"2017 عام أفريقيا" شعار رفعه رجال الأعمال المصريين مع نهاية العام الماضى، وبدأوا بالفعل فى رسم خريطة لتفعيل هذا الشعار سواء من خلال زيادة الصادرات أو الاستثمارات المصرية بدول القارة السمراء، أو استضافة الوفود وتفعيل اللقاءات مع سفراء تلك الدول بالقاهرة، مستغلين بدء تحسن العلاقات السياسية المصرية مع أفريقيا، وتميز العلاقات التاريخية التى يمكن البناء عليها بعد سنوات من الأهمال.
ولم يكن الاهتمام بأفريقيا هى السمة الوحيدة، ولكن أيضًا العلاقة التجارية معها، وللمرة الأولى بدأ رجال الأعمال تطبيق سياسة "المنفعة المتبادلة" مع دول القارة السمراء، وهو ما اتضح من خلال نتائج الزيارة الأخيرة لوفد ضم 66 من رجال الأعمال المصريين لكينيا وأوغندا، وما تبعها من اجتماع لرئيس مجلس الأعمال المصرى الكينى مع سفر كينيا بالقاهرة.
زيارة وفد رجال الأعمال لكينيا وأوغندا، والتى استغرقت 7 أيام، أنهت 5 اتفاقيات بين الجانبين لزيادة التبادل التجارى بين الدولتين إلى مليار دولار خلال عامين من خلال تشكيل مجموعات عمل من الطرفين تتولى مسئولية تعظيم التبادل التجارى فى قطاعات الهندسية، البتروكيماويات، الزراعة، الصحة، الطاقة، والأغذية على أن تنعقد تلك الاجتماعات المشتركة للمتابعة بصفة ربع سنوية.
وبجانب تلك الاتفاقيات، تم افتتاح أول مركز لوجيستى لمصر بالعاصمة الكينية مومبسا على مساحة 50 ألف متر مربع، وصله حتى نهاية الشهر الماضى 21 حاوية لمنتجات مصرية (مواد بناء، أغذية، كيماوية، هندسية)، بالإضافة إلى تأسيس شركة فى كينيا برأس مال مصرى خالص لتكون منفذ الترويج والاستيراد للمنتجات المصرية إلى شرق أفريقيا، أما على الجانب الكينى تم الاتفاق على إنشاء مصنع تعبئة وتغليف الشاى فى المنطقة الصناعية بالعين السخنة لتصديره للدول الأوروبية والخليج العربى، ومنطقة شرق وسط آسيا.
ويتضح أيضًا سياسة المنفعة المتبادلة، من خلال تبرع شركة "فاركو" مصر بوحدة معامل متنقلة لتحليل الدم وألف وحدة علاجية لعلاج 300 حالة من فيروس سى، ووحدة عيادة متنقلة والقيام على إدارتها من خلال أطباء مصريين، بالإضافة إلى واستقبال بعثات تعليمية فى القطاع من كينيا للتدريب والتطوير بالمستشفيات المصرية مقابل التقدم بطلب اعتماد وتسجيل 30 دواء مصرى فى فترة وجيزة لبيعهم فى السوق.
وعلى مستوى الطاقة، وقع عدد من رجال خطابات لإنشاء محطات طاقة شمسية، بقدرة 250 ميجا وات ممولة بالكامل من الجانب المصرى، ويورد إنتاجها للحكومة الكينية طبقًا لتعريفات الشراء فى الدولة، وحتى على مجال السياحة اتفق رجال الأعمال على إنشاء وكالة سياحة بكينيا لزيادة السائحين من البلدين.
ويقول رجل الأعمال حسام فريد رئيس مجلس الأعمال المصرى الكينى، إن كلمة السر فى تحسن العلاقات مع إفريقيا يتحقق من خلال التبادل التجارى وتحقيق المنفعة المتبادلة، وليس التعامل معها بأنها سوق كبير لتصدير المنتجات المصرية فقط، متابعاً :"مخطأ من يعتقد أن أفريقيا هى ملجأ للصادرات المصرية، والدليل أن تلك السياسة اتبعناها فى السابق وأثبتت فشلها، خاصة وأن الدول الأفريقية أصبح لديها بدائل كثيرة بخلاف مصر".
وأضاف فريد، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن رجال الأعمال المصريين يرغبون فى زيادة التبادل التجارى مع أفريقيا، ولن تكون زيارة كينيا هى الزيارة الوحيدة، مشيرًا إلى أن هناك وفد من رجال أعمال مصريين سيزورون أوغندا نهاية الشهر الجارى، كما سيشارك وفد من رجال الأعمال بمؤتمر جنيف أفريقيا، وهو أكبر مؤتمر لتقديم التمويل للمشروعات التنموية بأفريقيا.
وكشف حسام فريد عن استهداف رجال الأعمال تشكيل تكتلات لإنشاء 12 مزرعة بـ12 دولة أفريقية، بمتوسط 50 فدان لكل مزرعة، موضحًا أن إنشاء المزارع يستهدف أولًا تلبية احتياجات الحكومات الأفريقية فى الزراعة، والثانى ضخ استثمارات مصرية سواء فى تصدير ميكنة ومعدات مثل المضخات، المحركات، الخلايا الشمسية، الجرارات، نظم الرى وتعظيم تصدير الأسمدة المصرية، وذلك بهدف تأمين سد احتياجاتنا المحلية من الذرة الصفراء والشاى والقهوة والتبغ بأسعار مناسبة تساهم فى تخفيض أسعار المنتجات.
وأشار رئيس مجلس الأعمال المصرى الكينى إلى أن جهود رجال الأعمال لزيادة التبادل التجارى مع أفريقيا تدعمها القيادة السياسية، وهو ما اتضح من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لكينيا فى نهاية زيارة وفد رجال الأعمال، لافتًا إلى أن المجلس تقدم بتقرير عن نتائج الزيارة للرئيس.