للمرة الثانية خلال شهر واحد، أعدت جماعة الإخوان دراسة جديدة حول الحديث المثار فى أمريكا عن إدراجها منظمة إرهابية، وهى الخطوة التى تعكس مدى قلق الجماعة من اتجاه إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لتصنيفها جماعة إرهابية.
وفى البداية، استبعدت دراسة الإخوان التى أعدها عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى لجماعة الإخوان فى الخارج، ونشرت عبر الموقع الذى يشرف عليه المسمى بـ"المعهد المصرى للدراسات السياسية والإستراتيجية" أن تدرج أمريكا جماعة الإخوان على قوائم المنظمات الإرهابية.
ويتبين من الدراسة أن الإخوان مولت مراكز بحثيه خلال الفترة الماضية لإصدار دراسات تجمل من صورة الجماعة الإرهابية، حسبما أكد مراقبين لحركات التيارات الإسلامية، مشيرين إلى أن الجماعة وضعت خطة تكسير عظام ضد الإدارة الأمريكية حتى لا يتم تصنيفها منظمة إرهابية، مؤكدين أن هناك قوى إقليمية ستساعد الإخوان ولن تسمح بإدراجها منظمة إرهابية، نظرًا لأن هذه القوى تستخدم الإخوان لتحقيق مآربها، واصفين دراسة الإخوان بمثابة التحدى من الجماعة لإدارة "ترامب".
وتزعم دراسة "دراج" التى حملت عنوان "سياسات ترامب: ضد الإخوان أم ضد الإسلام؟"، أن محاولات إدراج إدارة "ترامب" الإخوان جماعة إرهابية محاولة لحصار العمل الإسلامى حول العالم، مضيفة: "يمكن الإدعاء بسهولة بالارتباط بين أى شخص أو مجموعة من الأفراد أو منظمة إغاثية أو حقوقية..إلخ مع جماعة الإخوان بعد تصنيفها كمنظمة إرهابية دولية، وهو ما يترتب عليه آثار كثيرة منها المضايقات الأمنية، سواء بوجود اتهام من عدمه، والحرمان من دخول الولايات المتحدة، وتجميد الحسابات البنكية والممتلكات، وتتبع التحويلات المالية أيا كان الغرض منها، وتوجيه التهم الجنائية، مما يعرقل عمل الكثير من الأفراد والمؤسسات أيا كان مجال عملهم وجنسياتهم، وبصرف النظر عن صحة الاتهام بوجود علاقة مع جماعة الإخوان من عدمه".
كما زعمت الدراسة أن فكرة إدراج الإخوان منظمة إرهابية أمرا غاية فى الصعوبة، موضحة: "مشروع قانون مثل هذا لن يكون من السهل أن يأخذ أولوية فى ظل الأجندة الداخلية المزدحمة لقادة الكونجرس فى مجالات الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية".
وواصل "دراج" أكاذيبه فى الدراسة بالقول: "لقد ترتب على وصول دونالد ترامب إلى موقع الرئاسة فى البيت الأبيض تعرض الإسلاميين بشكل خاص والمسلمين بشكل عام لتهديدات مباشرة وسريعة تمثلت فى مشروعات قرارات تطلب من الإدارة الأمريكية تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية أجنبية، ولا تحتاج الإدارة فى الواقع لمثل هذه الطلبات بل بدأت فى التجهيز لاستصدار هذا التصنيف بشكل سريع، وكانت الأهداف السياسية الظاهرة خلف هذه التوجهات بالأساس تحجيم نفوذ وأثر المنظمات الإسلامية الأمريكية الصاعدة، وتحجيم العمل الإسلامى حول العالم، فضلا عن الاستجابة للضغوط الواقعة من بعض حلفاء الولايات المتحدة ممن يحملون عداوات سياسية مع الإخوان بشكل خاص والإسلاميين بشكل عام".
وأضاف رئيس المكتب السياسى للإخوان فى الخارج: "بذلك يمكن القول بأن الهجمة المرتقبة على المسلمين وعلى الإسلاميين مدفوعة بخليط من الأيديولوجيا ومن رؤى ساعية للهيمنة الإمبراطورية" – على حد زعمه.
من جانبه، وصف طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، دراسة عمرو دراج بأنها تعبر عن مخاوف عميقة لدى الإخوان من مساعى ترامب من اعتبار الإخوان منظمة إرهابية، موضحًا أن هناك قوى إقيليمة ستساعد الإخوان فى مسعاها لمواجهة دونالد ترامب.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان فى تصريحات لـ"انفراد" أن هناك قوى غربية ستحمى الجماعة، فبريطانيا لن تسمح بأن تسقط جماعة الإخوان، وكذلك الإتحاد الأوروبى، بل الشريك الرئيسى فى الحكم فى أمريكا وهم الديمقراطيين، لن يقبل أن تتحول الإخوان إلى جماعة إرهابية.
وتابع طارق أبو السعد قائلًا: "هذا ليس من أجل سواد عيون الإخوان، وليس لأنهم لم يمارسوا عنف أو أنهم جماعات إسلام وسطى، وإنما لأن إدراج الإخوان كجماعة إرهابية يضر كل من كان يحمى ويستخدم الإخوان، وإذا نجح ترامب فى تحويلهم لمنظمة إرهابية، فهذا يعنى بالنسبة للقوة الإقليمية أن الإخوان لن يصلحوا أن يمارسوا أى دور فى المنطقة بعدها، بالتالى لن يسمحوا بسقوطها، فمازال البريطانيون يريدون من الإخوان أن يقدموا لهم خدمات فى المنطقة مستقبلا".
وفى السياق ذاته، قال أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن القيادى عمرو دراج يريد أن يدفع بالشارع العربى من خلال خطة ممنهجة لضرب المصالح الأمريكية بعدما وصلت ردود للتنظيم الدولى من خلال وسطاء من الاتحاد الأوربى حول إصرار الإدارة الامريكية الجديدة على إدراج جماعة الإخوان على القوائم الإرهابية.
وأضاف أن التنظيم الدولى للإخوان قرر أن ينفذ خطة تكسير عظام ضد الإدارة الأمريكية - بشن حملة تصريحات ممنهجة لكافة قيادات الإخوان فى الوطن العربى - بأن الإدارة الأمريكية تتجه لمحاربة الإسلام وليس جماعة الإخوان - والتحرك الإعلامى سيكون فى سبع دول عربية من بينهم الاْردن وتونس والمغرب والجزائر.
وتابع: "لأن دراج يدرك جيداً أن آخر ورقة يمكن استخدامها هو تحرك سياسى إسلامى فى الشارع العربى حتى يضع الإدارة الأمريكية فى مرحلة الاختيارات ما بين تعطيل مصالحها أو أن تتراجع عن إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، وهذا فى رأيى يتوقف على تحريك رؤس أموال تخص التنظيم كنوع من المساومة لمساندة تحرك عمرو دراج".