عندما تولى الدكتور أيمن عبد الهادى رئاسة قطاع العلاقات الثقافية الخارجية فى يوليو الماضى كان القرار مفاجئاً للبعض، نظراً لأن اسم عبد الهادى، لم يكن مطروحا داخل الأروقة الثقافية، بينما رآه البعض مبشراً لأنه شاب وفى مقتبل العمر، وفى المجمل جاء الترحيب حذرا من جانب الوسط الثقافى طوال تولى عبد الهادى المنصب.
8 أشهر مرت على تولى عبد الهادى رئاسة القطاع وخلالها حدثت فى مصر العديد من القضايا الثقافية، أهمهما ترشيح "مشيرة خطاب" لـ"اليونسكو"، والعام الثقافى المصرى الصينى، وأيضا اختيار الأقصر عاصمة الثقافة العربية، واختيار أسوان عاصمة الثقافة الأفريقية، فهل نجح عبد الهادى فى إدارة هذه الملفات، وهذا ما سنستعرضه خلال السطور الآتية.
فى يونيو الماضى أجرى "انفراد" حوارا صحفيا مع الدكتور أيمن عبد الهادى، وذلك بعد أيام قليلة من اختياره، من قبل الكاتب الصحفى، حلمى النمنم، وزير الثقافة، وفى الحوار سألناه عن رؤيته واستراتجيته تجاه توليه هذا المنصب، وكانت إجابته " هدفى الأساسى منذ تولى هذا المنصب هو العمل الجماعى كوحدة واحدة مع قطاعات وزارة الثقافة وأيضا بالتعاون مع وزارة الخارجية، فهذه فلسفتى التى أنوى العمل بها للخروج بمنتج واحد، فقطاع العلاقات الثقافية الخارجية تحديداً يمثل جسر يربط بين مصر والعالم كله، قد يكون هذا الجسر بمشاركة فرق موسيقية أو راقصة أو إقامة ندوات وفعاليات ثقافية أو ورش عمل تمثل ثقافة مصر، بشرط أن تكون هذه الفعاليات غير هادفة للربح لكى يتم فى إطار تبادل ثقافى"، وبعد نحو8 أشهر نسأل: هل قام أيمن عبد الهادى بتحقيق أى شيء مما تحدث عنه؟
المعروف أن "قطاع العلاقات الثقافية الخارجية فى وزارة الثقافة" مسئوليته الرئيسية عرض صورة مصر الثقافية أمام العالم العربى والغربى، ولهذا يضع وزير الثقافة فى عين الاعتبار اختيار ممثل جيد لنقل هذه الصورة بشكل راق وعلى درجة عالية من الوعى.
وعلى مدار الـ8 أشهر ومنذ تولى أيمن عبد الهادى رئاسة القطاع، لم يصرح أبدا بوجود أى تعاون مع وزارة الخارجية المصرية، إضافة إلى هذا صرح "عبد الهادى" أنه كان ينوى إجراء تعاون مع دول أفريقيا وأبرزها التعاون مع "أثيوبيا" بعيداً عن أزمة سد النهضة، وذلك لتوسيع المدارك الثقافية بين مصر ودول أفريقيا، وأيضا فتح مكتب ثقافى مصرى فى نيجيريا لإحداث تفاعل ثقافى وفنى، لكن هذه الخطط التى كان ينوى تنفيذها رئيس العلاقات الثقافية الخارجية لم نسمع عنها شيئاً حتى الآن وكأنها فى خبر كان.
ليس هذا فقط، فقد أكد الدكتور أيمن عبد الهادى، فى حواره الصحفى، الذى أشرنا إليه من قبل، أن القطاع سيقف بجانب المرشحة المصرية مشيرة خطاب لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، ومع الأسف لم نرَ ملامح واضحة عن هذا الدعم، على الرغم، من أن الثقافة لها دور مهم فى هذا الملف.
كما صرح الدكتور أيمن عبد الهادى أنه ينتوى إرسال مستنسخات عن الفن التشكيلى وخرائط عن المراكز الثقافية بمصر لـ17 مكتبا ثقافيا فى مختلف أنحاء العالم، وأيضا لم نسمع شيئا عن هذا الكلام، حتى ذلك الوقت، لكن لم نعلم أن "عبد الهادى" قام بشىء من ذلك، وكأن هذه الخطط تحتاج إلى سنوات لتحقيقها.
والشىء العجيب والمثير للدهشة، أنك إذا رغبت فى البحث عن أنشطة العلاقات الثقافية الخارجية عبر شبكات الإنترنت لن تجد أى معلومات متوفرة أو متاحة عنه!!، وكأن القطاع يلعب دور ضيف شرفى لوزارة الثقافة، إضافة إلى هذا إذا بحثت عن اسم الدكتور أيمن عبد الهادى، فى الأخبار لن تجد سوى حوار انفراد وخبرين على لسانه بالعدد، على الرغم من الدكتور أيمن عبد الهادى أستاذا بكلية الإعلام جامعة القاهرة مما يعنى بأنه شخص قريب لوسائل الإعلام، ومنصبه بوزارة الثقافة يستلزم منه التواصل مع الإعلام لعمل الدعايا الكاملة عن أى ملف ثقافى مرتبط بدول العالم لتحسين صورة مصر.
وموضوع "التهرب من وسائل الإعلام" له أكثر من شاهد منها، تهرب الدكتور أيمن عبد الهادى أكثر من مرة من الإدلاء بأى معلومات تخص ملف "العام الثقافى المصرى الصينى" الذى أقيم خلال عام 2016، وفى كل مرة كنا نوجه له أسئلة حول استعدادات وزارة الثقافة للظهور بشكل متميز أمام الجانب الصينى، كانت إجابته كالآتى: "حاضر سوف أوفيكم بالتفاصيل لاحقا، المعلومات غير متوفرة حاليا، المعلومات لا يمكن إتاحتها للصحافة قبل انطلاق موعد ختام العام الثقافى المصرى الصينى... وغيرها من الاعتذارات غير المبررة على الإطلاق.
ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد، بل تهرب أيضاً "عبد الهادى" من الإدلاء بتفاصيل تخص "اختيار الأقصر عاصمة الثقافة العربية لعام 2017"، واستعدادات وزارة الثقافة لإدارة هذا الملف خاصة أن موعد انطلاق هذه الاحتفالية سيكون منتصف شهر مارس المقبل، ولهذا من الطبيعى أن تكون وزارة الثقافة استقرت على الشكل النهائى للاستعدادات، فالكل يعلم أهمية هذا الملف على الصعيد العربى بأكمله.
ومع الأسف لم نستطيع اللجوء لمسئول آخر فى قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، يجيب عن الأسئلة الصحفية التى تخص ملفات وزارة الثقافة على المستوى الدولى، خاصة بعد قرار وزير الثقافة بندب صبرى سعيد من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، لتولى منصب نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، فكان من المعروف أن صبرى سعيد مسئول عن إدارة القطاع داخليا بشكل جيد، ولهذا يظل الدكتور أيمن عبد الهادى، المسئول الوحيد عن الإدلاء بأى تصريح إذا رغب فقط.
هذه هى الصورة الكاملة لأيمن عبد الهادى منذ مجيئه لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية وحتى الآن، فهو دائم التهرب من التصريحات الثقافية، كأنه يخشى التورط فى شىء ما.