أقام المركز الثقافى الروسى مؤتمرا صحفيا لنائب وزير التجارة والصناعة الروسى جليب نيكتين والوفد المرافق له، للحديث عن آخر تطورات التعاون المصرى الروسى فى المنطقة الصناعية الروسية بقناة السويس.
وفى هذا الصدد، أكد النائب الأول لوزير الصناعة والتجارة الروسى جليب نيكتين، أن روسيا تنتظر مبادرة مصر لتحديث صناعة الحديد والصلب، لكن يجب أن تكون هناك أولا مبادرة من الجانب المصرى لتحديث هذه الصناعة.
وأضاف نيكتين، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن المنطقة الصناعية الروسية فى قناة السويس لا تضم مصانع للحديد والصلب، لكن فيما يتعلق بتنمية قطاع الحديد والصلب نحن مستعدون ومنفتحون على أى عمل مشترك مع الجانب المصرى.
وأشار نيكتين إلى أنه جاء إلى مصر لعرض مشروع المنطقة الصناعية الروسية فى قناة السويس، والهدف هو التأكيد على التعاون والعلاقات الوطيدة بين الجانب المصرى والروسى لتنفيذ هذا المشروع.
وأوضح نائب وزير التجارة والصناعة الروسى أن فكرة إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى مصر بدأت عام 2000، لكننا الآن بصدد تحويلها على أرض الواقع وخطوات فعلية.
ونوه بأنه فى نهاية عام 2016 بدأت المحادثات حول إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادى الأورواسى، مشيرا إلى أن السلطات المصرية بصدد مناقشة قانون الاستثمار الجديد لجعله أكثر جاذبية.
وأعلن المسئول الروسى أنه تمت مناقشة القوانين والتشريعات لإنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى قناة السويس، وفى عام 2017، جرت المشاورات بين مصر وروسيا للتوصل إلى اتفاقية لإنشاء المنطقة وقام الخبراء بزيارة لها، لكن حتى الآن لا توجد قرارات بشأن المكان الذى سيتم فيه إنشاء المنطقة الصناعية، بالإضافة إلى أن هناك موضوعات عالقة، لكننا متأكدون أنه لا توجد عوائق ذات طابع شخصى تعيق الموضوع.
وأنهى نائب وزير الصناعة والتجارة الروسى كلامه، مؤكداً أنه سيتم إنشاء شركة لإدارة هذا المشروع فى أقرب وقت.
توقع جليب نكيتين توقيع الاتفاق الإطارى لتنفيذ مشروع المنطقة الصناعية الروسية المزمع إنشاؤها فى شرق بورسعيد، خلال يونيو المقبل على هامش اجتماعات مجلس الأعمال المشترك بين البلدين.
وقال نكيتين إنه حال التوصل لاتفاق نهائى حول كل النقاط العالقة بين البلدين، سيتم توقيع الاتفاق خلال الموعد المستهدف، مشيرا إلى أنه سيبدأ مفاوضات مع مسئولى الهيئة الاقتصادية بقناة السويس، للاتفاق على بنود الاتفاق الإطارى.
وتابع أنه فور توقيع الاتفاق سيتم تأسيس شركة باستثمارات روسية، وفقا للقانون المصرى المنظم للعمل فى المنطقة، تتولى إدارة المنطقة.
وقال جليب نيكيتين إن روسيا سوف تنفذ مشروعات ضخمة فى مصر، منها محطة الطاقة النووية بالصبغة.
من جانبه، قال كيتشاتوف جيرمان مدير شركة "إن بى أو" الروسية، أن شركته تنتج أحدث أنظمة مكافحة الحرائق والسلامة من الحرائق فى العالم، حيث تعمل على تأمين أكبر المنشآت وحمايتها من النيران، ولذلك تهتم مصر بهذه الأنظمة بشكل كبير، وهناك رغبة فى أن يتم إصدار هذه الأنظمة فى مصر كما تصدر فى شركتنا.
واقترح كيتشاتوف جيرمان على رجال الأعمال المصريين إنشاء عمل مشترك لصناعة هذه الأنظمة على أرض مصر، وتصديرها للدول الأخرى ونأمل أن يتم التواصل مع كبار رجال الأعمال فى الدول العربية من خلال مصر لصناعة مثل هذه الأنظمة.
وأوضح مدير شركة "إن بى أو" الروسية أن أفريقيا تتطور الآن بشكل كبير، وهم أيضا مهتمون بأنظمة مكافحة الحرائق التى تصنع فى شركتنا، ولذلك بالعمل مع رجال الأعمال المصريين يمكننا إنشاء مشروعات نستطيع من خلالها تطوير الاقتصاد المصرى والروسى فى الساحة العالمية.
وفى نفس السياق قال سيرجى تشوماتشينكو رئيس التجارة الخارجية فى شركة "ستان" الروسية إن العلاقات المصرية الروسية لديها جذور عميقة، حيث بدأت هذه العلاقات منذ عام 1950 عندما قام الاتحاد السوفيتى ومصر بتوقيع اتفاقية حول التعاون المتبادل بين البلدين فى التجارة والاقتصاد.
وأوضح تشوماتشينكو، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه للأسف خلال الـ20 سنة المنصرمة لم يكن هذا التعاون يسير بالشكل المطلوب، لكن الآن لم يعد هناك الاتحاد السوفيتى وروسيا الاتحادية ترغب فى تطوير التعاون الاقتصادى والتجارى مع جمهورية مصر العربية فى جميع الاتجاهات، بما فى ذلك فى الصناعة والصناعات العسكرية، لذلك نحن ننظر إلى هذه الأمور بعمق.
ونوه بأن مصر تعتبر واحدة من الشركاء الاستراتيجيين لروسيا، والمصانع الروسية أصبحت على مستوى عالٍ للغاية مما كانت عليه منذ 10 سنوات مضت، ولذلك نحن على استعداد للتعاون مع مصر بداية من الصناعات الصغيرة حتى التعاون فى البرامج النووية، وأيضا التعاون فى مجال الطيران، روسيا منفتحة لتوريد التكنولوجيا الخاصة بها فى مجال الأدوية والتعليم والنقل، وهناك العديد من الأفكار التى يمكن استخدامها سويا، كما أن شركة "ستان" فى روسيا مستعدة مشاركة فى المشروعات لتقوية الصناعة المصرية.