استغل شباب الإخوان وجبهة محمد كمال – عضو مكتب الإرشاد الذى أعلنت وزارة الداخلية مقتله – القبض على محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد، الذراع الأيمن لمحمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة، فى اتخاذ خطوات جديدة تميهدا للإطاحة بعزت نفسه من التنظيم، بعد أن فقد مساعده الأول فى مصر.
ووفقا لمصادر مقربة من الإخوان، فإن شباب الجماعة استغل فقدان محمود عزت الذراع الأيمن له فى الجماعة، فى الترويج للائحة الجديدة التى قام المكتب العام للإخوان – مكتب الإرشاد المؤقت – بإعدادها خلال أسابيع، تمهيدا لتغيير شكل مكتب الإرشاد تماما، وعدم اعتبار نائب مرشد الإخوان الأكبر هو القائم بأعمال مرشد الجماعة.
وأضافت المصادر، أن إخوان مصر وقطرها فى السودان، بجانب بعض قيادات إخوان تركيا التابعين للجنة الإدارية العليا للجماعة، بدأوا يتحركون للاستحواذ على الملف المالى من يد العواجيز، الذى كان يستغله محمد عبد الرحمن فى السيطرة على المكاتب الإدارية للجماعة.
وأشارت المصادر، إلى أن محمود عزت كان يستغل محمد عبد الرحمن فى إجبار المكاتب الإدارية للجماعة على الدخول تحت طوعه، وتنفيذ تعليماته، واستقطابهم لجبهة عزت على حساب جبهة محمد كمال، وهو ما دفع شباب الإخوان للتحرك من أجل استغلال غياب محمد عبد الرحمن فى السيطرة على المكاتب الإدارية لصالحهم.
فى المقابل قال الدكتور جمال المنشاوى، مسؤول الجماعة الإسلامية السابق فى أوروبا، إن شباب جماعة الإخوان لن يستطيعوا الإطاحة بمحمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة خلال الفترة الراهنة، بعد القبض على محمد عبد الرحمن، عضو مكتب الإرشاد، موضحا أن القيادات الكبيرة مثل "عزت" يمسكون كثيرًا من الخيوط فى أيديهم، التى قد لا يطلع عليها غيرهم، خاصة النواحى المالية.
وأضاف "المنشاوى"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، اليوم الأحد، أن الإخوان، شبابا وشيوخا، لا يتبنون التغيير العنيف لقياداتهم، وقد تعرضوا قديما لانشقاقات فى عهد حسن البنا، وخرجت منهم "جماعة شباب محمد"، وانشق قائد التنظيم السرى عبد الرحمن السندى بعد تعيين يوسف فايز مكانه، متابعًا: "يكفى أن قيادة بحجم جمال حشمت يشكو قلة المعلومات، والسرية المفروضة داخل الجماعة، هناك جبهتان داخل الجماعة الآن، الشيوخ والشباب، وبينهم مشاكل، لكن الشيوخ دائما ينتصرون ويستمرون فى قيادة التنظيم".
بدوره قال أحمد عطا، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن شباب الإخوان ليس لهم علاقة بالتنظيم سوى إنهم أسماء مدونة فى كشوفات التنظيم - أما التنظيم أو رئاسة الإرشاد تعنى التمويل - العلاقات الدولية، ومنظومة إعلامية ضخمة، ومكاتب عربية - شباب التنظيم بدون مجموعة محمود عزت تاريخ فقط مرتبط بالجماعة - ولكن التنظيم يدار بعد ٦/٣٠ من الخارج وحساباته السرية فى مأمن تماماً بعيداً عن شباب الإخوان - وهذا الشباب من يعترف به من المكاتب العربية فى دول الخليج.
وأضاف عطا أن هذا الشباب يرى محمود عزت أنه خرج على مبدأ السمع والطاعة هذا من ناحية من ناحية أخرى - محمود عزت نفسه والتنظيم الدولى يخشيان من شىء واحد وهو اختراق الشباب الذى يفقد آليات التمويل والقدرة على الإدارة والعلاقات الدولية.
وأوضح أن التنظيم الآن لا يسير من خلال لائحته الداخلية ولكن يدار بنظرة أحادية من خلال مجموعة محمود عزت خوفاً من الاختراقات، متابعا: "حتى إذا تمت الإطاحة بمحمود عزت ستكون شكلية وتبقى الدولة المصرية تتعامل مع التنظيم من خلال محمود عزت القائم بأعمال المرشد، والذى يتحرك مع التنظيم الدولى ضد الدولة المصرية - أما هؤلاء الشباب يحتاجون للدعم المالى أكثر من احتياجهم للتنظيم نفسه سواء رحل محمود عزت أو استمر - الجماعة فى مصر الآن تمر بأصعب مراحلها فى تاريخها - ولا يمكن أن يدار مكتب الإرشاد من الخارج".
بدوره قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن شباب الإخوان سيسعون لاستغلال القبض على محمد عبد الرحمن، فى الحصول على مزيد من الامتيازات من جبهة محمود عزت بعض أن فقدت أحد أبرز رجالها على الأرض.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن تصعيد الخلافات داخل الإخوان بعد القبض على محمد عبد الرحمن هى مجرد ضغوط للحصول على امتيازات ومكاسب داخل التنظيم.
كان محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، قد أصدر بيانًا أكدت فيه قيام السلطات المصرية بالقبض على محمد عبد الرحمن، عضو مكتب إرشاد الجماعة ورئيس اللجنة الإدارية العليا، المسئولة عن تسيير أعمال الجماعة داخل مصر فى الوقت الحالى.