فى مفاجأة من العيار الثقيل، تصدر إيمانويل ماكرون المرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الفرنسية استطلاعات الرأى للمرة الأولى، متقدماً على منافسته الأوفر حظاً زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، وذلك فى أعقاب تصريحاته التى غازل بها الناخبات فى يوم المرأة العالمى، والتى تعهد خلالها بتعيين سيدة فى منصب رئيس الوزراء حال فوزه بمقعد الرئيس.
وتغيرت مؤشرات استطلاعات الرأى داخل فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما اطاحت تهم الفساد التى طالت المرشح اليمينى فرنسوا فيون وزوجته بآماله فى السباق الانتخابى، ليحتل المركز الثالث وسط توقعات بسقوط مبكر فى الجولة الأولى من الانتخابات التى تنعقد منتصف إبريل المقبل.
وقال ماكرون الذى كان وزيراً للاقتصاد فى مؤتمر مساء الأربعاء تزامن مع الاحتفال بيوم المرأة العالمى: "أتمنى أن تكون لفرنسا سيدة فى منصب رئيس الوزراء، وهذا ما سيتم حال فوزى فى الانتخابات. هذا أمر خطير للغاية واتمناه بشكل كبير وسيتم تطبيقه وفق معايير دقيقة للغاية"، مضيفا: "لم يكن لدينا إلا تجربة واحدة ، عندما كانت إديث كريسون رئيسة للوزراء فى الفترة ما بين 1991 لـ1992، إلا أن الظروف السياسية كانت صعبة للغاية ولم تكن تجربتها سهلة على الإطلاق".
ونالت تصريحات ماكرون بشأن المرأة اشادة العديد من الدوائر السياسية داخل فرنسا، وشغلت اهتمامات المواقع والصحف الفرنسية.
وبعيداً عن الصخب الذى يحيط بالمرشحان الأبرز فى الانتخابات الفرنسية ـ مارين لوبان وفرنسوا فيون ـ استطاع ماكرون استقطاب داعمين جدد لصفوف حملته الانتخابية، من بينهم المسئول اليسارى ورئيس بلدية باريس السابق برتران دولانوى الذى كان من أبرز الداعمين لمرشح الحزب الاشتراكى بنوا هامون.
وفى تصريح مفاجئ، قال دولانوى لإذاعة فرانس إنتر اليوم الخميس، "المرشح الأقرب لقناعاتى كاشتراكى وإصلاحى أوروبى وشخص واقعى هو إيمانويل ماكرون.. أريد أن أعطى دفعه كبيرة فى الدورة الأولى للمرشح القادر على هزيمة مارين لوبان.
وجمع ماكرون المرشح الثلاثينى الشاب، مؤسس حركة "إلى الأمام" الوسطية 26% من نوايا الأصوات بزيادة ست نقاط ، مقابل 25% لرئيسة حزب الجبهة الوطنية التى تبقى شعبيتها مستقرة، وفق التحقيق الذى جرى لحساب هيئة التلفزيون الفرنسية. ويشير استطلاع الرأى إلى فوز ماكرون على لوبان إذا ما تأهل كلاهما لجولة الإعادة بواقع 65%.
وكان فرانسوا فيون المرشح اليمينى عن حزب الجمهوريين يقتسم صدارة استطلاعات الرأى، التى جرت خلال الأشهر الماضية مع اليمينية المتطرفة مارين لوبان زعيمة الحركة الوطنية ، قبل أن تطوله تهم فساد كشفت عنها وسائل الإعلام التى زعمت حصول زوجته على 900 ألف يورو نظير وظائف وهمية كمساعد لنائب فى البرلمان، وآخرى فى مجلة ثقافية فرنسية، الأمر الذى تطور إلى تحقيقات أجرتها الشرطة ثم القضاء الفرنسى.
ونفى فيون عدة مرات التهم التى تم توجيهها إلى زوجته، وجدد فى خطابات عدة على مدار الأيام القليلة الماضية تأكيده الاستمرار فى سباق الانتخابات حتى النهاية، مشدداً على ثقته الكاملة فى حكم القضاء الفرنسى.