يعكف رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل على كتابة وثيقة سياسية جديدة ترسم ملامح الحركة، ومن المقرر أن ترى النور فى الأسابيع القليلة المقبلة، ووفق المعلومات فإن الوثيقة تحمل مضامين الأفكار والمبادئ السياسية لحركة حماس، وترسم ملامح علاقاتها مع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر فى قطاع غزة مخيمر أبو سعدة، إن الوثيقة ستتضمن مراجعة ميثاق الحركة ومواقفها السياسية السابقة، متوقعاً فى تصريحات له الثلاثاء أن تتضمن الوثيقة فك ارتباط حركة حماس بجماعة الإخوان من الناحية الأيديولوجية والإدارية، لافتاً إلى أن حماس ترغب فى التأكيد على أنها حركة تحرر فلسطينية مهمتها الأساسية مواجهة الاحتلال الإسرائيلى.
وتوقع أبو سعدة أن توضح الوثيقة الجديدة أن العداء مع الاحتلال الإسرائيلى فقط وليس مع اليهود بشكل عام حتى يساعدها ذلك فى إعادة النظر فى وضع الحركة على قائمة المنظمات الإرهابية فى بعض الدول.
ويتألف ميثاق حركة حماس، الذى تجرى المطالبة بتعديله من خمسة أبواب تعرف الحركة وأهدافها، وتطرح رؤيتها تجاه القضايا الاستراتيجية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وقال مصدر قيادى فى حركة حماس إن الوثيقة أعدتها قيادة الحركة بمشاركة شخصيات اعتبارية، وتحمل مضامين الأفكار والمبادئ السياسية فى ميثاق الحركة، وترسم طبيعة علاقاتها مع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.
بدوره أكد المحلل السياسى الفلسطينى إبراهيم ابراش أن حركة حماس كجزء من جماعة الإخوان المسلمين تتميز بالبراجماتية السياسية وهو الذى أطال عمر الجماعة أكثر من 80 عاما لأنهم يستطيعون التغيير فى السياسات والمواقف لما يتناسب مع الظروف السياسية وبما يحافظ على وجودهم فى المشهد السياسى.
وأكد إبراهيم إبراش فى تصريحات لـ"انفراد"، الثلاثاء، أن حركة حماس منذ سنوات تقوم ببث رسائل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أنها لم تعد ملتزمة بالنص الذى ورد فى ميثاق حماس الأول عند تأسيسها والذى كان يعلى من السقف السياسى ويتحدث عن المقاومة وتحرير كامل التراب الفلسطينى.
وأوضح أن التصريحات الصادرة عن رئيس المكتب السياسى لحماس خالد مشعل ومسئولين آخرين كشفت مدى استعدادهم للقبول بدولة فلسطين على جزء من أرض فلسطين وحديثهم عن هدنة مع إسرائيل وتوسيعهم لهذه الهدنة فى زمن محمد مرسى.
وكشف إبراش عن قلق حركة حماس بعد انكشاف مخطط واشنطن مع جماعة الإخوان وتداعيات الربيع العربى فى المنطقة، موضحا أن الوثيقة ربما تتجه لخطاب مصالحة تجاه مصر وعدد من الدول العربية ورؤية لتسوية سياسية والحديث عن مراجعات، كما جرى لكثير من جماعات الإسلام السياسى فى قضايا متعددة، مشيراً إلى التهديدات الأمريكية وفشل مشروع الإسلام السياسى سواء فى مصر أو غيرها ووصول المقاومة لطريق مسدود وفشل حماس فى إدارة غزة دفع حماس لتجنب ما هو آت مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب فى ظل الحديث عن حل إقليمى فى المنطقة.
بدوره، أكد رئيس معهد بيت الحكمة الفلسطينى، والقيادى البارز فى حركة حماس الدكتور أحمد يوسف، أن الوثيقة التى أعدها المكتب السياسى بالخارج وبالتوافق مع الداخل، عبارة عن رؤية بها مستجدات جديدة تتعاطى مع المتغيرات الجارية، وتسودها لغة المرونة والحديث عن الشراكة السياسية والتوافق الوطنى.