أعلن "أيوب قرا" الوزير الإسرائيلى صباح اليوم عن خطط إسرائيل للاستعانة بروبوتات ذكية يجرى تطويرها فى الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ عمليات اغتيال لقادة "حماس" فى قطاع غزة وزعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، ولم تكن هذه المرة الأولى التى تعلن فيها إسرائيل عن استعانتها بتقنيات حديثة وتكنولوجيات فائقة التطور بأجهزة الأمنية المختلفة، فوفقا لتقرير كشفت عنها شركة جوجل فى يونيو لعام 2015 تحتل إسرائيل المرتبة الثانية عالميا فى مجال التكنولوجيا بعد الولايات المتحدة، إذ تولى اهتماما بالغا بمجال التكنولوجيا والانترنت بشكل عام.
روبوتات إسرائيل
كشف "قرا" خلال حواره مع راديو Reshet Bet الإسرائيلى عن بعض التفاصيل الخاصة بالروبوتات الجديدة، إذ قال أنها ستتميز بأحجام مختلفة، إذ سيصل حجم البعض منها إلى الذبابة، موضحا خطط إسرائيل لبدء استخدام هذه الروبوتات قريبا، لكنها ستحتاج إلى بضعة سنوات للانتهاء من تصميمها وابتكارها بالشكل المرجو.
وقال قرا "استخدام الروبوتات مماثل تماما لتطوير طائرات بدون طيار أو النظام المضاد للصواريخ، ففى البداية كان الناس يضحكون ويقولون أن هذا أمر مستحيل، وأنه لن يحدث أبدا، إذ كانوا يعتقدوا أن هذه التقنيات وهمية، ولكن نحن نراها الآن تعمل بكفاءة".
وأوضح قرا أن رغبته فى تعزيز التقنيات التكنولوجية للحفاظ على الجنود الإسرائيليين داخل الحدود يأتى من تجربة شخصية، مؤكدا أنه لا يرغب أن تعيش المزيد من العائلات وتشعر بما شعر به عند بدء الحرب فى لبنان، عندما فقد أحد أشقائه فى حرب لبنان الأولى فى عام 1985، بينما أصيب شقيق آخر بجروح خطيرة.
وأضاف قرا أن فكرة إرسال الروبوتات للمحاربة خلف خطوط العدو مستوحاة من الرئيس شيمون بيريز، فقبل شهرين من وفاته، طلب مقابلة قرا بمركز بيرس للسلام وناقشا وسائل مختلفة لتحقيق السلام.
اهتمام إسرائيل بالتكنولوجيا
ورغم اتجاه أنظار العالم طوال الوقت نحو الولايات المتحدة فى مجال التكنولوجيا نظرا للابتكارات والتقنيات الفريدة من نوعها التى يتم الكشف عنها أولا بأول، إلا أن لإسرائيل مكانة كبيرة فى هذا القطاع تنافس الولايات المتحدة، إذ تدرس إسرائيل مهارات اختراق الأجهزة الذكية لأطفالها فى المدارس، لمواكبة التطور والتقدم الذى يشهده العالم، وإنشاء جيل قادر على مواجهة التحديات المختلفى فى عصر الانترنت، إذ يتعلم طلاب الصف الرابع برمجة الكمبيوتر، بينما يحصل المتفوقين بالصف العاشر على دروس فى التشفير، والترميز وطرق وقف القرصنة، بالإضافة إلى افتتاح اثنين من مدارس رياض الأطفال التى تعلم مهارات الكمبيوتر والروبوتات.
وظهر الاهتمام بمجال التكنولوجيا واضحا فى اهتمام إسرائيل بالوحدة 8002 بالجيش، والمتخصصة فى فنون الاختراق والقرصنة ومهمتها الأساسية هى التجسس على شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة مثل فيس بوك وتويتر بالدول العربية.
وكشف تقرير لصحيفة إندبندنت البريطانية نشر فى إبريل الماضى عن وجود وحدات مخصصة داخل الجيش الاسرائيلى لتجنيد الشباب الإسرائيليين وتوفير الخبرة الإلكترونية من سن 15 سنة أى قبل سن التجنيد الفعلى بثلاث سنوات، بالإضافة إلى تقديم إسرائيل للكثير من التسهيلات للشركات الأجنبية لافتتاح مقرات لها بإسرائيل، جنبا إلى جنب تقديم يد العون لتطوير الشركات الاسرائيلية الناشئة.
كما اتجهت أنظار العالم لإسرائيل أثناء المعركة الشهيرة بين شركة أبل ومكتب التحقيقات الفيدرالى، بعد أن نجحت شركة إسرائيلية تعرف باسم cellbrite فى فك تشفير الآيفون لامتلاكها أداة ذكية قادرة على فتح هواتف أبل غير القابلة للتجسس، واحتجت أبل وقتها وطالبت بمعرفة الطريقة التى استخدمتها الشركة الاسرائيلية، لحماية الملايين من مستخدميها حول العالم، لكنها لم تتمكن حتى الآن من التوصل إلى هذه الشفرة، بينما تحاول شركة هندية شهيرة الاستحواذ على هذه الأداة فائقة الذكاء لتكون قيد الاستخدام قريبا.
فكرة الروبوت الجندى
ولا تولى إسرائيل وحدها اهتماما بحروب المستقبل وتطوير روبوتات تحل محل الجنود داخل ساحة الحرب للحد من الاصابات والخسائر البشرية، بل تعد كلا من الصين والولايات المتحدة رائدتان فى تطوير هذا النوع من الروبوتات شديدة الصلابة عالية الكفاءة، جنبا إلى جنب روسيا التى كشفت مؤخرا عن نموج يجرى تطويرها لروبوت جندى اطلقت عليه اسم Ivan the Terminato ليكون بديلا مهما للجندى فى حالة وجود انفجار أو حريق أو إشعاع، كما يمكن التحكم به بكل سهولة عن بعد ضمانا للحفاظ على سلامة البشر بواسطة جندى أو شخص يرتدى بدلة مزودة بمستشعرات وبمجرد قيامه بأى حركة يقوم الروبوت بمحاكاتها بسهولة وسرعة ودقة.