فى مبادرة لمناقشة حقوق المصريين فى الخارج وتبادل الخبرات بين الدول لخدمتهم، استضافت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للهجرة، فى القاهرة، اليوم الثلاثاء، أول مائدة مستديرة للشركاء الدوليين، لتسخير الأثر الإنمائى للهجرة فى مصر، بحضور عدد كبير من السفراء والدبلوماسين ممثلين لأكثر من عشرين سفارة ووكالة تنمية.
يأتى اللقاء فى محاولة ومبادرة من الوزارة لتحقيق أقصى استفادة للمواطنين فى الخارج، وبحث سبل دعم خطط الحكومة فى المبادرات التى تطلقها للاستفادة من خبرات المواطنين فى الخارج، ومناقشة حقوقهم، وطرح رؤى للاستفادة من تجارب الدول المختلفة فى مشاركة مواطنيها بالخارج سياسيا.
وأكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، فى بيان للمنظمة الدولية للهجرة، على هامش المائدة، أن الحكومة المصرية ملتزمة بمواصلة الجهود النشطة لإشراك المصريين بالخارج فى مبادرات التنمية فى مصر وضمان حماية حقوقهم، من خلال وضع إطار شامل للسياسة العامة واتخاذ مبادرات ملموسة لتعزيز المشاركة.
وأضافت نبيلة مكرم أن الحكومة المصرية ستواصل التعاون مع الشركاء الدوليين، الذين لهم دور نشط فى جدول الأعمال العالمى حول الهجرة والتنمية، مثل المنظمة الدولية للهجرة، مشيرة إلى أنه فى إطار السياسة العامة لمشاركة المغتربين، من المتوقع تنفيذ عدد من المبادرات تشمل عودة المواطنين المؤهلين للمساهمة فى قطاعات من الاقتصاد المصرى حسب الحاجة، والاستثمار فى خطط التنمية المحلية والوطنية، ومساهمة المغتربين فى تنمية شبكات التجارة، وحماية حقوق المغتربين.
وقالت وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن الجاليات المصرية والمغتربين بالخارج لهم دور كبير فى المساهمة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية فى مصر لإثراء مجتمعنا فى ذلك من نواح كثيرة من خلال الموارد البشرية والمالية والاجتماعية.
وأضافت نبيلة مكرم، خلال كلمتها بالمائدة المستديرة، أن مصر تعتبر واحدة من أعلى البلدان متلقية للتحويلات المالية فى العالم من المهاجرين، مؤكدة أن هناك حاجة إلى تعزيز التحويلات واستخدام المدخرات للاستثمارات الناتجة عن طريق الاقتصاد المحلى وتوليد فرص كسب العيش التى بدروها ستسهم فى منع الهجرة غير الشرعية للشباب.
وأشارت إلى أنه منذ عام ونصف تم إنشاء وزارة الهجرة لهدفين رئيسين يتمثلان فى توفير الخدمات والرعاية للفئات المهاجرة وتسخير إمكانات القوة المهاجرة للتنمية بالداخل، ومنذ ذلك الحين اتخذنا خطوات هامة نحو تحقيق تلك الأولاية بالإضافة إلى الزيارات الميدانية للمصريين بالخارج.
ولفتت نبيلة مكرم إلى أنه تم إطلاق عدد من المبادرات بينها مبادرة شهادة "بلادى" الدولارية، و"أولادك سندك يا مصر" ومساهمة من الأطباء المقيمين فى الخارج لمساعدة المصريين المحتاجين لعناية طبية، بالإضافة إلى فريق دعم الحلم النووى، قائلة: "من خلال مشاركتى فى عدة زيارات ميدانية تبين أن الجاليات المصرية المهاجرة ترغب فى إقامة حوار مع الحكومة المصرية من أجل تمكين المشاركة الملموسة فى تطوير البلاد".
وأضافت مكرم،أنه من خلال التنسيق الكامل مع وزارة الخارجية تم بذل كافة الجهود للوصول إلى الأهداف الوطنية من خلال وضع السياسيات والتقدم التشريعى والتنسيق المؤسسى لتحقيق المشاركة الملموسة، موضحة أنه ليتحقق ذلك بدعم من المنظمة الدولية للهجرة تسعى فى مبادرة مشتركة تهدف إلى تكوين برنامج وطنى حول الهجرة والتنمية".
وقالت الوزيرة إن ذلك سيترتب عليه وضع استراتيجية بشأن اشراك المغتربين من أجل التنمية وتحسين القدرات الوطنية لبناء دليل عن الهجرة المصرية وتأثيرها وتطوير وتنفيذ مبادرات أو مشاريع ملموسة تهدف إلى تعزيز التنمية المحلية والوطنية من خلال المشاركة الأجنبية من خلال مشاريع صغيرة ومتوسطة وتعزيز التجارة ومبادرات كسب العقول فى قطاعات اقتصادية محددة.
وتابعت نبيلة مكرم موجهة كلمتها لسفراء الدول:" سر كل نجاح هو التعاون.. وأعرض لكم التخطيط للمستقبل ونطلب دعمكم للمضى قدما فى جدول أعمال الحكومة المصرية فى مجال الهجرة، فبعض الدول التى قدمت إلى هذه المائدة لديها تجارب غنية فى تعزيز مشاركة المغتربين بالتنمية الوطنية ونأمل فى بناء شراكة قوية معكم فى جميع المبادرات المستقبلية".
من جانبه، قال عمرو طه، مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة فى مصر، إن مصر تلقت تحويلات من المصريين بالخارج خلال العام 2015، قيمتها 20 مليار دولار، ما جعلها من أكبر 10 بلدان متلقية للتحويلات فى جميع أنحاء العالم.
وأضاف مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة فى مصر، خلال المائدة المستديرة للسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، مع 24 سفيرًا من مختلف دول العالم، أن مساهمات المصريين بالخارج لا تقتصر فقط على المساهمات المالية، بل تمتد لقطاعات أخرى، مثل دعم شبكات التجارة والأعمال والاستثمار فى المجتمعات الأصلية، ونقل المعرفة والخبرة.