انتهى وزراء الخارجية والمياه من مصر والسودان وإثيوبيا من الجلسة الافتتاحية لمفاوضات سد النهضة الإثيوبى، المنعقدة فى العاصمة السودانية الخرطوم، لبحث الشواغل المصرية من السد الذى تم إنجاز ما يقرب من 50% من حجم الأعمال المدنية فيه.
وعقب انتهاء الجلسة الافتتاحية، تم عقد جلسة مغلقة بين وزراء ووفود الدول الثلاثة، للاطلاع على التقرير الذى وضعته اللجنة الوطنية الثلاثية للسد من الدول الثلاثة، استمرت ما يقرب من ساعة ونصف، بعدها تم رفع الجلسة وتوجه السفير سامح شكرى وزير الخارجية المصرى للقاء الرئيس عمر البشير، لمدة نصف ساعة، حيث من المقرر أن يلتقى البشير وزير الخارجية الإثيوبى لمدة نصف ساعة.
وأكد وزير الخارجية سامح شكرى، أن اتفاق المبادئ بشأن سد النهضة الإثيوبى، الذى تم توقيعه بين زعماء الدول الثلاث بمصر والسودان وإثيوبيا فى مارس الماضى بالخرطوم، أسس لعلاقة استراتيجية قائمة على أرضية من العلاقات القوية التى تربط بينهم.
وقال شكرى- فى كلمته اليوم الأحد خلال افتتاح الجولة الثانية للاجتماع السداسى لوزراء الخارجية والرى لدول مصر والسودان وإثيوبيا، والذى بدأ أعماله بالخرطوم- إن السودان تقوم بدور هام وإيجابى وله عظيم الأثر فيما تم التوصل إليه من التفاهمات والاتفاقيات التى سبقت، وعلى رأسها اتفاق المبادئ الذى تم التوقيع عليه بين رؤساء الدول الثلاث، لافتا إلى أن العلاقة المصرية السودانية لها طبيعتها الخاصة من روابط الإخاء ووحدة المصير، مؤكدا أننا فى مصر نسعى إلى تفعيل العلاقة التى تربطنا بإثيوبيا كدولة شقيقة.
وأكد أن ما يربط مصر بإثيوبيا ليس فقط نهر النيل الذى يمثل الحياة للمصريين جميعا، مشيرًا إلى أن البلدين يمتلكان تاريخا ممتدا من التراث الإنسانى المشترك الذى نعتز به، ونسعى جاهدين للعمل على صياغة علاقة فى المستقبل قائمة على أن تنعم شعوب الدول الثلاث بالرخاء والتنمية والاستقرار المنشود وبالأمان والاطمئنان لمستقبلهم وحاضرهم، مشددًا على أن العلاقات التى تربط الدول الثلاث، هى علاقات "إيجابية" تؤدى إلى تحقيق المصالح المشتركة بشكل متكافئ كما تؤدى إلى تحقيق طموحات الشعوب فى مستقبل زاهر.
وقال وزير الخارجية "نحن نبنى خلال الاجتماع السداسى الذى تم افتتاحه اليوم بالخرطوم، برعاية سودانية كريمة، على الخطوات التى سبقت، كما نحافظ على اتفاق المبادئ الذى تم صياغته بإحكام"، مؤكدا على ضرورة تهيئة الأرض التى نقف عليها لتكون صلبة، والتى على أساسها سيتم تنمية العلاقات بين الدول الثلاث خاصة فى موضوع سد النهضة.
وأوضح وزير الخارجية، أننا فى مصر نبدى حسن النية والعمل بتفانى وإخلاص من أجل تحقيق كل المبادئ السابقة وسنواصل عملنا فى هذه الجولة بنفس الروح القائمة على الإخاء، والرغبة المشتركة فى التفاهم واستمرار توثيق هذه العلاقة الاستراتيجية الهامة، وإيجاد الفرص لمزيد من تنميتها لتلبى تطلعات وطموحات الشعوب للدول الثلاثة.
وأكد سامح شكرى، على مواصلة العمل بإخلاص واجتهاد حتى نخرج من هذا الاجتماع بما يؤكد على علاقة التعاون القائمة بين الدول الثلاث، خاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة، للانطلاق نحو تدعيم العلاقات فى شتى المجالات.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السودانى الدكتور إبراهيم غندور، أن قضية مياه النيل تعد قضية أمن قومى لدول مصر والسودان وأثيوبيا، مشيرًا إلى أن شعوب وزعماء الدول الثلاث ينظرون باهتمام بالغ لخروج اجتماعات ومفاوضات سد النهضة الإثيوبى بتوافقات وتفاهمات مشتركة تحقق المصالح للدول الثلاث.
وقال إبراهيم غندور- فى كلمته خلال افتتاح الاجتماع السداسى لوزراء الخارجية والرى لدول مصر والسودان وإثيوبيا، والذى بدأ أعماله بالخرطوم- إن الاجتماع الوزارى السداسى اليوم سيستكمل المناقشات السابقة حول سد النهضة، مشيرًا إلى أهمية دور الإعلام فى دعم هذه الأهداف، وأن يلعب الدور الإيجابى فى هذا الملف الحيوى والهام لشعوب الدول الثلاث.
وأضاف وزير الخارجية السودانى أن الاجتماع الحالى الذى يستمر على مدار يومين، يستهدف تنفيذ توجيهات رؤساء الدول الثلاث ويعمل على تحقيق تطلعات شعوبهم، للوصول لتفاهمات لكى نستطيع الاستفادة من الهبة الربانية وهى نهر النيل، مؤكدا أننا سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق التوافق بين البلدان الثلاثة.
وأوضح أن الاجتماع السداسى السابق قبل أسبوعين جلسنا نتحاور حول القضايا المطروحة وتوافقنا على أن نواصل الاجتماع اليوم، مشيرا إلى أنه خلال المسافة بين الاجتماعين كانت هناك تكليفات للجنة الوطنية التى تضم الخبراء والمسئولين من الدول الثلاثة لإعداد تقرير فنى، لافتا إلى أننا طلبنا من الدول الثلاثة أن تطرح شواغلها للوصول إلى توافق حولها من خلال هذا التقرير المشترك.
وأعرب إبراهيم غندور عن أمنياته بأن نصل إلى توافق خلال الاجتماع الحالى، استغلالًا للمناسبات الدينية الحالية التى تعيشها الدول الثلاثة، فضلا عن الاحتفال بأعياد استقلال السودان.
وفى نفس السياق، قال وزير الخارجية الإثيوبى تواضروس ادهانوم، إن مواصلة الاجتماع السداسى للمرة الثانية بالخرطوم خلال أسبوعين يوضح التزامنا باتفاق المبادئ الذى وقعه قادة الدول الثلاث فى مارس الماضى، مشيرًا إلى أن الاتفاق يربط بين مصر والسودان وإثيوبيا بشراكة تاريخية.
وقال تواضروس ادهانوم - فى كلمته اليوم الأحد خلال افتتاح الاجتماع السداسى لوزراء الخارجية والرى لدول مصر والسودان وإثيوبيا والذى بدأ أعماله بالخرطوم- إن شعوب مصر وإثيوبيا والسودان يربطهم نهر النيل الذى يمثل مصيرنا المشترك، مشددًا على أن إرادة العمل للدول الثلاث تتم وفقًا للالتزام باتفاق المبادئ، وأن بلاده ملتزمة بتعزيز التعاون مع مصر والسودان.
وأكد وزير خارجية إثيوبيا على أهمية التوصل إلى اتفاق مشترك فى إطار من الشفافية التى تجمع بين إثيوبيا والسودان ومصر، لتحقيق تطلعات شعوبنا وحكوماتنا فى المصالح المشتركة.
وشدد تواضروس ادهانوم على أن ذلك الاتفاق سيتم من خلال بناء الثقة بين الدول الثلاثة الشقيقة، كما أننا نعمل على تعزيز تلك الثقة بيننا جميعا، ووجه وزير خارجية إثيوبيا الشكر للسودان ومصر، لحرصهما على تعزيز التعاون المشترك فيما يتعلق بنهر النيل وسد النهضة، لما يحقق التعاون الشامل بيننا.