ترددت أمس الجمعة أنباء تفيد بأن المرشح اليمينى فرنسوا فيون، سينسحب من سباق الرئاسة الفرنسية، استعداً لمحاكمته فى قضية فساد تخصه وزوجته فى شأن تقاضى أجور من عمل وهمى كلفها فيون به، وأن الخطة "ب"، تقضى بترشح ألان جوبيه بدلا منه حال انسحابه، وسيتم تطبيقها بالفعل وأن الأمر مسألة وقت.
وتجلى ذلك بعد انسحاب مجموعة كبيرة من المسئولين عن حملته الانتخابية، وعلى رأسهم المتحدث باسم فيون، اليوم الجمعة، الذى ترك مهام عمله فى صف فيون، والذى أكد أن إنسحابه كان بسبب التحقيقات فى وظائف شغلتها بينلوب زوجة فيون كملحقة برلمانية لزوجها ولمن انتخب مكانه، طوال أكثر من 15 عاماً، وذلك مقابل نحو 680 ألف يورو، وكذلك كمتعاقدة مع مجلة ثقافية يملكها شخص مقرب من رئيس الوزراء الأسبق.
وكتب تيرى سولير على حسابه فى "تويتر": "قررت وضع نهاية لمهامى كمتحدث باسم فرنسوا فيون"، وبذلك ينضم سولى إلى لائحة من المسؤولين الذين تخلوا عن فيون مؤخراً إثر تورطه فى تحقيق قضائى.
ولم يكن سولير الأول الذى يتقد باستقالته، إذ أعلن سيباستيان لوكورنو، نائب مدير حملة المرشح للانتخابات الرئاسية عن أحزاب اليمين الفرنسية، فرنسوا فيون، استقالته من منصبه، أمس الخميس، وأكد فى بيان مقتضب بأنه يريد أن يكرس وقته لبلدته فيرنون التى يشغل منصب عمدتها.
كما كان الوزير السابق برونو لومير قد انسحب الأربعاء من فريق حملة فيون، بعد قرار الأخير التمسك بترشحه رغم عزم القضاء على توجيه اتهام له قريبا.
وقالت من جانبها صحيفة " لو كانار اونشينيه" الفرنسية أن احتمالات انسحاب المرشح الفرنسى زادت اليوم خاصة بعد إجرائه مكالمة هاتفية صباح اليوم مع رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه، تحدثوا خلالها عن إمكانية تولى جوبيه مكان فيون فى معسكر اليمين حال انسحابه، وعبر عن موافقته إذا حدث ذلك.
وبالفعل أبدى رئيس الوزراء الفرنسى الأسبق آلان جوبيه استعداده لكى يحل محل مرشح اليمين الفرنسى للرئاسة فى حال انسحابه من السباق الرئاسى، بحسب ما ذكرت أوساط جوبيه اليوم الجمعة.
وقال مصدر مقرب من المرشح الذى خسر الدورة الأولى من انتخابات اليمين إن جوبيه (71 عاماً) "لن يرفض إذا كانت الظروف متوافرة، أى أن يعلن فرنسوا فيون انسحابه، وأن تلتف أوساط اليمين والوسط وحزب الجمهوريين، حوله".
وفى مطلع السنة، كان فيون الذى اختير مرشحاً لليمين الفرنسى فى نوفمبر، يعتبر الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة، لكن شعبيته تراجعت بعد الكشف عن قضية حصول زوجته بينيلوب وابنته وابنه رواتب نتيجة وظائف برلمانية قد تكون وهمية.
ولكن فى حال ترشح آلان جوبيه بدلا منه سوف يقلب موازين الانتخابات، وهو ما اثبته استطلاع للرأى أجراه معهد أودوكسا لصالح صحيفة " لو فيجارو" الفرنسية، أن جوبيه سيحصل على 26.5% فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بينما حصل ماكرون على 25%، ومارين لوبان 24%، حال ترشحه لمعسكر اليمين بدلاً من فرنسوا فيون، مشيرا إلى أن الفروقات بين الـ3 مرشحين قريبة للغاية.