فى تحرك مفاجئ طالبمحمد الحديدى، صهر خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، بإجراء مصالحة بين جماعة الإخوان والدولة في مصر ، حيث أعلن عن تدشين تجمع سياسي جديد يحمل إسم "عقل مصر"، ويسعى لإجراء مصالحة، وهو ماوصفه سياسيون فى تصريحات لـ "انفراد" بالأمر الذي لن يقبله الشعب المصرى .
وأفردت فضائية الشرق- الموالية لجماعة الإخوان- حواراً تلفزيونياً مع محمد صالح الحديدى بوصفه المتحدث بإسم تجمع "عقل مصر"، وأشارت أثناء الحوار إلى علاقة المصاهرة التي تجمعه مع خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، والرجل الأبرز داخلها، والمسجون حاليا في سجن العقرب بموجب عدة أحكام قضائية بعضها يصل إلى عقوبة المؤبد.
وأكد الحديدى أثناء الحوار الذي أٌجرى فى اسطنبول بتركيا أنه حتى الأن لم تخرج مبادرة حقيقية من جانب الإخوان والقوى المصطفة إلى جوارهم تتضمن مصالحة لكى يتم عرضها على النظام السياسي في مصر مضيفا :" نحن في موقف لا يحتمل الاستمرار في النزيف والصراع وفي كل يوم هناك ارواح تُزهق وأنفس تُقتل من الضباط والجنود والعساكر والمدنيين"
وأضاف الحديدى:"نتلقى إتصالات من داخل السجون تشتكى من الظروف الصعبة والمؤلمة، "واصفا الوضع الحالى بـ"المصيبة" وتابع:"كم ضابط جيش وشرطة قُتلوا بدم بارد؟، وكم مسيحى قُتل فى القداس؟ وكم مسيحى هُجر من بيته؟ .
واستند الحديدى على تصريحات مكرم محمد أحمد النقيب الأسبق للصحفيين حول فتح باب التوبة للإخوان وأضاف :"العالم كله يتحدث عن المصالحة " ، كما أشار إلى ضرورة تقديم ورقة مقنعة من الإخوان للصلح، والإستجابة لمطالب السلطة فى مصر ومنها عدم مشاركة الجماعة فى العمل السياسى، أو التنافسى مقابل وقف تنفيذ أحكام الإعدام، والإفراج عن عناصر الجماعة من داخل السجون .
وردا على سؤال بشأن مايسمى بـ"شرعية محمد مرسى" قال الحديدى :"الشريعة تتعامل مع الواقع حتى وإن كان غير شرعى"
من ناحيته قال نبيل ذكى، المتحدث الرسمى لحزب التجمع، أنه لا يمكن المصالحة مع جماعة الإخوان وهي أساس العنف فى العالم، وخرجت منها داعش والقاعدة، موضحاً أن، المصالحة تكون مع حزب سياسى، وليس مع جماعة قاتلة إرهابية، لا تعترف بالوطن أو الوطنية، وليس لديها انتماء.
وأضاف المتحدث الرسمى لحزب التجمع، لـ"انفراد" أن الشعب المصرى تعلم الدرس جيداً، ولن يتصالح مع جماعة تهدف لتمزيق النسيج الوطني، فالتنظيم هو أساس جميع الجماعات الإرهابية منذ نشأته فى عام 1928 وحتى الآن، متابعا :"لا يوجد فرق بين الإخوان وداعش وكذلك بين الإخوان والقاعدة وبالتالى لا يمكن التصالح مع الإرهاب"
من جانبه قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن تصريحات محمد الحديدى تأتى تزامنا مع تصريحات مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، حول ضرورة فتح باب التوبة أمام الإخوان، موضحا أن تصريحات صهر خيرت الشاطر رغم أنه بعيد عن الإخوان ولكنها تعبر عن الأزمة الكبرى التى يعانى منها التنظيم .
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"انفراد" أن هناك شكوك لدى شباب الإخوان من عجز الجماعة خلال للفترة الحالية ، سواء فى طرح أى مبادرات على مستوى الإنقسام الداخلي أو على مستوى الاسئلة المطروحة عليها من الأهداف المقبلة للجماعة واسباب الفشل.
وأشار حبيب، إلى أن كافة المراجعات التى خرجت خلال الفترة الماضية من الجماعة كانت مراجعات شخصية، وليست مراجعات صادرة عن التنظيم، موضحا أن هناك أصوات من الإخوان تطالب بالمصالحة ، وأوضح الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن تصريحات صهر الشاطر تعد بالونة اختبار أطلقها الإخوان، خاصة فى ظل تصريحات سابقة لإبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان أن الجماعة مستعدة لقبول المبادرات، لذلك أطلق صهر الشاطر تلك الدعوات كى يرى الإستجابة من الرأى العام حولها.
وفى السياق ذاته قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بالإخوان، إن تلك الدعوات والتصريحات الخاصة بالمصالحة لن تلق قبول لدى الشعب المصري، خاصة ان الجماعة وأفرادها ما زالوا يمارسون العنف والتحريض سواء الداخلى، أو الخارجى ضد الدولة المصرية.
وأضاف القيادى السابق بالإخوان، أن هذه الدعوات لن تلق أى رد، ولن يكون لها أى نتيجة مثلها مثل الدعوات التى سبقتها، ولكنها تدل على ضعف الإخوان، وعدم وجود تأثير لهم، خاصة ان هناك شخصيات قريبة من الجماعة تبحث عن إيجاد حل للتنظيم عبر دعوات المصالحة التى صدرت فى وقت سابق على لسان شخصيات على صلة بالجماعة أو قريبة منها .