذا الرقم وفقا للإحصائيات الرسمية مع بعذ التقديرات التى أكدت أن عدد المصابين بفيروس سى فى مصر ولا يعلمون إصابتهم بالمرض قد يتساوى مع عدد المصابين.
س.. كيف حققت مصر هذا الإنجاز فى علاج فيروس سى رغم الظروف الاقتصادية والصحية التى تمر بها كما أنها دولة غير متطورة طبيا؟
لسببين الأول أن مخترع عقار سوفالدى الذى حقق ثورة فى علاج المرض منح مصر تركيبة مادة فعالة لتصنيع العلاج مخصوص للمصريين واستطاعت مصر تصنيع السوفالدى بثمن أقل من 1% من سعره العالمى كما قدم تركيبة أيضا لدولة الهند بسعر منخفض لتصنيعها بالهند.
السبب الثانى أن لجنة مكافحة الفيروسات التابعة لوزارة الصحة قدمت برنامجا محكما للقضاء على فيروس سى فى مصر لمنظمة الصحة العالمية والشركة المصنعة للعقار، ووقتها قامت الشركة بوضع ثلاثة تصنيفات اقتصادية لدول العالم المستوردة لعقار السوفالدى الأول دول غنية والثانى متوسطة والثالث دول فقيرة، وكانت مصر فى الترتيب الثانى، إلا أن اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية طالبت بوضع مصر فى قائمة الدول الفقيرة والسماح باستيراد العقار بأسعار هذه القائمة، وهو ما وفقت عليه الشركة بعد رؤيتها جهود اللجنة فى مكافحة المرض والقضاء على فيروس سى فى مصر.
س.. لماذا قدم البروفسيور ريمون شينازى مخترع السوفالدى هذه التركيبة لمصر بسعر أقل وسمح لنا بتصنيعها العلاج فى مصر؟
ببساطة لأنه مصرى الجنسية ولد وتربى فى مصر حتى سن الثالثة عشر، فهو هو يهودى الديانة إيطالى مصرى الجنسية، ولد فى مدينة الإسكندرية لأب إيطالى الجنسية وأم مصرية، وبدأت علاقته بالطب منذ أن كان عمره 10 سنوات عندما أصيب خاله بفيروس الهربس، مما جعله يقرأ الكثير فى ذلك الوقت عن هذا المرض ومن هنا كان حماسه لإيجاد حل لمشكلة خاله الصحية، بعدها بوقت قصير وفى سن الـ13 غادر ريمون مصر متجها لعدة دول منها إيطاليا وأمريكا وبريطانيا وتخصص فى الطب وعمل على الأبحاث للقضاء على فيروس سى حتى اكتشف علاج السوفالدى.
س.. أخيرا ما الذى يدفع مواطنا أمريكيا أو أوروبيا للقدوم إلى مصر للحصول على علاج فيروس سى؟
لأن التركيبة التى قدمها مخترع العقار والسعر الذى استطاعت اللجنة القومية للقضاء على الفيروسات الحصول عليه فى استيراد العقار جعل سعره فى مصر لا يتجاوز 1% من سعره العالمى، فهذا العلاج عبارة عن كورس علاج من السوفالدى لمدة 90 يوما، كل يأخذ المريض قرصا، وثمن هذا الكورس فى أمريكا 90 ألف دولار، حيث إن ثمن القرص الواحد ألف دولار، أما فى مصر فسعر الكورس كاملا الـ90 قرصا حوالى 80 دولارا، وبالتالى فإن سعره زهيد جدا بالمقابل بالسعر العالمى، وهو ما يجعل كثيرين من أمريكا لا يتلقون العلاج من فيروس سى إلا فى مراحل متأخرة جدا، كما أن هناك بعض الدول فى أوروبا وغيرها لا تعالج فيروس سى إلا فى مراحل متأخرة جدا من المرض عند الوصول لتليف كبدى مثل إيطاليا وهذا أيضا لارتفاع سعر الدواء، لذا فإن مصر تستطيع من خلال إنتاج وتصنيع هذا الدواء شفاء الملايين بسعر أرخص مما يقدم لهم فى بلادهم.