فى مشهد غير معتاد بالولايات المتحدة، وقعت اشتباكات دموية وعنيفة بين مؤيدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومعارضيه، بعدما قرر أنصار الرئيس تنظيم مظاهرات فى الكثير من الولايات للتعبير عن دعمهم له، فى الوقت الذى فجر فيه ترامب قنبلة سياسية جديدة بمزاعمه التى اتهم فيها سلفه باراك أوباما بالتصنت عليه داخل برجه المعروف باسم برج ترامب فى نيويورك قبل الانتخابات الرئاسية العام الماضى.
ففى مدينة بركيلى بولاية كاليفورنيا، اشتبك أنصار ترامب خلال مسيرتهم بمحتجين فى تلك المدينة التى تميل نحو اليسار، فيما بدا أنه حلقة من العنف التى شابت سلسلة من المسيرات والفعاليات المريدة للرئيس الأمريكى حول البلاد. حيث قام كل فريق بضرب الآخر على الرأس بعصى خشبية، وأطلق أنصار ترامب رذاذ الفلفل على المحتجين بينما وقفت شرطة مكافحة الشغب بعيدا عما يجرى.
وقال منظمو مسيرات تأييد ترامب التى حملت شعار "روح أمريكا"، والتى أقيمت فى 28 ولاية على الأقل إنهم توقعوا خروج أعداد أقل من الحشود الضخمة التى شاركت فى الاحتجاجات ضد ترامب فى شوارع واشنطن ومدن أخرى عقب يوم من تنصيب الرئيس فى 20 يناير الماضى، وهى المظاهرات التى اشتهرت بالقبعات الوردية.
وكانت توقعاتهم صحيحة، ففى كثير من المدن الكبيرة والصغيرة، لم يتجاوز المشاركون فى تأييد ترامب المئات، وبعضهم تخطته مجموعات صغيرة من المحتجين المناهضين لترامب الذين تجمعوا للهتاف ضد المؤيدين له.
يأتى هذا فى الوقت الذى أثار فيه الرئيس ترامب غضبا وجدلا جديدا بمزاعمه ضد الرئيس السابق باراك أوباما والتى اتهمه فيها بالتنصت على هواتفه.
ونشر ترامب مساء السبت مجموعة من التغريدات على حسابه على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، قال فيها إن أوباما تصنت على مكالماته فى برج ترامب قبل وأثناء الحملة الانتخابية، وقبل إجراء الانتخابات، ووصف ترامب هذا الأمر بالكارثية وتساءل "هل من القانونى أن يتصنت رئيس حالى على آخر قبل الانتخابات".. وأضاف فى تغريدة أخرى: "كيف وصل الرئيس أوباما لهذا المستوى المتدنى ليتنصت على هواتفى خلال العملية الانتخابية المقدسة للغاية.. هذا هو نيكسون- ووتر جيت" فى إشارة إلى الفضيحة السياسية الأشهر فى التاريخ الأمريكى، واصفا أوباما بأنه شخص سىء و مريض.
من جانبها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسئولين أمريكيين مطلعين على التحقيقات التى تجرى حول التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية قولهم، إنه لا يوجد أى تنصت على ترامب. وعلق متحدث باسم أوباما فى بيان قائلا: "لم يأمر الرئيس أوباما بالتجسس على أى مواطن أمريكى".
لكن البيت الأبيض لا يبدو مكترثا بكل هذا. حيث ذكرت تقارير صحفية أمريكية إن ترامب يريد أن يرى التسجيلات السرية المرتبطة بمزاعمه حول التصنت عليه. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن دونالد ماكجان، المستشار القانونى للبيت الأبيض، كان يحاول معرفة ما تملكه الحكومة من سجلات لها صلة بتلك المزاعم.
ونقلت الصحيفة عن مسئول بارز بالبيت الأبيض لم تكشف عن هويته قوله إن ماكجان كان يأمل تأمين الوصول إلى ما يعتقد أنه أمر صادر من محكمة مراقبة الاستخبارات الأجنبية الذى يسمح ببعض أشكال المراقبة التى لها علاقة بترامب ومساعديه.