تسبب هجوم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى، رمضان شلح، على السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس "أبو مازن"، بسبب موقفها من الاحتلال الإسرائيلى، وما أسماه بـ"محاصرة الانتفاضة الفلسطينية"، فى أزمة مع حركة التحرير الوطنى "فتح"، التى تتولى زعامة القضية الفلسيطنية وتقود منظمة التحرير، وكان موقفها من هجوم "شلح" شرسًا، رافضة ما قاله أمين حركة الجهات الإسلامى وما ورد فى تصريحاته من هجوم على السلطة الوطنية.
الرد الفتحاوى الذى جاء حادا وساخنًا، استثار حركة الجهاد الإسلامى، التى علقت على لسان أحد قياداتها، مواصلة الهجوم على حركة "فتح" واتهام السلطة الوطنية الفلسطينية بالتنسيق مع الاحتلال، وعرقلة المقاومة، وهو الخط الذى دخلت عليه حركة حماس، مشاركة فى الهجوم على السلطة و"فتح"، وداعمة لتصريحات رمضان شلح فى العاصمة الإيرانية.
رمضان شلح يهاجم السلطة الفلسطينية ويتهمها بـ"جلب الكوارث"
كان الأمن العام لحركة الجهاد الإسلامى، قد شن هجوما على السلطة الوطنية الفلسطينية، فى كلمته أمام أعمال المؤتمر الدولى السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية، الذى استضافته العاصمة الإيرانية طهران، مؤكدا أن الانتفاضة محاصرة ومطاردة، ليس من الاحتلال الإسرائيلى فقط، وإنما من البيت الفلسطينى نفسه، معتبرًا أن "هذه السلطة ليست لنا، وهى الحلقة الأضعف فى كل المكون الفلسطينى، ومهمتها منع أى مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى".
وأكد "شلح" فى كلمته بالعاصمة الإيرانية طهران، أن الشعب الفلسطينى بكل مكوناته لن يظل أسيرًا لخيار السلطة ومسارها الذى جلب الكوارث، على حدّ تعبيره، مشيرًا إلى أن محاولة اختراع عدو بديل لعدو الأمة الأساسى لن تنجح، وأن سحب برنامج الحد الأدنى لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتقديم برنامج الحد الأقصى للحق الفلسطينى، هو الحل لوقف التغول الإسرائيلى.
حركة فتح تشن هجوما على شلح.. وتؤكد: كان الأجدر به ألا يرهن نفسه لجهة غير فلسطينية
على الجانب المقابل، فيما شنت حركة فتح هجومًا حادا على تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى، رمضان شلح، أمام أعمال المؤتمر الدولى السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية، فى العاصمة الإيرانية طهران، التى هاجم فيها السلطة الوطنية واصفةً إياها بأنها "سقوط سياسى وأخلاقى غير مبرر".
وأضافت "فتح"، فى بيان صحفى صادر عنها، مساء أمس الثلاثاء، أن هذه التصريحات "غير مسؤولة، وتأتى فى وقت تخوض فيه دولة فلسطين مواجهة حقيقة مع الاحتلال الإسرائيلى على الأرض، وأمام المؤسسات الدولية والأمم المتحدة، وكان الأجدر بشلح ألا يرهن نفسه لأى جهة غير فلسطينية، خاصة أن المؤامرة الإقليمية تسير على قدم وساق، ما يساهم فى إبقاء الانقسام ويحول دون إقامة دولة مستقلة"، مشدّدة فى بيانها على أن انجرار البعض يأتى بسبب عدم الوعى السياسى بحقيقة المعركة الكبرى لاستعادة القدس.
وأشارت حركة التحرير الوطنى "فتح"، إلى أن ارتهان قرار "شلح" لقوى إقليمية، هو أحد الأسباب التى ما زالت تسهم فى تعميق الانقسام، وبقاء الاحتلال الإسرائيلى الذى يسعى جاهدًا لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، مطالبة بأن يعود رمضان شلح للموقف الفلسطينى الموحد، والحفاظ على القرار الوطنى المستقل، وحماية المشروع الوطنى الذى يجرى التآمر عليه من جهات عديدة، مستعملة أدوات فلسطينية غير مسؤولة.
قيادى بحركة "شلح": هجوم "فتح" دنىء ومرفوض.. وانتهاكات الاحتلال تتم بالتنسيق مع السلطة
فى إطار حلقة جديدة من المناوشات والردود على الردود، شن أحمد العورى، القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى،هجوما شرسا على حركة فتح، بسبب هجومها على الأمين العام للحركة رمضان شلح، واصفا أسلوب حركة فتح بـ"الدنىء والمرفوض" من الكل الفلسطينى، على حد قوله.
وأضاف القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى، فى تصريحات صحفية: "لا يجوز لفتح أن تصف تصريحات شلح بهذا الأسلوب، وهو استهداف واضح للقيادات الفلسطينية المطالبة بوقف التنسيق الأمنى"، متهما حركة فتح لاستهداف قيادات المقاومة الذين يوضحون الحقيقة للفلسطينيين ويكشفون دور السلطة فى حماية الاحتلال، وموقفها الباهت ضد الاستيطان الإسرائيلى فى القدس والضفة.
وتابع "العورى" تصريحاته، قائلاً: "ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربيةواضحة جدا، وتتم بالتنسيق مع السلطة، التى تقف صامتة أمام الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطينى، والمطلوب منها وقف التنسيق الأمنى مع الاحتلال، والتحرك على المستوى الدولى لوقف الممارسات ضد الفلسطينيين، وليس مهاجمة قيادات المقاومة التى توضح الحقيقة للفلسطينيين".
وقال القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى، إن حركته تستغرب من تصريحات حركة الفتح، التى وصفت "شلح" بأنه سبب رئيسى فى الانقسام الفلسطينى، مختتمًا تصريحه بالقول: "للأسف فتح نسيت أنها سبب الانقسام، وتعمل على إطالة أمده، من أجل أهداف شخصية تضر بالقضية الفلسطينية".
حركة حماس: نؤكد أن الاحتلال يعتمد على السلطة فى محاربة المقاومة
فى سياق متصل، قال المتحدث الرسمى باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى، رمضان شلح، شخصية وطنية وصاحب همّ وطنى ورؤية واضحة للتعامل مع القضية الفلسطينية، مؤكّدًا تأييد حركته لمبادرة النقاط العشر التى طرحها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى فى وقت سابق.
وشدد "قاسم"، فى تصريح صحفى، اليوم الأربعاء، على ضرورة التوحد فى مواجهة أطماع الاحتلال الإسرائيلى، وأن تبقى فلسطين هى البوصلة الأساسية التى تُوحد كل الجهود تجاهها، موضّحًا أن حركة "حماس" تتفق مع ما جاء فى خطاب "شلح" حول دور السلطة الفلسطينية فى الوقوف فى وجه المقاومة، وأن السلطة بهيكليتها الحالية، والمهام التى تقوم بها، تقف فى وجه الانتفاضة الشعبية فى الضفة الغربية المحتلة، على حد قوله.
وأضاف المتحدث باسم "حماس": "السلطة تمارس التنسيق الأمنى مع الاحتلال على أعلى المستويات، وتعمل على منع العمليات ضد الاحتلال ومستوطنيه، باعتراف قيادات السلطة بذلك بشكل علنى، ونؤكد على ما جاء فى كلمة شلح، بأن السلطة الفلسطينية هى الحلقة الأضعف فى مكونات الشعب الفلسطينى، بل إن الاحتلال يعتمد عليها فى محاربة وملاحقة المقاومة الفلسطينية، وتمرير مشاريعه".