طبول الحرب تدق فى آسيا وتجر ترامب لمعركة المصير المجهول.. بيونج يانج تعلن استهدافها قواعد أمريكية باليابان ورئيسها يأمر بالتأهب "لضرب العدو".. واشنطن ترد بنشر منظومة "ثاد".. وتؤكد: نستعد بكامل قدراتنا

فى تطور خطير ينبئ برقعة جديدة من الصراع العسكرى، أعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن عملية إطلاق الصواريخ الأربعة التى أجرتها بيونج يانج، الأحد، كانت تدريبا على ضرب القواعد الأمريكية فى اليابان، وهى الخطوة التى دفعت الولايات المتحدة لنشر نظام الدفاع الصاروخى المتطور الخاص بها "ثاد" فى كوريا الجنوبية. وقامت الولايات المتحدة، الأثنين، بنشر منظمومة "THAAD" المتطورة التى تعمل على إسقاط الصورايخ الباليستية التى تطلقها كوريا الشمالية، فى تطور ينبئ بدق طبول الحرب. وقال الأميرال هارى هاريس، قائد القيادة الأمريكية فى المحيط الهادى:" إن الأعمال الاستفزازية المستمرة من جانب كوريا الشمالية، التى شملت إطلاق صواريخ باليستية متعددة، تؤكد فقط حكمة قرار تحالفنا، العام الماضى، بنشر منظومة "ثاد" فى كوريا الجنوبية. وأضاف "سنحترم بحزم التزامات تحالفنا مع كوريا الجنوبية ومستعدون للدفاع عن أنفسنا والوطن الأمريكى وحلفائنا". وهناك حالة من حرب التصريحات المثيرة بين كوريا الشمالية من جهة ودول التحالف، الذى يضم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، من جهة أخرى. حذرت بيونج يانج من أن التدريبات العسكرية التى قامت بها واشنطن وسيول فى الأول من مارس قد تؤدى بشبه الجزيرة الكورية وشمال أسيا إلى "كارثة نووية". وأفادت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية، الثلاثاء، بأن كيم جونج أون خلال متابعته لعملية إطلاق الصواريخ البالستية، أمس الاثنين، أمر القوات الاستراتيجية الكورية الشمالية، قائلا: "فى ظروف الوضع الخطير، حيث يمكن أن تبدأ حرب فى أى لحظة، يجب الحفاظ على مستوى عال من الاستعداد" وتوجيه الضربات إلى "العدو" بعد أن تأمر قيادة الحزب بذلك. فيما سارع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نحو إجراء اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اليابانى، شينزو آبى، لبحث تداعيات التصريحات الاستفزازية لكوريا الشمالية، وأكد أنه مع اليابان 100% فى حين أن مجلس الأمن سيقوم بعقد جلسة طارئة غدا الأربعاء لبحث تداعيات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية. كما أجرى اتصالا برئيس كوريا الجنوبية بالنيابة هوانج كيو آن. وأكد ترامب، فى بيان نشره البيت الأبيض، أن إدارته "ستتخذ المزيد من الخطوات لتعزيز قدرات الردع والدفاع ضد الصواريخ الباليستية عن طريق استخدام كامل القدرات العسكرية للجيش الأميركي". فيما تعهد الزعماء الثلاثة بالتواصل عن كثب ليثبتوا لكوريا الشمالية "أن هناك عواقب وخيمة لأفعالها التهديدية والاستفزازية". غير أن خطوة نشر منظومة الدفاع الصاروخى الأمريكية فى كوريا الجنوبية قبالة الصين، أثارت إحتجاج بكين، حيث أصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانا تعارض فيه نشر نظام "ثاد"، بإعتباره يمثل تهديدا على أمنها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، عن محللين قولهم إن الصين تخشى أن يمنح نظام الدفاع الصاروخى للولايات المتحدة القدرة على سرعة إكتشاف وتتبع الصواريخ التى تطلقها. وإستخدمت الخارحية الصينية فى بيانها الثلاثاء، لجهة تحذيرية، قائلة "إن الصين ستتخذ الخطوات اللازمة لحماية مصالحها الأمنية، وسيكون على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تحمل العواقب". وحذر المتحدث باسم الخارجية جين شوانج أن كلا البلدين عليهم ألا يذهبا إلى أبعد من ذلك وأن يعودا عن الطريق الخطأ". وقال يانج شيو، المسئول الصينى الرفيع السابق الذى أشرف على محادثات سابقة مع كوريا الشمالية، إن الصين قلقلة لأنه نظام الدفاع الصاروخى من شأنه أن يفتح الباب لشبكة أمريكية أوسع من الأنظمة المضادة للصواريخ فى المنطقة، وربما فى أماكن مثل اليابان والفلبين لمواجهة الجيش الصينى المتنامى. وكانت وسائل الإعلام الحكومية فى الصين قد حثت مواطنيها على مقاطعة المنتجات والشركات الكورية الجنوبية بسبب اتفاق سيول وواشنطن العام الماضى للبدء فى نشر منظومة الدفاع الصاروخى، يوليو المقبل. وقامت السلطات الصينية مؤخرا بغلق 23 محلا مملوكا لـ "لوتى"، وهو تكتل كورى جنوبى، وافق على منح أرض لسلطات بلاده للاستخدامها فى نشر "ثاد". ويعتقد أن كوريا الشمالية لديها الآلاف من مدافع المدفعية التى تستهدف جارتها الجنوبية، وهو ما يشكل مصدر قلق خاص لسيول، التى تبعد 35 ميلا عن الحدود الكورية الشمالية. واستطاع ثلاثة من الصواريخ البالستية التى أطلقتها بيونج يانج، هذا الأسبوع، السفر نحو 600 ميل وصولا إلى بحر اليابان قبل أن تهبط داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة باليابان وهبط الصاروخ الرابع خارجها. فيما تحمل كل بطارية من نظام الدفاع الصاروخى الأمريكى "ثاد"، ما لا يقل عن 6 قاذفات محمولة على شاحنة تحمل ما يصل إلى 8 صواريخ بكل منهما. وبحسب مسئولون عسكريون من واشنطن، فإن النظام يوفر قدرات دفاعية بحتة، لكنه مزود أيضا برادار قوى وهو ما يثير قلق المسئولين الصينيين لئلا يتم استخدامه فى مراقبة المجال الجوى الصينى.