ينطلق اليوم فى الولايات المتحدة أولى مراحل السباق إلى البيت الأبيض بإجراء المؤتمرات الانتخابية فى ولاية أيوا، حيث يبدأ اختيار مرشحى الحزبين الديمقراطى والجمهورى الذين سيخوضان انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وفى الساعات الأخيرة قبل انطلاق سباق أيوا، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن حملة دونالد ترامب المعادية للجمهوريين والتى يحركها الغضب واصلت تصدر السباق قبل عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس تيد كروز، لكن الشكوك المتزايدة تجعل البعض يعتقدون أن كروز يمكن أن يحقق مفاجأة، وفى الجانب الديمقراطى تقل المنافسة، حيث سارعت هيلارى كلينتون فى محاولة لدرء بيرنى ساندرز الذى جذب حشودا هائلة بعدما وضع أيوا فى حساباته.
وتقول شبكة "سى إن إن" الأمريكية إنه على الرغم من أن السؤال الأهم فى عقل الجميع سيكون من المرشح الذى سيستطيع أن يحصل على الدعم الأكبر داخل كل حزب، فإن جانب المنافسة لن يكون ذا أهمية كبيرة، ورغم المبالغة الشديدة فى أهمية سباق أيوا، فإن هناك ستة أسئلة هامة سيجيب عنها فى هذا السباق، وستقدم لمحات عن الوضع الحالى للسباق، فمع التحول من فترة ما قبل الانتخابات التمهيدية وجمع التبرعات إلى السباق الذى يتركز على القرارات الفعلية للناخبين، سيظهر القوة أو الضعف الحقيقى للمرشحين فى الأشهر القادمة.
ترامب والإنجليون
السؤال الأول يتعلق بما سيفعله دونالد ترامب مع تصويت الإنجيليين، وهى نقطة هامة ستحدد مدى قوة الدعم الذى يحظى به ترامب داخل قاعدة الحزب الجمهورى، فالإنجيليون لهم وجود قوى فى أيوا، وهم مشاركون نشطون فى الانتخابات التمهيدية، فلو أثبت ترامب أنه قادر على جذب أصواتهم برغم تاريخه الشخصى غير المستقر وعلاقاته الضعيفة مع المنظمات الدينية، فإن ذلك سيدعم زعمه أنه قادر على هزيمة تيد كروز وأن يبنى هذا النوع من التحالف الواسع الذى سيكون ضروريا للفوز بمقعد البيت الأبيض.
من يدعم ترامب؟
السؤال الثانى يتعلق بأكثر الداعمين لترامب، وكروز، وهما الأوفر حظا بين مرشحى الحزب
أما السؤال الثالث فيتعلق بمن سيحل فى المركز الثالث فى سباق الحزب الجمهورى، فالأمر الأكثر تشويقا لن يكون من سيفوز، ولكن من سيأتى ثالثا، فقد أكدت استطلاعات الرأى أن ترامب وكروز سيكونا فى المركزين الأول والثانى، ولا أحد يعرف من هو المرشح المؤسسى الذى يمكن أن ينافس ترامب وكروز مع دخول السباق على الولايات الأكبر فى فبراير ومارس.
واللافت فى الأسابيع الأخيرة هو التنافس الشديد بين جون كاسيك وكريس كريستى وماركو روبينو، والفائز فى المركز الثالث سيكون قادرا على القول إنه أقوى من الآخرين.
هل ستكرر كلينتون أخطاءها
السؤال الرابع، يتعلق بما إذا كانت كلينتون قد تعلمت فى درس عام 2008، عندما كانت تنافس باراك أوباما على الترشح عن الحزب الديمقراطى، ففى هذا الوقت قللت كلينتون من قدرة خصمها ولم تركز جهودها كثيرا لضمان أن تكون قادرة على المنافسة فى هذه الأحداث.. وفى حين أنها كانت تركز على الانتخابات التمهيدية الأكبر، بدأ أوباما فى إرسال مندوبين فى كل المؤتمرات الانتخابية، حيث قامت حملته بحشد الأنصار وتنظيمهم، والتأكد من ظهورهم، وهذه المرة، وعدت كلينتون بألا ترتكب نفس الخطأ، لكن أنصارها ليسوا متأكدين تماما، مع صعود منافسها الأقرب بيرنى ساندرز فى استطلاعات الرأى، فهل هى قادرة على هزيمة ساندرز وأن تجعل أنصارها يشاركون فى المؤتمرات الانتخابية بطريقة تشير إلى أن حملتها تقوم بأداء أفضل فى الاستعدادات هذه المرة.
مدى حماس الناخبين
ومن الأسئلة الهامة التى سيجيب عنها السباق، مدى حماس الناخبين فى كل حزب. فبينما يركز الجمهوريون والديمقراطيون على من سيفوز بالترشيح، فإنهم يريدون أن يحصلوا على قراءة أفضل لحماس الناخبين، وهو ما سيكون له أهمية فى الانتخابات العامة عندما تكون نسبة الإقبال والانتصارات فى الولايات المتأرجحة محورية فى تحديد النتيجة.
السؤال الأخير يتعلق بما إذا كان ساندرز سيستطيع جذب الناخبين الشباب، وهو أمر سيكون شديد الأهمية فى السباق الديمقراطى، فأساس حملة ساندرز جذب الناخبين الشباب الذين لا يلتفتون عادة للسياسة.
من ناحية أخرى، قالت مجلة تايم الأمريكية إن التمرد الجمهورى الكبير سيبدأ مساء اليوم فى أيوا، لافتة إلى أن هناك تشابها كبيرا بين تيد كروز ودونالد ترامب، فكلاهما فنان فردى فى فريق جماعى، وهما محرضان يتعاملان مع قيادات الحزب على أنهم حقائب للكم، لكن الاختلاف الكبير بين الرجلين فى الشكل والمضمون يثير مخاطر أن يكون السباق غير حاشد فى تلك الولاية الصغيرة أيوا.