بالصور.. "محلات الذهب والبازارات السياحية" الباب الخلفى لسماسرة الدولار بالصعيد.. إقبال المواطنين على البيع بالسوق السوداء لمحلات تجارة الذهب بأسيوط.. والبازارات تجمع الدولار للتجارة بالبحر الأحمر

الغردقة أكبر مدن تجمع الدولار واقل مدن على طلبها by youm7 فى الوقت الذى تشهد فيه السوق المصرية حالة استنفار من أجل إحكام السيطرة على السوق السوداء للعملات خاصة الدولار، ومع الضربات المتتالية لأجهزة الدولة الرقابية للقضاء على تلك السوق الموازية للدولار فى مصر، أصبحت محلات تجارة الذهب والبازارات السياحية أحد أوجه تلك الأزمة خاصة فى الصعيد المصرى الذى يسيطر على قدر كبير من تحويلات المصريين العاملين بالخارج بعدما تحولت لباب خلفى لسماسرة الدولار بدلا من محلات الصرافة والبنوك. وتعتبر تجارة الذهب واحدة من أهم أشكال التجارة الرائجة فى السوق المصرية، ولكنها شهدت تغيرا ملحوظا لأصحاب محلات الذهب خاصة فى الصعيد فى الآونة الأخيرة، حيث استغل أصحابها تلك التجارة كستار للاتجار بالدولار أو بالعملة الخضراء كما يطلقون عليها بلغة السوق، وأصبحوا يشكلون بديلا عن البنوك وشركات الصرافة، خاصة فى محافظة أسيوط، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار بها بشكل جنونى مع وجود المئات من محلات الذهب مقارنة مع قلة شركات الصرافة. وقال "خالد.ع" صاحب محل ذهب بمدينة أسيوط، إنه يشترى الورقة الخضراء "الدولار " لبيعها كنوع من أنواع التجارة، وأنه يشتريه بسعر يزيد عن أسعار البنوك بفارق يصل أحيانا إلى جنيه وربع ليبيعه بأعلى سعر بالسوق السوداء، مؤكدا أن تجارة العملة أصبحت مربحة للغاية بل أكثر ربحا من التجارة بالذهب. وأضاف "محمود.أ" أحد تجار الذهب، أنه قبل تعويم الجنيه كان السعر الرسمى للدولار فى البنوك ٨ جنيهات و٨٨ قرشا، وكان سعره فى السوق السوداء يتراوح من ١٨ ونصف إلى ١٩ جنيها، وبعد التعويم أصبح سعره فى البنوك مثله مثل سعر السوق السوداء، وبدأ فى التراجع تدريجيا، ولكن بعد أن قدم البنك خدمة الشراء فقط وليس البيع، عاد تجار الذهب للسوق السوداء لتجارة الورقة الخضراء مرة أخرى، وهو ما فتح الباب أمام التجار لتحقيق ربح مضاعف، حيث ارتفع سعر الدولار فى السوق السوداء بشكل كبير أمام سعر الجنيه فى البنوك، وهو ما شجع المواطنين على بيع الدولار لتجار الذهب. ويكمل محمود، أنه فى المقابل اتجه التجار المستوردون إلى الشراء من تجار الذهب للحصول على الكميات التى يحتاجونها، بشكل حقق مكاسب كبيرة لتجار الذهب لاتساع الفارق بين سعرى الشراء والبيع، واعتبره التجار غسيل أموال مشروع، فليس تجار الذهب فقط وحدهم من يستغلون رفع سعر الورقة الخضراء فى السوق السوداء ولكن شركات الصرافة ايضا تبيع بأسعار أعلى من السعر المعروض ولكن بشكل خفى عبر التليفون وسيارات نقل تصل للمنازل. وأكد محمد جمال أحد اهالى بمحافظة أسيوط، أنه له ابن يعمل بالخارج وأنه عند تحويله لأى مبالغ مالية يتوجه إلى محلات الذهب لتغييرها، مشيرى إلى أن هناك ارتباطا بين ارتفاع سعر العملة وتجار الذهب خاصةً فى مصر، فالجميع يعلم أن اقتصاد أى بلد مرتبط بمخزون الذهب لديها، وتجار الذهب يحاولون توفير أكبر كمية ممكنة من العملة لشراء الذهب لتخزينه أو الاستثمار فيه، وهذا له دور مؤثر جدا فى نقص العملة من السوق المصرية. وقال عوَض سعد أحد أهالى مركز البدارى، إن تجار الذهب معروفون لدينا بتجارة العملة أكثر من تجارتهم فى الذهب نفسه، فبعض العاملون بالخارج من أقاربنا وأبنائنا بمركز البدارى يرسلون مبالغ كبيرة من أعمالهم، ونضطر لبيعها لتجار الذهب لأن سعره يزيد عن سعر البنك بجنيه ونصف تقريبا، وهو ما يشكل فارقا كبيرا فى إجمالى المبلغ خاصة مع المبالغ الكبيرة من العملات الأجنبية. وأضاف عوض، أن تجار الذهب يعملون طوال الـ ٢٤ ساعة، وهذا يعتبر اختلافا عن تعاملات البنوك وشركات الصرافة، التى تحكمنا بوقت فى التعامل، وعلى الرغم من أن شركات الصرافة تعمل بعد مواعيد البنوك إلا أنها تتعامل بنفس أسعار السوق السوداء بل وأحيانا تبيع بسعر أعلى فى حالة احتياج التجار. ويقول سيد عبد السلام أحد التجار المستوردين بمحافظة أسيوط، أنه يضطر لشراء العملات الأجنبية من محلات الذهب لأنها متوفرة فى أى وقت وبأى كمية وهو عكس ما يجده التجار حينما يلجأون للبنوك التى تحدد المبلغ المطلوب من العملات طبقا لشروط وهو ما يقف عائقا أمام التجار المستوردين الذين يحتاجون لمبالغ متغيره وكبيرة وعلى الرغم من ارتفاع العملات فى الشراء لدى تجار الذهب، إلا أن هذا لا يقف عائقا خاصة أن تجار الذهب يوفرون المبلغ المطلوب فى أى وقت دون قيود، كما أنهم يقومون بشراء العملات بسعر أعلى من البنوك. ومن أسيوط إلى الغردقة ومدن محافظة البحر الأحمر، التى تعد من المحافظات السياحية الأولى التى كانت تدر دخلا كبيرا من العملة الصعبة للبلاد، نظرا لأعداد السائحين التى كانت تفد إليها قبل الأزمة التى يشهدها القطاع السياحى مؤخرا. ومازالت البازارات السياحية والمحلات التجارية التى تتعامل مع السائحين بمدينة الغردقة من المنشآت السياحية التى تشهد عمليات البيع والشراء للدولار أو اليورو بجانب الفنادق، وكان دخل البازار السياحى قبل عام 2011 لا يقل عن 3 آلاف دولار يوميا، كما كانت البنوك هى المصدر الوحيد لتغير تلك العملة، لعدة اسباب أهمها توافر العملة بشكل كبير على نطاق المحافظة، وعدم رواج السوق السوداء بشكل كبير فى الغردقة، وكذلك لانتشار الصرافات وموظفى تغير العملة التابعين للبنوك داخل القرى السياحية، والسبب الأساسى فى ذلك تراجع الطلب على الدولار لمحدودية وجود المستوردين. وبعد الأزمة الاقتصادية التى تشهدها البلاد وتراجع سعر الجنيه أمام الدولار، وانتشار السوق السوداء بدأت البازارات السياحية التى تجمع الدولار واليورو تبحث عن السوق السوداء والعكس، حيث أصبح أصحاب البازارات السياحية هم مصدر مهم لتجار العملة. وقال عامر شبيب صاحب مجموعة من البازارات أشهر تجار التحف والأنتيكات "العاديات السياحية" بالغردقة، إن التراجع الملحوظ الذى شهده الدولار فى الفترة الأخيرة أمام الجنيه أدى إلى تراجع كبير فى نشاط البيع والشراء بالسوق السوداء والمتاجرة فى العملة، نظرا لانعدام معدلات الطلب على الدولار لتوقف حركة الاستيراد. وأضاف شبيب، أن السوق السوداء للعملة فى الغردقة تعمل لكن بشكل ضيق، وبطلها أصحاب البازارات مع مستوردين يستعدون لجمع الدولار انتظارا لعودة السياحة ثم فتح عمليات الاستيراد مرة أخرى. وأوضح شبيب لـ"انفراد"، أن نشاط تجارة السوق السوداء فى الغردقة بطلها الثانى فيها اصحاب الصرافات التى تعرضت للغلق، مشيرا إلى أن صاحب البازار المتواجد داخل القرى السياحية ومن بينها محلات الذهب يجمع العملة من السائح عن طريق تسعير "العاديات" أو الذهب أو التحف والفضة وتجميعها لفترة، ثم الاتصال بأحد أصحاب الصرافات المغلقة أو المستوردين وتسليمه الكمية المجمعة بسعر أعلى من سعر البنك استعدادا لفتح باب الاستيراد وعودة السياحة مرة أخرى. وكشف شبيب، أن تجارة العملة الآن فى الغردقة أصبحت عن طريق موظفين الصرافات التى تم غلقها، حيث يقوم هؤلاء العاملين بالمرور على أصحاب البازارات بسياراتهم وجمع العملة الصعبة المتوافرة لديهم من الدولار أو اليورو وبيعها للمستوردين. وتابع شبيب، أن المنازل أصبحت هى الوجه الآخر لتجارة العملة فى السوق السوداء فى الغردقة، حيث يتولى أصحاب البازارات والمحلات التجارية بالغردقة جمع العملة وتوصيلها إلى التاجر الأكبر الذى يتم التعامل معه ومن بعده المستورد. فيما قال ياسر نائل أحد أصحاب البازارات، أنه قبل تراجع سعر الدولار أمام الجنيه، كان السوق السوداء تعمل بعدة طرق أولا اتفاق أصحاب الصرافات التى أغلقت والمستوردين مع أصحاب البازارات على بيع الدولارات أو اليورو لهم فى السوق السوداء، لجمعها استعدادا لفتح الاستيراد، وبيعه بسعر أعلى من سعر البنك. وأضاف نائل لـ"انفراد" أن سعر بيع الدولار فى البنك والصرافات تقريبا 15 جنيها و70 قرشا، موضحا أن سعر الشراء 16 جنيها، كما يشترى التجار الكمية من أصحاب البازارات لعدة أسباب، أهمها أن البنك من الصعب أن يبيع كمية كبيرة إلا للمستوردين وفقا لبطاقته الاستيرادية، وبذلك يجمع الكمية من الخارج بفارق قليل قد يكون 10 قروش أو 25 قرشا تحسبا لارتفاع سعر الدولار فيما بعد. وأوضح نائل، أن هناك طريقة أخرى للعمل بالسوق السوداء، فهناك أصحاب صرافات قديمة تم غلقها أو موظفين يعملون فيها أو من لدية فائض من الجنيه المصرى يقومون بتشغيل أجانب معهم، بحيث يتجولون على البازارات وجمع أكبر كمية من الدولار، ومن الجانب الآخر تجرى عملية الاتجار عن طريق الاتصالات بين أصحاب البازارات وتجار العملة بإرساله أحد أعوانه لصاحب البازار لاستلام المبلغ الذى تم جمعه وبيعه فى السوق السوداء. فيما قال سامى حارس صاحب مكتب صرافة بالغردقة، أن منذ 3 أو 4 أشهر عندما كان هناك فرق كبير بين سعر الدولار فى السوق والسوداء والبنوك مع طلب السوق للدولار لكثرة الاستيراد كانت الغردقة تشهد رواج غير مسبوق بالنسبة للسوق السوداء، حيث كان صاحب البازار ومرشد السياحى وكذلك سائق التاكسى الجميع يلجأ للسوق وليس للبنك لوجود فرق كبير. وأضاف حارس لـ"انفراد" أنه فى تلك الأيام اختلف الأمر كثيرا لتوقف نشاط الاستيراد، وكذلك تراجع الطلب على الدولار ووجوده بكثافة فى الصرافات، مما هدد بتوقف نشاط السوق السوداء. وأوضح حارس، أن الغردقة من المدن التى لا تشهد طلب على الدولار كثيرا، لعدم وجود نشاط استيرادى كبير، لافتا إلى أن المستوردين هم من يخلقون السوق السوداء فى الدولار والآن أصبح الدولار موجود فى الصرافات لمن يريد إلا أنه لم يشهد طلب لعدم وجود استيراد. وتوقع حارس، ارتفاع سعر الدولار مرة أخرى وعودة السوق السوداء مع بداية شهر رمضان المقبل لعدة أسباب، أهمها فتح الاستيراد لمستلزمات شهر رمضان والملابس مع قرب الأعياد. فيما أكد أحمد إلياس "مستورد عاديات سياحية من الصين"، أن البحر الأحمر بشكل عام والغردقة بشكل خاص من المحافظات التى تجمع كميات كبيرة للعملة الصعبة، إلا أنها من أقل المحافظات استخداما له لقلة المستوردين بها والتى يقتصرون على مستوردين العاديات السياحية. وقال إلياس لـ"انفراد"، إن محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس ودمياط وبورسعيد أكبر المحافظات بحثا عن الدولار لحجم الاستيراد بها وهم من يخلقون السوق السوداء، مشيرا إلى أنه مع انخفاض الاستيراد وتوافر الدولار فى البنوك مع الصرافات قد تشهد السوق السوداء للعملة اختفاء بشتى المحافظات وخاصة الغردقة. وأضاف إلياس، أن هناك مستوردين ممن يمتلكون بطاقات استيرادية وحجم الاستيراد بها قليل وتتوفر لهم العملة المصرية بشراء كميات من أصحاب البازارات بفارق بسيط جدا ربما لم يظهر بشكل كبير، استعداد لعودة السياحة مجددا ومن ثم فتح باب الاستيراد مرة أخرى، كذلك بدأ مستوردين المحافظات الأخرى بمزاولة عملهم بالاستيراد مع عدم توافر الدولار. وأشار إلياس إلى أن صاحب البازار أو المرشد السياحى بحصوله على فارق بيع الورقة الخضراء فى ظل الركود السياحى يقوم ببيعه لمن يطلبه فى السوق السوداء من التجار، لافتا إلى أن عملية البيع تسير بشكل تدريجى بدءا من صاحب البازار أو من تتوفر له العملة الصعبة إلى تاجر جمع العملة ثم لتاجر أكبر ثم لمستورد أكبر يستطيع شراء كميات كبيرة من الورقة الخضراء.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;