قالت صحيفة فاينانشال تايمز فى تقرير لها بالفيديو إن مصر ستظل واحدة من أكثر المناطق الواعدة فى العالم فى مجال الطاقة حتى مع اتجاه العالم نحو الطاقة المتجددة، وإنها أثارت آمال شركات النفط والغاز لإطلاق حياة جديدة فى المجال.
وزار كلاوديو ديسكالزى، رئيس شركة إينى، مصر هذا الشهر للبحث عن ضمانات بأنه يمكن تحقيق الهدف الطموح ببدء إنتاج الغاز من حقل ظهر هذا العام، على حد قول محرر الصحيفة البريطانية لقسم الطاقة "أندرو وورد".
وقال ديسكالزى للصحيفة من موقع عمل إينى فى بورسعيد: "إن الأمر فيه تحد ولكنى رأيت أنهم يتمتعون بتحفيز كبير جدا، وأنا أشعر بالثقة، بالطبع نحن بحاجة لتركيز يومى، تركيز على مدار الـ24 ساعة لأن هذا مشروع لو بدأناه، ونريد أن نبدأه هذا العام، سيكون قياسيا فى تاريخ الصناعة". وسيتحول الموقع فى بورسعيد لمحطة معالجة الغاز القادم من حقل ظهر فى أنابيب تحت مياه البحر فى نجاح هام ليس فقط لإينى بل لمصر التى تأمل فى أن يحقق الحقل اكتفاء ذاتيا من الغاز ومن ثم تحويلها إلى بلد مصدر له، حسبما قال وورد.
وأضاف أن المشروع سيدعم النمو وأمن الطاقة فى واحدة من أهم اقتصادات الشرق الأوسط.
وأشار وورد إلى أن سفينة التنقيب التابعة لشركة إينى الإيطاليةSAIPEM 100قد عادت مرة أخرى للمياه الإقليمية المصرية بعد اكتشافها الحقل الأضخم فى البحر المتوسط لكى تحفر بئرا أعمق فى البقعة ذاتها، وستعرف إينى قريبا ما إذا كان هناك المزيد من الغاز تحت حقل ظهر.
وقال وورد من موقع التنقيب فى المياه المصرية فى البحر المتوسط: "بالنسبة لى، فإن شهية مصر المتزايدة والشرهة للغاز تجاه الجنوب، وأيضا على المدى الطويل تأمل الصناعة أن هذه هى المرحلة الأولى لجعل شرق المتوسط مركز رئيسى يمكن أن يمد أوروبا كذلك، فى اتجاه الشمال".
وأضاف أن هذا سيقلل من اعتماد أوروبا على الغاز الروسى وملء الفجوة التى تسبب فيها تراجع مخزون بحر الشمال من الغاز، إلا أن روسيا كذلك تسعى لحصة لها فى غاز البحر المتوسط واشترت شركة روزنفت30%من حقل ظهر.
ونوه إلى أن وجود قناة السويس يعنى تصدير الغاز للأسواق الآسيوية، ولكن بعد توفير احتياجات مصر من الغاز، إذ تعتمد البلاد على الغاز بنسبة70%لتوليد الكهرباء، كما أنه سيقلل من لجوئها للفحم.
كما قال إن قبرص وإسرائيل تبحثان عن موارد فى مياه المتوسط "فى واحدة من أكثر المناطق سخونة فى مجال التنقيب عن الغاز والنفط فى العالم".
وأكد وورد أن اكتشاف حقل ظهر جعل من إينى الأكثر نجاحا فى التنقيب من بين منافسيها الذين كانوا يبتعدون عن التنقيب عالى المخاطر ومرتفع التكاليف ويكتفون بحصص فى الغاز الأمريكى أو شراء أصول من شركات أصغر.
كما أشار إلى أن نجاح إينى جذب المزيد من الشركات لمصر، فحضر العديد منهم فى مؤتمر عن مجال النفط والغاز فى مصر هذا الشهر، ومنها شركة "بريتيش بتروليام" التى اشترت10%من غاز ظهر وتستثمر 122 مليار دولار فى مشروع أخر فى غربى الدلتا.
وأكد وورد: "إن المستقبل على المدى الأطول غير مؤكد، إذ العالم يتجه نحو الطاقة النظيفة، ولكن مع اكتشافات حقل ظهر، تظل مصر واحدة من أكثر المناطق لمعانا فى الأفق فى ظل سعى شركات النفط والغاز لبعث حياة جديدة فى مجال الوقود الأحفورى".