الدمى أو الروبوتات الجنسية مصطلحات يرددها الخبراء منذ سنوات لتحذير العالم من هذا الخطر الذى سيودى بالعلاقات البشرية وقد يتسبب فى تفاقم معدلات الطلاق بين المتزوجين، ورغم المخاوف المرتبطة بهذه الدمى إلا أن الجميع لا يعبأ بها اعتقادا بأنها غير حقيقة وأن حدوثها مستحيلا، أو بعيدا لا يستحق القلق والتفكير، لكن على عكس المتوقع أصبح وجود الروبوتات والدمى الجنسية فى حياتنا أقرب مما نتخيل، بعد على افتتاح بيت دعارة حديثا فى برشلونة، يطلق عليه اسمLumi Dollsويعد الأول فى أوروبا الذى يقدم لعملائه فرصة ممارسة الجنس مع دمية.
أول بيت دعارة للدمى الجنسية
ووفقا للموقع الالكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية يقدم Lumi Dollsغرفا ذات إضاءة المنخفضة وشموع وشاشات تلفزيون بلازما ضخمة لمشاهدة بعض الأفلام، مع عرض خاص لممارسة الجنس مع دمى بالحجم الطبيعى لمدة ساعة واحدة بسعر يبدأ من 70 إسترلينى ويصل إلى 100 إسترلينى.
وهناك 4 دمى للاختيار من بينها، تتمتع كل منها بجسد أنثوى وملامح بشرية، إذ يمكن للعملاء الاختيار بين لى لى التى يبلغ طولها 161 سم، ولها ملامح آسيوية، أو الشقراء ذات العيون الملونة "كاتي" التى يصل طولها إلى 170 سم أو الدمية الأفريقية Leiza التى يبلغ طولها 168 سم أو آكى التى تتمتع بشعر أزرق على غرار أنيمى اليابانية.
ويبلغ سعر الدمية الواحدة 4300 استرلينى، وتزن 40 كجم، ومصنوعة من السيليكون، كما يؤكد هذا الملهى تطبيق أعلى معايير النظافة للحد من انتشار الأمراض والميكروبات، إذ يتم تنظيف الدمى وتطهيرها بالماء والصابون المضاد للبكتيريا قبل إعادة استخدامها.
ويصف ملهى Lumi Dolls نفسه على موقعه الالكترونى باعتباره أول وكالة للدمى الجنسية، موضحا أن الروبوتات الجنسية واقعية تمام، وهو الأمر الذى من شأنها إعطاء العميل تجربة ممتعة ومثيرة.
وينصح الملهى العملاء بالاستمرار فى استخدام الواقى الذكرى، والدفع بمكتب الاستقبال قبل المغادرة، كما يعطى العملاء الفرصة لاختيار زى هذه الدمى والمطالبة بارتدائها كملابس معنية على سبيل المثال.
ورغم غرابة الفكرة إلا أنها تحقق نجاحا كبيرا، إذ شهد الملهى إقبالا كبيرا وغير متوقع، وتم حجز الغرف بشكل مسبق لأيام مقدما، كما تحقق دمى مماثلة بالفعل نجاحا كبيرا فى اليابان وماليزيا.
تباين آراء الخبراء
ويتفق الخبراء على أضرار هذه الدمى الجنسية وخطورتها على العلاقات الزوجية فى المستقبل، لكن يختلفون فى توقع مدى تأثيرها، إذ يؤكد البعض منهم أن الدمى الجنسية ستؤدى فى النهاية المطاف إلى الإدمان وستتسبب فى مشاكل نفسية لمستخدميها، وقد تؤدى إلى الكف عن العلاقات البشرية، جنبا إلى جنب تسليط بعض الخبراء الضوء على إمكانية تجسس هذه الروبوتات على المستخدمين واختراق الهاكرز لها واستخدام المعلومات التى يحصلون عليها لابتزاز المستخدمين، وتمادى البعض فى التخوف من إمكانية قتل هذه الروبوتات لمستخدميها.
وعلى الجانب الآخر هناك عدد آخر من الخبراء الذين ينظرون للأمر بشكل مختلف ويفكرون فى الجانب الإيجابى لهذه الدمى، إذ يعتقد بعض الخبراء أن هذه الدمى يمكنها المساهمة فى تحسين العلاقات الزوجية ومساعدة الأزواج على التخلص من الملل والفتور وإضافة الإثارة والتجديد لحياتهم، بينما يرى البعض الآخر أن هذه الدمى قد يكون لها فوائد على مجالات أخرى لا تتعلق بالعلاقات الزوجية، إذ توقع الدكتور "جون دانهير" المحاضر فى مجال الأعمال التجارية فى نوى جالواى استخدام هذه الدمى الجنسية فى بيوت الدعارة قريبا، وافتتاح بيوت مخصصة لهذه الدمى، ورأى "دانهير" أن استخدام مثل هذه الدمى البلاستيكية من شأنه أن يكون حلا فعالا للحد من الاستغلال الجنسى للفتيات.
مطالبات لتغيير القوانين
أما الرأى الأكثر غرابة فكان من نصيب الباحث "ديفيد ليفى" مؤلف كتاب "Love and Sex with Robots" الذى ناشد الحكومات والسلطات بتغيير القوانين للمساح بزواج الروبوتات بالبشر، إذ ستنتشر هذه الروبوتات بقوة وتغزو حياتنا، وسيكون من الضرورى مواكبة هذا التغير والتقدم التكنولوجى الهائل بتغيير القوانين، مع إعطاء كل شخص الحق فى الاختيار بكل سهولة دون أى قيود.