نفى رئيس مجلس إدارة سيمنز "جو كايزر" أن تكون الشركة الألمانية قد أجلت تنفيذ مشاريع محطات الكهرباء التى تعمل بطاقة الرياح فى مصر بسبب تأخر الحكومة المصرية عن تسديد مستحقاتها، وقال فى لقاء خاص بسكاى نيوز عربية من القاهرة أجرته الزميلة مريم صليبا، إن سيمنز تبحث الدخول بمشاريع النقل والقطارات فى مصر وفى السعودية أيضا.
وأضاف كايزر، نحن فخورون بالإعلان رسميا عن وصل هذه الشبكة الأولى بمصر بسعة 4800 ميجا واط، وهى بزيادة 10% عما خططناه سابقا، فى 18 شهرا وهذا خبر عظيم، مؤكدا أنه كان هناك تحديات واجهتهم، حيث إن بناء أكبر محطة للطاقة فى العالم ليس سهلا، وهى تتمثل فى كيفية جعل 24 ألف شخص يعملون على مدى 18 شهرا لإتمام المشروع، ولكننا نجحنا فى مواجهة التحدى.
وأشار رئيس مجلس إدارة سيمنز إلى أن ما يتداول من شائعات حول تأخرهم فى تنفيذ محطات الكهرباء العاملة بطاقة الرياح بسبب تأخر الحكومة المصرية فى سداد مستحقاتها ليس صحيحا، مشيرا إلى أنهم ركزوا اهتمامهم على بناء تلك المحطات الثلاث الكبرى، وفى الوقت ذاته اختاروا موقعا لبناء محطة وقائية خاصة بطاقة الرياح، لافتا إلى أن هناك نحو 500 ميجا واط من محطة إنتاج الطاقة بالرياح التى سيتم بناؤها، وأنهم لن يتسرعوا فى ذلك لأنهم يجب أن يصبح لديهم القدرة على إتمام مشروعهم تمام المقدرة، وليس هناك سبب يدعو للقلق، بحسب قوله.
وحول مصنع الصيانة أكد رئيس مجلس إدارة سيمنز أنه أولا عليهم أن يبنون محطات الطاقة بكامل قوتها وقدرتها على الإنتاج بسعة 14.4 جيجا واط، وذلك قبل مايو 2018، لذلك سيكون لديهم ما بين 6 إلى 9 أشر ليقرروا ما سيبنونه أولاً ثم ثانيا وثالثا، وذلك حتى يقرروا الأمور الأخرى المرتبطة بالطباعة ثلاثية الأبعاد واستخدامها بصناعة شفرات المراوح والتكنولوجيا التى سيتعملونها، وما يتعلق بالخدمة والصيانة مشددا أن الوقف كافٍ لإتمام كل شىء.
وأشار كايزر إلى أن تكلفة المصنع ترتبط بما سيحتاجونه أولا من قطع الغيار، وأيضا بإمكانية تحقيق الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهو ما قد يتراوح بين 50 إلى 100 مليون يورو.
وحول حجم استثمارات سيمنز فى مصر بخلاف الطاقة، أكد كايزر أن استثمارات سيمنز ضخمة، قائلا "عدا الطاقة استثمرت الشركة كثيرا فى فعالية الشبكة والتوزيع، لأن هناك طاقة كثيرة مهدرة، نحن نحاول أن نجعل زبائننا يدخرون الكثير من أموالهم، وهذه أولويتنا"، مشيراً إلى أنهم يتطلعون إلى مشاريع النقل كخطوة ثانية حتى ينتقلون من وضع الاقتصاد الحالى إلى الاقتصاد المطور، وأول ما يحتاجونه هو الطاقة ثم الانتقال إلى البنية التحتية، من خلال بناء مدينة عصرية متطورة كبيرة تكون وسائل النقل فيها مريحة، مثل العربات والمترو، مشددا أن الفرص فى مصر كبيرة للدولة ولشعبها".
وأوضح أن لديهم الكثير من الأفكار الجيدة، قائلاً" نحن نؤمن بمساعدة الشعب المصرى ليحقق التقدم الاقتصادى، وهذا شىء جيد لسيمنز من الناحية التجارية".
وحول استثمارات الشركة بالسعودية والدور الذى ستلعبه سيمنز برؤية المملكة 2030، قال إن الاستراتجية التى وضعها ولى العهد السعودى تشبه الوصفة التجارية، لأنها تتعلق بفاعلية الطاقة، وإمكانية التنقل، وأيضا النظام الصحى وضرورة كونه فعالا ومحليا، وأيضا كيفية التركيز على التصنيع بحقبة ما بعد النفط، مؤكدا أن الشركة تتطلع لكيفية إنشاء المدن العصرية فى المراكز الحضرية، وكيفية الربط بين المدن الكبرى جدة ومكة والمدينة معا لأن المملكة تخطط لاستقبال 35 مليون حاج، وهو ما يحتاج إلى شكبة نقل آمنة ومريحة، وإلى مزيج بين النقل البرى والجوى بين المدن، لهذا فإن هناك أشياء كثيرة يمكن أن تقوم الشركة بها.
وتابع رئيس مجلس إدارة سيمنز إنه يظن أن السعوديين يتطلعون إلى أن يكون هناك استثمار أجنبى كبير، وخاصة فى مجال إنتاج الطاقة، وبالطبع شركة آرامكو هى أكبر شركة نفطية فى العالم، وهى شركة مبتكرة وخاصة فى ما يتعلق بمستقبل ما بعد النفط، مشيرا إلى أن هناك فرص استثمارية كبيرة فى السعودية، والشركة تدرس ما يريدون فعله وفقاً لخطة 2030 وتحدد كيف ستساعدهم.
وأوضح أن الطباعة ثلاثية الأبعاد ستؤثر حتما على جانب الخدمات من مركز التصنيع، لأنهم اليوم جعلوا قطع الغيار مركزية، وإذا كبر الأمر فسيكون أفضل، ولكن ما يرونه فى الطباعة ثلاثية الأبعاد هو أن مراكز الخدمات لن تكون مركزية، حيث ستكون هناك وحدات صغيرة، وهو ما سيؤدى إلى انعدام المركزية فى وحدات إنتاج قطع الغيار وستكون الفعالية والسرعة أكثر، لافتا إلى أن ما يعتقدونه أنه مهم هو البرمجيات التى تساعد فى تحقيق ذلك، وأيضا علم المواد، أو بمعنى آخر المادة أو المسحوق الذى سيتعملونها والتى يجب أن تكون مقاومة للحرارة.
واختتم مؤكدا أنهم لا يهدفون إلى شركات أخرى فى مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، لأنهم سيغلقون منتو جرافيكس قريبا، بعدما أضافوا المحاكاة للتصميم الكهربائى الكهربائى مع المحاكاة للتصميم الميكانيكى، مشددا "لقد وسعنا الهوة بيننا وبين من يحاول اللحاق بنا فى مجال الإنتاج الصناعى الرابع بصورة معتبرة، واليوم هناك فى القاهرة 500 شخص من قطاع منتوجرافيكس، وسنستثمر عضويا وبقوة، لذلك لا نحتاج إلى عمليات شراء كبيرة لبناء شركة التصنيع الرابع المستقبلية".