وسط حالة من التشتت التى تنتاب معسكر اليمين الفرنسى قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية، قطع رئيس الوزراء الفرنسى الأسبق آلان جوبيه الطريق أمام الدعوات التى طالبت بترشحه بديلاً للمرشح فرنسوا فيون، الذى طالته وزوجته بينيلوب فيون تهم فساد، قائلاً فى تصريحات له اليوم إنه لن يخوض سباق الانتخابات الرئاسية و"لن يقدم نفسه وأسرته للراغبين فى تخريب السمعة"، فى دفاع ضمنى عن فيون الذى يخضع وزوجته وابناه منذ فترة للتحقيق فى تهم الفساد المالى واستغلال النفوذ.
وبحسب ما نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليوم الاثنين، قال جوبيه البالغ من العمر 71 عاما: "الفرنسيون يرغبون فى تجديد عميق، وأنا لا أمثل هذا التجديد.. كما أننى لا أرغب فى تقديم عائلتى للذين يقومون بتخريب السمعة".
ورغم دفاعه الضمنى عن فيون الذى خسر أمامه الانتخابات التمهيدية داخل معسكر اليمين، إلا أنه حذر فى الوقت نفسه من تعنت المرشح الحالى، قائلاً إنه يقود نفسه إلى "طريق مسدود".
وجاء قرار جوبيه النهائى على الرغم من تأكيد استطلاعات الرأىأنه سوف يتصدر الانتخابات الرئاسية ويتفوق على المنافسين الأكثر قوة مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية وماكرون الوسطى، حال ترشحه بديلاً لفيون الذى تربع فى المركز الثالث.
ويواجه المرشح اليمينى فرنسوا فيون تهم فساد تتعلق بتقاضى زوجته قرابة 900 ألف يورو نظير توليها وظائف وهمية، فضلاً عن تقاضى ابنيه مبالغ مالية بالطريقة نفسها. ومن المقرر أن يخضع فيون وزوجته أمام سلطات التحقيق مجدداً منتصف الشهر الجارى، فى وقت يتمسك فيه المرشح بأن التهم الموجهة إليه كيدية والهدف من ورائها النيل من فرصته فى سباق الانتخابات الرئاسية.
وأمام آلاف من أنصاره، قال فيون مساء أمس، فى تجمع قرب برج إيفل : "يعتقدون أننى وحيد، لكننى معكم ولن نستسلم ابداً.. انهم يردوننى أن أكون وحيداً، لذا أشكركم على وجودكم بجوارى.. انتم من تحديتم الإنذارات وأحيانا الاهانات".
وأضاف المرشح المحافظ الذى يواجه انشقاقات عدة فى معسكره : "أدين لكم باعتذارات، بينها وجوب الدفاع عن شرفى وشرف زوجتى فى حين أن المهم بالنسبة إليكم وإلى هو واجب الدفاع عن بلادنا.. أدرك تماما حصتى من المسئولية فى هذه المحنة، بعيدا عن الخيانات والروزنامة القضائية وحملة تشويه السمعة التى أواجهها منذ فترة.. إن المشروع الذى أحمله وأؤمن به وتؤمنون أنتم به يصادف هذه المعوقات الكبيرة جراء خطأ ارتكبته".
وتابع: "أننى أقوم بمراجعة ضمير"، مؤكدا أنه لا يحق لمعارضيه أن يدفعوه إلى الانسحاب، وأضاف، "فى يوم ما سوف تظهر أدلة تبرئتى من قبل القضاء، الذى لا أشكك أبداً فى مصداقيته، ومهما كانت نتائج التحقيقات، سوف يشعر عدد كبير من السياسيين وغيرهم ممن اتهمونى بالخجل من أنفسهم، وهنا سيتضح أمام الجميع أنه كانت هناك مؤامرة تحاك ضدى لإجبارى على ترك السباق الرئاسى".
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، شهد معسكر فيون سلسلة من الانسحابات، حيث أعلن حزب اتحاد الديمقراطيين والمستقلين الفرنسى، وقف دعمه وقال زعيم الحزب جان كريستوف لاجارد أثناء مقابلة أجرتها معه إذاعة "واست فرانس": "حزبى يوقف رسميًا دعم فيون.. نحن نطلب من حزب الجمهوريين أن يغيروا مرشحهم ويستبدلوه بآخر، فلن نستطيع بعد اليوم الاستمرار بحلفنا معهم فى ظل هذه الظروف".
وتابع لاجارد: "الكل بات يعرف بأن استمرار فرنسوا فيون فى الحملة الانتخابية للرئاسة أصبح يشكل خطرًا على الجميع وعلى فرنسا".
كما دفعت فضيحة فيون المتحدث باسمه تيرى سولير إلى ترك مهام عمله، حيث أكد على أن انسحابه كان بسبب التحقيقات فى وظائف شغلتها بينلوب زوجة فيون كملحقة برلمانية لزوجها ولمن انتخب مكانه، طوال أكثر من 15 عامًا، وذلك مقابل نحو 680 ألف يورو، وكذلك كمتعاقدة مع مجلة ثقافية يملكها شخص مقرب من رئيس الوزراء الأسبق.
وكتب سولير على حسابه فى "تويتر": "قررت وضع نهاية لمهامى كمتحدث باسم فرنسوا فيون"، وبذلك ينضم سولى إلى لائحة من المسئولين الذين تخلوا عن فيون مؤخراً إثر تورطه فى تحقيق قضائى.