كشف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عزمه زيادة الإنفاق العسكرى فى ميزانية العام المالى الجديد، مقابل خفض الإنفاق على بعض البرامج الحساسة سياسيا مثل التعليم والبيئة والعلوم والفقر، بجانب خفض ميزانية الخارجية، وهو ما أثار جدلا كبيرا فى الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن اقتراح زيادة الإنفاق العسكرى بقيمة 54 مليار دولار وخفض بعض البرامج غير العسكرية كشفه مسئولون فى البيت الأبيض مع إعدادهم لخطط الرئيس للميزانية الفيدرالية القادمة. وقال مساعدون للرئيس ترامب إن القرارات النهائية بشأن الرعاية الصحية والضمان الاجتماعى ربما لن يتم اتخاذها حتى وقت لاحق هذا العام عندما يعلن عن الميزانية كاملة. فيما أكد شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيضإن ترامب سيفى بكلمته للشعب الأمريكى، مشيرا إلى وعود ترامب الانتخابية بحماية هذين البرنامجين.
ورأت الصحيفة أن ترامب أشعل بذلك معركة للسيطرة على إيديولوجية الحزب الجمهورى، حيث أن بول ريان، رئيس مجلس النواب الذى ظل لسنوات يدعوا لخفض عجز الميزانية دون زيادة الضرائب، سيطلب تغييرا فى الكونجرس وخفض للبرامج التى تبتلع أغلب الإنفاق الحكومى وهى الرعاية الصحية والضمان الاجتماعى.
وفى تقرير آخر، قالت "نيويورك تايمز"، إن اقتراح ترامب زيادة الإنفاق العسكرى بـ 54 مليار دولار، بدا هائلا لأول وهلة، حيث يمثل زيادة 10% لوزارة تحصل على أموال دافعى الضرائب أكثر من أى وقطاع آخر فى الحكومة الأمريكية. إلا أن إدارة أوباما السابقة توقعت زيادة 35 مليار دولار لوزارة الدفاع فى العام المالى 2018، لذلك فإن الزيادة التى اقترحها ترامب هى 19 مليار دولار، وفقا لما يقول محللو الميزانية.
لكن برغم ذلك، فإن زيادة إنفاق البنتاجون واجهت انتقادات لأن مسئولى البيت الأبيض قالوا إن ترامب سيدعو إلى خفض كبير فى المساعدات الأجنبية، بما فى ذلك البرامج التى يقول المسئولون العسكريون إنها تساهم فى الاستقرار العالمى، وتعتبر مهمة فى المساعدة على تجنب الصراعات المستقبلية.
وفى السياق نفسه، قالت مجلة "فورين بوليسى" إن الرئيس ترامب أذهل الدبلوماسيين وخبراء الأمن فى الولايات المتحدة مع تعهده بما وصفه زيادة تاريخية فى الإنفاق العسكرى تصل إلى 54 مليار دولار مع خفض ميزانية وزارة الخارجية ووكالات فيدرالية أخرى، مشيرة إلى أن الميزانية المقترحة قد تتسبب فى مواجهة مع الخارجية، متسائلة عما إذا كان الوزير ريكس تيلرسون سيرفض مساعى ترامب.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم إنه سيكون مطلوب من الخارجية أن تقوم بإرسال خطة للبيت الأبيض فى غضون 48 ساعة لقطع حوالى 30% من ميزانيتها، وهو مقترح جرئ قد يؤدى إلى إنهاء برامج فى المساعدات الأجنبية ويمثل إعادة تنظيم هائلة لوزارة الخارجية.
وذهبت الصحيفة إلى القول بإن خطط البيت الأبيض للميزانية هى مجرد مرحلة أولى فى المفاوضات بين المكتب البيضاوى والوكالات الفيدرالية، والتى يجب أن تحصل فيما بعد على موافقة فى الكونجرس. إلا أن الخطوط العريضة لاقتراحات ترامب الأولى بخصوص الميزانية قد أحيت شكوك الدبلوماسيين الأمريكيين وأنصار المساعدات الأجنبية، بأن البيت الأبيض، الذى يقوده كبير الاستراتيجيين ستيف بانون، لن يقيم الدبلوماسية أو الدور الأكبر لوزارة الخارجية بالشكل المناسب.
ونقلت المجلة عن بيتر ياو، رئيس حملة "عالم أفضل"، وهى منظمة غير ربحية تدعم المساعدات الأجنبية، قوله لفورين بوليسى، إن البيت الأبيض يقول للخارجية: "أنت الآن سترتدين حذاء مقاس 7، فأى إصبع من أقدامك تريدين قطعه".
وكان البيت الأبيض أكد فى وقت سابق أنه يعد لميزانية تعزز الإنفاق الدفاعى بنسبة 10%، أى حوالى 54 مليار دولار، عن المستويات الحالية، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كانت الميزانية المقترحة ستحافظ على المستويات الحالية للإنفاق الإضافى للبنتاجون المخطط لتغطية تكاليف العمليات فى الخارج.
ومن أجل تجنب زيادة العجز، يريد البيت الأبيض أن يخفض ميزانية قطاعات أخرى فى الحكومة، وهى الأماكن الوحيدة التى يمكن أن يفعل بها هذا سياسيا بعدما نفى المساس ببرامج الضمان الاجتماعى أو الرعاية الصحية.