بعدما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا لجهاد الحداد، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان فى الخارج، ونجل عصام الحداد، عضو مكتب الإرشاد السابق، ومساعد الرئيس المعزول محمد مرسى، فى جريدة نيويورك تايمز الأمريكية، تساءل البعض: "لماذا تنشر المؤسسات الإعلامية الأمريكية مثل هذه المقالات؟ وهل نشرها مدفوع الأجر؟ ثم لماذا فى هذا التوقيت بالتحديد؟.
وفقا لمصادر مقربة من الإخوان، فإن الجماعة اختارت هذا التوقيت لنشر هذا المقال، تزامنًا مع مساعى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاستصدار قرار يعتبر جماعة الإخوان منظمة إرهابية، وهو ما جعل التنظيم يختار جريدة نيويورك تايمز كى تكون هى الجريدة التى تنشر مقال جهاد الحداد.
المصادر أكدت أن الجماعة اختارت جهاد الحداد، باعتباره من أكثر الشخصيات التى كان لديها ارتباط وثيق مع المسئولين بالولايات المتحدة الأمريكية خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، بجانب ثقافته الأجنبية، مما دفع التنظيم لاختياره لكتابة مقال يروج للإخوان فى الصحيفة الأمريكية باسم "جهاد" المحبوس حاليًا.
نشر مقالات لقيادات بارزة فى الإخوان عبر صحف أجنبية على رأسها ميدل ايست أى، والجارديان، ونيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ما هو إلا حملة إعلامية مدفوعة الأجر من قبل الإخوان، حيث إن قيادات سابقة كانت مسئولة عن الملف الخارجى للجماعات الإسلامية، وباحثون فى شئون حركات التيار الإسلامى، كشفوا أن جماعة الإخوان ترصد ميزانيات لا يمكن حصرها تقدر بملايين الدولارات من أجل تحسين صورة الجماعة فى الإعلام الغربى.
وقال جمال المنشاوى، مسئول ملف الجماعات الإسلامية فى الخارج سابقا: "المقالات المنشورة لقيادات الإخوان فى الصحف الأجنبية مدفوعة الأجر، وتعتبر إعلانية، وليست مادة صحفية".. مضيفًا: "الإخوان تستغل المواقع الإخبارية الكبرى والصحف الأجنبية لنشر أخبار كاذبة وبث الشائعات لتشويه مصر، وذلك مقابل دفع مبالغ مالية".
وأشار خلال تصريحات لـ"انفراد" إلى أن الإخوان تتعاقد مع شركات أجنبية وظيفتها ترويج دعاية للإخوان، مضيفًا: "الإخوان ترصد لهذا الملف ميزانيات ضخمة جدًا لا تقل عن ملايين الدولارات".
من جانبه، أكد أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيم الدولى تعاقد مع شركة إعلامية مقرها أمستردام فى هولندا مملوكة لضابط سابق فى الجيش الاسرائيلى، وذلك بعد ثورة 30 يونيو وقد خصص التنظيم الدولى مبلغ ضخم وقتها لدعم هذا التعاقد.
وأوضح فى تصريح لـ"انفراد" أن دور هذه الشركة صناعة وجهات نظر الجماعة والتنظيم فى أوروبا وأمريكا، وهذه الشركة قد نسقت مع عدد من الصحف الدولية التى لها تأثير دولى منها "وشنطن بوست، ونيويورك تايمز الأمريكية، والجارديان"، واعتمدت الشركة على معلوماتها عن مصر من مكتب التنظيم الدولى فى لندن.
وتابع: "عن مقالة القيادى جهاد الحداد، إن هناك أساليب مختلفة، لنقل هذه المقالات من خلال أسرته فى المحاكمات- فهم لا يثقون فى غير أفراد أسرتهم - فهم يجيدون هذه الأساليب لوضع الدولة فى مواقف حرجة دولياً".
وأكد أن التنظيم الدولى للإخوان أسس مجموعة من المواقع والصفحات تحت مسمى الزهور المتحركة، ويتم التواصل معها حتى تكون بعيده عن الرصد الأمنى، وهذه الصفحات تدار من الخارج، وفِى الأغلب تكون فى قبرص وجنوب أفريقيا ولندن.
وأكد استعانة التنظيم الدولى ببرامج متطورة من خلال ما يعرف بمجموعات الزهور المتحركة، وهم مدربين على أعلى مستوى فى التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى لنقل المقالات من مصر إلى الخارج.