بالصور.. زراعة أسطح "بشائر الخير" بالإسكندرية تحصد ما زرعه الرئيس السيسى.. نائب مدير المدينة: تساعد ربات البيوت والشباب فى بدء مشروعاتهم الصغيرة.. وعامل: حصدنا النعناع والريحان لتوريده لمصانع العطور

"أفضل لنا كثيرًا أن نزرع أسطح منازلنا، من تراكم القمامة والخردة على الأسطح وتتسبب فى انتشار القمامة والفئران والحشرات".. هكذا تحدث عميد كلية الزراعة الأسبق الدكتور طارق القيعى، عن زراعة أسطح المنازل، التى اشتهرت فى الفترة الأخيرة، بين المدن الجديدة، وخاصة مدينة بشائر الخير، التى أنشأها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى الفترة الأخيرة بالإسكندرية، لتطوير العشوائيات.


فعلى مساحة الآف الأمتار، تراصت فوق أسطح العقارات فى المدينة الجديدة، ثمار الفراولة والطماطم والبطيخ، وأعشاب الروز مارى، والفلفل الحار، والجرير والكرنب، وكل ما ترغب فى تناوله طازجًا، أصبح فى متناول الجميع، وبدون الخوف من المبيدات المسرطنة، أو ارتفاع الأسعار، وجشع التجار.


على نفس الصعيد قال العقيد أحمد عبد العزيز، نائب المدير التنفيذى، لمدينة بشائر الخير، أن تجربة زراعة الأسطح ليست جديدة، فى مصر، ولكن الجديد فى المدينة، أنه تم تنفيذها على نطاق واسع، فعلى سطح بلوك واحد من بشائر الخير، تم تنفيذ التجربة التى ستكون نموذجًا يحتذى به فى كل العقارات والمدن الجديدة.


وقال عبد العزيز، أن السطح الأولى، تم وضع جميع أنواع الزراعات عليه، من فراولة، وطماطم عادية، وطماطم شيرى، وباذنجان، والنباتات العطرية، والريحان، ثم سيتم تعميم التجربة بالكامل، حتى يكون كل سطح مخصص لنوع معين من النباتات حتى يأخذ مجهود واحد، تحت إشراف المنطقة الشمالية العسكرية، والمهندس علاء راشد مسئول زراعة الأسطح فى المدينة.


وأكد العقيد أحمد، أن مبادرة تحويل أسطح المبانى ببعض المناطق العشوائية لحدائق مثمرة تعمل على تنقية البيئة وتمثل مشروعات صغيرة مدرة للدخل يمكن تنفيذها باستخدام مواد محلية بسيطة، مشيرًا إلى أن النموذج المبدأى، حقق نجاحاً ليس فقط فى الاستفادة من أسطح المنازل واستخدامها بما يفيد البيئة ويدر بالدخل على سكانها، بل أيضًا فى الاحتذاء به فى زراعة أسطح المدارس أيضاً، حيث تمثل نشاطاً بيئياً مبتكراً لرفع الوعى البيئى للطلبة والطالبات، من خلال نشاط مدرسى غير تقليدى يضمن استخدام تلك المساحات المهدرة فى أغراض تعليمية.


وقال الدكتور طارق القيعى، عميد كلية الزراعة السابق، أن اللجوء إلى زراعة أسطح المبانى بالمدن المصرية، جاء نتيجة الزيادة السكانية المضطردة التى أدت إلى اختناق المدن بالسكان، الأمر الذى استلزم زيادة عدد المبانى والمنشآت المختلفة من مساكن، مدارس، مستشفيات، مصانع وشركات، وكل ذلك ترتب عليه الانخفاض الشديد فى المساحات الخضراء داخل المدن، والذى نتج عنه العديد من المشاكل، تتصدرها مشكلة تلوث الهواء نتيجة زيادة مصادر التلوث بالعوادم المختلفة سواء من السيارات أو المصانع أو غيرها مع زيادة استخدام المواد المصنعة التى تضر بالبيئة كالإسفلت ومواد البناء المختلفة والواجهات الزجاجية، مع اختفاء النبات الأخضر والذى يعتبر المرشح الطبيعى الوحيد لملوثات الهواء. كل ذلك أثر بالسلب على مناخ المدينة وعمل على زيادة نسبة الملوثات العالقة بالهواء.


وكنتيجة لذلك زادت معدلات إصابة الإنسان بالأمراض خصوصاً أمراض الجهاز التنفسى وضعف المناعة الطبيعية للجسم، إلى جانب تأثر الصحة النفسية للإنسان نتيجة الازدحام الشديد ونقص الأكسجين ونقص اللون الأخضر الذى تمثله النباتات فى البيئة المحيطة، مما ترتب عليه تغير السلوك العام وزيادة العنف. وبالدراسة وجد أنه يمكن التغلب على نقص مساحة الحدائق والنباتات الخضراء فى المدينة بزراعة أسطح المبانى.


وأكمل القيعى، أنه من هنا جاءت فكرة زراعة أسطح المبانى والمنشآت المختلفة فى المدن بدلاً من استخدامها فى تخزين المهملات والأشياء القديمة عديمة القيمة مما يسيء إلى المظهر العام للمبنى من أعلى ويضر بالبيئة، مشيرًا إلى أن الدراسات أثبتت أن زراعة الأسطح تؤدى إلى تقليل كمية الملوثات الموجودة بالهواء، حيث وجد أن زراعة 1م 2 من السطح طوال العام تؤدى إلى إزالة 100 جم من الملوثات الموجودة فى الهواء سنوياً مما ينقى من هواء المدن، كما أن زراعة الأسطح تؤدى إلى زيادة نسبه الأكسجين وتقليل نسبه ثانى أكسيد الكربون بهواء المدن، حيث وجد أن زراعة 1.5 م 2 من السطح طوال العام يؤدى إلى إنتاج كمية أكسجين تكفى لتغطية الاحتياجات التنفسية لشخص بالغ واحد لمدة عام.


وقال الدكتور طارق أن زراعة الأسطح تؤدى أيضًا إلى تنظيف أسطح المبانى والمنشآت المختلفة والتخلص من المهملات والقاذورات المخزنة فوق الأسطح والتى تعطى فرصة لمعيشة العديد من الكائنات الضارة منها "الناموس – الذباب – الفئران – الصراصير – السحالى "، والتى تؤثر بالسلب على الصحة العامة لساكنى هذه المبانى على المدى الطويل.


أما شعبان مساعد، عامل زراعى بالأسطح فيقول: أن تجربة زراعة الأسطح أصبحت من المشروعات الصغيرة التى يمكن أن يقوم بها عدد من فئات المجتمع مثل الشباب وربات البيوت وذوى الاحتياجات الخاصة، والطلبة والطالبات فى أوقات الفراغ والإجازات مما يشغل وقت فراغهم بصورة مفيدة، خاصة وأنه يمكن زراعة الخضراوات والنباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة وزهور القطف، بما يدر دخلاً للأسرة.


وقال شعبان، زرعنا الفاصوليا والكرنب والنعناع والريحان وجمعناه، وخزناه لحين توريده لبعض المصانع التى تنتج الزيوت العطرية، ونعمل حاليًا على جمع الطماطم، مشيرًا إلى استخدام تقنيات رى لا تؤثر نهائيًا على السطح ويتم اعادتها مرة أخرى من خلال مواسير يتم انشائها بشكل لا يؤثر نهائيًا على الأسطح.






























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;