بالصور.. أشهر صانع ربابة فى قنا يروى أسرار الصنعة وحكاياته مع الأبنودى وشاعر السيرة الهلالية.. جاد الرب: أول ربابة صنعتها للسيد الضوى وحبى للسيرة دفعنى لتصنيعها.. والخال كان بيقولى إيدك تتلف فى حرير

رغم أنه كان يعمل موظفا بهيئة بريد قوص بمحافظة قنا، لكنه استعان بمهنة النجارة لتساعده على مشقة الحياة فى ذلك الوقت بعد انتهاء فترة عمله، محباً للسيرة الهلالية ويعمل على نشرها، إنه الحاج جاب الرب خليل محمد أقدم صانع للربابة فى محافظة قنا، يجلس فى منزله الذى يقترب من منزل الفنان سيد الضوى آخر رواة السيرة الهلالية بمحافظة قنا، ظهرت عليه الشيخوخة، وأقعده المرض عن تصنيع "الربابة القناوى". انفراد فى منزل أقدم صانع ربابة بقنا وانتقل "انفراد" إلى منزله بمدينة قوص بمحافظة قنا، للوصول إلى أقدم نجار يقوم بتصنيع الربابة، الذى تحدث عن ذكرياته مع السيد الضوى وأشهر من تغنوا بالسيرة الهلالية من محافظة قنا، ومن تبعهم من المحبين من المتغنين بها وتصنيعه للربابة، والتى بدأت فكرتها عندما عرض عليه صديقة "السيد الضوى" فكرة تصنيعها لكنه أكد لصديقه وجاره أنه قادر على تصنيع ربابة من الخشب "الزان" ستبقى معه على مدار حياته يتغنى بها فى الموالد والأفراح وفى جميع المحافل الشعبية والثقافية. عند التوجه إلى مدينة قوص كان الوصول إلى منزل "الحاج جاد الرب" بالأمر الصعب فهو مشهور ومعروف لدى المتغنين بالربابة فقط، يمتلك ورشة صغيرة داخل منزله والذى يقوم بتصنيع الربابة بداخلها، أصابته بكسر فى القدم وتركيب عدة شرائح منعته من ممارسة هوايتهه، ورغم مرضه لكنه كان لديه أصرار فى التحدث عن حياته وكيف بدأ فى تصنيع أول ربابة لـ"السيد الضوى" قائلاً: "أنا أصلاً مش نجار، لكن كان عندى هواية، تحولت بعد ذلك إلى مصدر زرق يدير عليا دخل مضاعف من عملى بجانب وظيفة الحكومة، وفى أحدى المرات طلب منى السيد الضوى أن أقوم بتصنيع ربابة ولبعض العازفين بها. مضيفاً: "ذهبت إلى الورشة وأخذت الربابة القديمة التى كان يستخدمها "السيد الضوى" لعدة سنوات وتهالكت بسبب عوامل الزمن وقولتله بكره أن شاء الله أعملك وأحد أفضل منها، وتصنيعها ليس بالأمر السهل لأنها تحتاج إلى دقة عالية، جلست داخل مخرط الخشب ومُكثت حوالى 7 ساعات وكان أول ربابة أقوم بتصنيعها من الخشب"الزان" وقمت بخرطها على نفس الشكل القديم للربابة الخاصة بـ"الضوى" وجاءت المرحلة الثانية وهى عملية خرط الربابة، وكنت الأمر بالنسبة ليا فى بدايته صعبا، لأنها بيتم تصنيعها بطول معين والأوتار التى تصدر الصوت يجب أن تكون مشدودة من شعر الخيل والجلد. طرق تصنيع الربابة فى ورشة الحاج جاد الرب وعن تصنيعها أكد أن الربابة تأخذ عدة مراحل فى التصنيع، بعد عمل الشكل والقوام تأتى مرحلة تارة الربابة، وهو الجلد المشدود على جانبى الربابة من الأعلى والأسفل، ويجب أن يكون متماسكا وشديدا بواسطة خيوط متينة تُشبك فى أطرافه وتشد الجلد الأعلى إلى الجلد الأسفل، ويتم وضع دبابيس يتم وضعها فى الجلد وفى هيكل "الربابة"، ثم تأتى المرحلة النهائية، وهو ضع شعر ذيل الحصان أو الفرس وهو يصنع منها الأوتار الموجودة فى القوس، وتُربط من أطرافها بخيط متين ليتكوّن منها وتر القوس أو الربابة. وفى مقدمة الربابة يوجد "الكرب" هو المشدّ الذى يكون فى الطرف البعيد من عصا الربابة، ووظيفته شد الأوتار المثبتة فيها حتى تصل إلى الدرجة المطلوبة، ومن هنا تصبح الربابة جاهزة للعمل، وكان يتراوح ثمنها فى السابق من 40 إلى 50 جنيها أما الآن مع ارتفاع الأسعار فقد يصل سعد الربابة بعد تجهيزها والانتهاء منها إلى 150 جنيها. ذكريات السيرة الهلالية والضوى والأبنودى مع صانع "الربابة" السيرة الهلالية ستظل موجودة حتى نهاية الحياة، ويرجع الفضل للشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى، وكان السيد الضوى رحمة الله عليه يطلب منى تصنيع أكثر من ربابة" لأن الأبنودى كان بيقوم بتقديمها هدايا لبعض المحبين، وكان بيقولى إيدك تتلف فى حرير ياعم الحاج لما بيشوفنى فى الحفلات، وكان العم الضوى بيقوله الحاج جاد الرب هو إلى بيصنعلنا الربابة، ومحافظة قنا مشهورة بتصنيعها، وهى تحتاج إلى دقة فى عملية التصنيع.