بالصور.. جريمة فى الحى الشعبى.. سالى قدمت الشر لمن أحسن إليها.. قتلت الحاجة نعمات المصابة بالشلل لسرقة 150 جنيها.. تاجر مخدرات قدم معلومات لرجال المباحث عن هوية المتهمة.. وحفيد الضحية أرشدهم عن سكنها

ـ المتهمة: وضعت المخدر 3 مرات للضحية وطعنتها بسكين بوجهها وأنهيت حياتها خنقا وتخلصت من أداة الجريمة بالمرحاض أمام عقار مكون من 3 طوابق بشارع ضيق ببولاق الدكرور، وقف أفراد أسرة الحاجة "نعمات" لتلقى العزاء.. يتردد عليهم الجيران والأصدقاء من وقت لآخر، لتقديم التعازى والمواساة، بعد الجريمة البشعة التى تعرضت لها وفقدت على أثرها حياتها، يتذكرون لمحات طيبة من حياة تلك السيدة المسنة التى تعدى عمرها 72 عاما، غير مصدقين ما حدث لها. خلف المقاعد المتراصة وبجوار البوابة الرئيسية للعقار بالطابق الأرضى، توجد غرفة المجنى عليها، تحتوى على سرير ودولاب ومقعد صغير، بالإضافة إلى "مشاية" كانت تستخدمها فى التحرك لإصابتها بعجز وشلل تسبب فى منعها من الحركة إلا بصعوبة. آثار دماء متناثرة على ملاءة السرير البيضاء، وبقع حمراء لطخت الوسادة، هنا وقف "بكار" حفيد الضحية، يروى ما رآه.. "هنا كانت ملقاة، جزء منها على السرير بينما إحدى قدميها تلامس الأرض، دخلت الغرفة لإيقاظها صباحا، ففوجئت بها لا تستجيب، حاولت تحريكها لاكتشف إصابتها بطعنتين بالوجه، وآثار دماء لطخت الوسادة، تأكدت أنها فارقت الحياة، أصيبت بحالة من الذعر، تركت الغرفة وجلست بجوار بابها أبكى، ثم صعدت إلى أعلى وأخبرت والدى وأفراد أسرتى بالحادث".. هكذا عبر الحفيد عن أصعب لحظات حياته. يستكمل:" توجهت إلى قسم شرطة بولاق الدكرور بصحبة زوج شقيقتى، وأبلغت عن مقتل جدتى، انتقل رجال المباحث إلى مسرح الجريمة، وتم مناظرة الجثة وإجراء المعاينة لمكان الغرفة، واكتشفنا اختفاء شاشة العرض وجهاز الريسيفر". بدأ الرائد هانى الحسينى رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور ومعاونه النقيب أيمن سكورى فى إجراء التحريات وسؤال أفراد الأسرة عن المترددين على المجنى عليها، حتى تقدم أحد الأشخاص المشهور عنه اتجاره بالمخدرات، بمعلومة سهلت مهمة فريق البحث الجنائى، قال إنه شاهد السيدة التى تتردد على المجنى عليها أثناء خروجها من العقار وبصحبتها شخص آخر قبل أذان الفجر يحملان بعض المتعلقات، ويغادران الشارع بطريقة تثير الشك. "سالى.ر" تبلغ من العمر 24 عاما، المشتبه بها بإرتكاب الجريمة، تعرفت على المجنى عليها عندما كانت تجلس أمام العقار، حدثتها عن ظروفها المعيشية الصعبة، وحالتها المادية الضيقة، وطلبت منها مساعدتها ماديا مقابل أداء بعض أعمال التنظيف لها، استجابت لها الضحية، ولمدة شهر كانت تترد على المجنى عليها، تنظف غرفتها وتقضى معها بعض الوقت ثم تغادر عائدة إلى شقتها، حتى قبل اليوم الذى شهد الجريمة بعدة أيام، عندما اكتشفت الحاجة "نعمات" سرقة مبلغ مالى منها، واجهت الخادمة، إلا أنها أنكرت تورطها فى سرقة النقود. حفيد المجنى عليها الصغير "محمد" البالغ من العمر 8 سنوات، علم بالأمر فقرر مراقبة الخادمة، تتبعها أثناء عودتها إلى مسكنها، حتى حدد مقر سكنها، وعقب اشتباه رجال المباحث فى المتهمة بتورطها فى قتل المجنى عليها، تقدم الحفيد الصغير معلنا أنه يعرف مكان سكن الخادمة، اصطحب رجال المباحث إلى حيث تقيم الخادمة، وتم ضبطها بصحبة زوجها، وتم العثور على شاشة العرض وجهاز الريسيفر الخاص بالمجنى عليها. أدلت المتهمة باعترافات كاملة عقب القبض عليها واقتيادها إلى قسم شرطة بولاق الدكرور أمام العقيد طارق حمزة مفتش المباحث الجنائية، حيث ذكرت أنها قررت قتل الضحية لسرقتها، وأخبرت زوجها"تامر.س" عامل الذى ارتبطت به بعقد زواج عرفى، فأحضر لها عقار "منوم"، وتوجهت إلى الضحية تخفى سكين بملابسها، ووضعت لها الأقراص المنومة بالشاى 3 مرات، إلا أن المجنى عليها لم تفقد وعيها، فقررت إنهاء الأمر، فسددت طعنتين لها بوجهها، ثم خنقتها بواسطة إيشارب حتى تأكدت من مفارقتها الحياة. جلست المتهمة عدة دقائق بالمقعد الصغير بالغرفة، ثم حضر زوجها وانتظرها أمام العقار، وفتشت بمحتويات الغرفة فلم تعثر إلا على مبلغ 150 جنيها، وضعتها بملابسها، ثم استولت على شاشة العرض وجهاز الريسيفر، وغادرت وزوجها الشارع عائدين إلى مسكنهما الذى يبعد عدة شوارع عن العقار الذى شهد الجريمة، تخلصت من السكين بالمرحاض، واستبدلت ملابسها الملطخة بالدماء، وأخفتها لحين التخلص منها. اقتادت النيابة المتهمة إلى مسرح الجريمة، لإجراء معاينة تصويرية، وأمام أعضاء النيابة مثلت الجريمة، بدءا من دخولها الغرفة، ثم وضعها المخدر وطعنها المجنى عليها حتى استيلائها على المسروقات وهروبها بصحبة زوجها، لتصدر النيابة قرارها بحبسها وزوجها على ذمة التحقيق.