قام وفد روسى، برئاسة ميخائيل ريزنتشينكو، المدير العام لشركة «تيج بروم إكسبورت» للأعمال الثقيلة المتخصصة فى الحديد والصلب، بزيارة خاصة لـ«انفراد» للحديث عن تطوير مصنع الحديد والصلب فى حلوان، والوقت الذى سيتم خلاله عملية التحديث، وتم عمل ندوة مع الوفد وحوار مع المدير العام لشركة «تيج بروم إكسبورت»، وإلى نص الحوار..
حدثنا عن شركتكم.. وما هدف زيارة مصر؟
- شركة «تيج بروم إكسبورت» هى شركة حكومية تدخل ضمن مؤسسة «روس تك» الروسية التى يتواجد تحتها عدد من الشركات، تأسست شركتنا عام 1957 وتختص فى إنشاء مصانع الحديد والصلب، حيث كانت تعمل من خلال الدعم المخصص من جانب الاتحاد السوفيتى للبلدان الصديقة.
أنشأت الشركة العديد من المصانع حول العالم، وهذه المصانع تنتج اليوم حوالى 53 مليون طن صلب سنوياً، وأسسنا عددا من المصانع الضخمة للحديد والصلب فى الهند، والتى تعد حتى الآن قاعدة صناعية للصناعة الثقيلة هناك، وأيضاً هناك عدد من المشروعات فى الجزائر والصين.
أما عن هدف الزيارة إلى مصر هو أننا حصلنا على دعوة من مصنع الحديد والصلب فى حلوان لتطوير وتحديث المصنع، ونحن سنكون المقاول الرئيسى لمصر للتحديث العميق لمصنع الحديد والصلب فى حلوان، كما نشارك فى ندوة رجال الأعمال الروس والمصريين، وستكون الشركة عضوا فى الوفد الروسى خلال الاجتماع العاشر للجنة الأعمال الروسية المصرية ويرأس الوفد وزير الصناعة والتجارة الروسى دينيس مانتوروف.
ما المشاكل التى تواجه مصنع الحديد والصلب فى حلوان؟
- يجب القول، إنه للأسف يوجد عدة مشاكل وهى أن إنتاجية المصنع الآن حوالى 25 - %30 من الإنتاج المخطط له، وهناك أيضاً مشاكل فنية تؤدى لانخفاض الإنتاجية وهى عدم وجود فحم الكوك باستمرار.
ما هى مميزات شركة «تيج بروم إكسبورت» عن باقى الشركات الروسية؟
- حصلت شركتنا على خطاب من مصنع الحديد والصلب فى عام 2015 لتطويره، وهناك أسباب اقتصادية لتطوير المصنع، وهى زيادة إنتاجية المصنع لتقل التكلفة الخاصة بالحديد، حيث إنه كلما زادت إنتاجية المصنع تقل التكلفة وتزداد الأرباح.
واجتمعنا مع المهندس محمد سعد نجيدة، رئيس شركة الحديد والصلب المصرية الأسبوع الماضى، وقدمنا الاقتراح الفنى لتطوير وتحديث المصنع، ونتمنى أن يكون عرضنا هو أفضل عرض، لأننا نقوم بهذا العمل منذ وقت طويل، وقمنا بمثل هذا الأمر فى باكستان والهند.
كم ستكون تكلفة تطوير مصنع الحديد والصلب بحلوان؟
- هذا التطوير يتوقف على عدة عوامل لأن تطوير المصنع سيساعد على تطوير عدد من الصناعات الأخرى، وتكلفة تطوير المصنع يمكن أن تكون ضخمة إذا أراد الجانب المصرى إدخال التكنولوجيا الحديثة، وفى هذه الحالة لا يمكن تحديد تكلفة محددة، ولكنه إذا تم تحديث المعدات فقط ستتراوح التكلفة من 600 - 800 مليون دولار، وسيستغرق الأمر سنتين من العمل.
ماذا مشكلة فحم الكوك التى تواجه مصنع الحديد والصلب؟
- مشكلة فحم الكوك عالمية وليست خاصة بمصر فقط أو مصنع حلوان، ولذلك يجب على مصر إيجاد مصدر لتوريد مثل هذا الفحم لمصنع الحديد والصلب، لأن بعد تطويره وتحديثه يبدأ العمل بكفاءة عالية.
ولكن يوجد حل آخر وهو إنشاء مصنع منفصل يعمل بالتكنولوجيا التى لا تعتمد على فحم الكوك لإنتاج الصلب أو إنشاء مصنع مرفق لمصنع الحديد والصلب يعتمد على البنية التحتية له حتى لا تكون التكلفة عالية، ونحن نقوم بإنشاء مثل هذه التكنولوجيا فى ميانمار، وسيتم خلالها استخدام الحديد الخام من الجودة القليلة.
كم تبلغ نسبة الإنتاج من الحديد والصلب للمصنع بعد تحديثه؟
- درسنا الموضوع ونعتبر أن أنسب إنتاجية للمصنع هى 3 ملايين طن فى السنة، بالإضافة إلى ذلك سنعمل على نقل خبراتنا لمصر وعادة تقوم الشركة بتنفيذ المشروع وتفتح معهدا مخصصا لنقل الخبرات للعاملين والطلاب، يوجد فى «التبين» معهد لتعليم الحديد والصلب، ولكن باستخدام الكتب السوفيتية، ولكن الشركة ستقوم بتطوير المعهد والكتب لتناسب الوقت الحالى، وسيتواجد عدد من خبراء المصنع كمستشارين بالاتفاق مع الجانب المصرى.
ما هى مصادر تمويل مشروع تحديث مصنع الحديد والصلب؟
- يجب فى المقام الأول تحديد مصدر التمويل، لأنه يجب القول بكل صراحة، إن روسيا ليست مثل الاتحاد السوفيتى، حيث إن شركتنا تقوم بالأعمال وبالمقابل يتم التمويل، ونذكر أنه عندما حصلنا على دعوة من مصنع الحديد والصلب كان من ضمن الشروط التصميم والتحديث والتمويل، وهذا يعنى أن الشركة سوف تبحث عن مصدر تمويل للمصنع بالشكل المناسب.
هل تعتقد أن شركتكم قادرة على تحديث المصنع فعلا؟
- مشروع تطوير وتحديث المصنع من اختصاصنا، ومتأكدون أن عرضنا هو الأفضل، وسيتم تحديد الشركة التى ستعمل على التحديث خلال اجتماع مع رئيس مصنع الحديد والصلب المهندس محمد سعد نجيدة.
وسيكون العمل فى المصنع بعمالة مصرية، لأننا نعتبر أن الجانب المصرى متطور، وهناك كفاءات وكوادر موجودة لإقامة مثل هذه الأعمال، وبالتأكيد سيكون الدعم الفنى روسيا، وستكون مصر بمثابة قاعدة لانتشار أعمال الشركة فى أفريقيا.
كيف ترى العلاقات المصرية الروسية بشكل عام؟
- ليس سرا أن العلاقات السياسية بين مصر وروسيا، وخاصة بين الشركات المصرية والروسية قوية للغاية، ويوجد أيضاً علاقات اقتصادية وثقافية رائعة بين البلدين ونشعر بوجود دعم فى العلاقات.