حين يصبح "فتح" غشاء البكارة "وجوبى".. طبيبة تكشف تفاصيل الجريمة فى ثقافة الريف.. فتاة مولودة بانسداد كامل يمنع نزول الدورة وأسرتها تفضل موتها على علاجها.. وأطباء: التدخل ضرورى ومحدود وبشهادة طبية

تختبئ كثير من الحكايات العجيبة حول أغشية البكارة خاصة فى القرى والنجوع، بعضها يرقى إلى درجة الجريمة كرفض أهلية فتاة علاجها بالتدخل الجراحى فى هذا العضو رغم خطورة حالتها. تختبئ كثير من الحكايات العجيبة حول أغشية البكارة خاصة فى القرى والنجوع، بعضها يرقى إلى درجة الجريمة كرفض أهلية فتاة علاجها بالتدخل الجراحى فى هذا العضو رغم خطورة حالتها، وذلك لأن كثيرا من سكان المناطق النائية والريفية يتعاملون مع هذا الغشاء بقدر بالغ من التقديس، ولا يعتبرون الفتاة شريفة إلا به، حتى لو كانت حالتها الصحية تقتضى فضه. فى بعض الحالات يتم تدمير سمعة الفتاة كليا؛ لأنها مثلا مارست إحدى الرياضات وتعرضت لإصابة فى طفولتها فقدت معها غشاء بكارتها، وبالرغم من أنها لم تفقد عذريتها ولم يمسها بشر إلا أن العادات والتقاليد والثقافات المتوارثة ستحكم عليها أن تظل امرأة سيئة السمعة لبقية حياتها. هذا هو الواقع الذى كشف عنه منشور لطبيبة مصرية كتبت من خلال حسابها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" عن واحدة من أغرب الحالات التى يمكن أن يمسع عنها المرء فى حياته، وهى قصة واقعية لوالدين قررا التضحية بابنتهما حتى تموت "شريفة" بغشاء بكارتها المسدود والذى لا يسمح لدورتها بالنزول كل شهر. نص المنشور تقول الدكتور سارة الشريف: "إللى يشتغل نسا، فعلا بيشوف أسرار عفن الثقافة المصرية.. النهاردة كان فيه حالةimperforate hymen(غشاء بكارة مسدود) بنت عندها 16 سنة بتشتكى من وجع فى بطنها جامد الحالة دى معناها بالعربى إن البنت مولدة بالـhymen(غشاء البكارة) بتاعها مقفول كليا، فبمجرد وصول البنت لسن البلوغ الدم بتاع الدورة الشهرية بيتجمع فى بطنها ومش بيقدر ينزل فالحل الوحيد إننا نعملها عملية ونفتحه (مش نفضه) فيه فرق". وتابعت قولها: "المهم أهلها رفضوا تماما الدكتور حاول يقنعهم بإن العملية دى هيتاخد شهادة مختومة باللى حصل فيها ده لو خايفين مثلا متتجوزش، غير إن أساسا إحنا مش هنفضه دى فتحه فيه، بمجرد بردو ما تتجوز هيبقى فيه جزء منه هينزلblood in intercourse(دماء فى أثناء عملية الجماع) راح أبوها قال طيب مينفعش تفتحوا بطنها بعملية تفضوا الدم المتجمع؟ طيب إزاى؟! ما المخرج مقفول أصلا وكل شهر بعد عملية التبويض هيبقى فيه دم، هفتحلها بطنها كل شهر؟! راحت أمها وأبوها بردو ما وافقوش بعد ما عرفوا إن كدا كدا لو معملتش العملية هتموت ١٠٠٪ ما فيهاش حل تانى راح أبوها الحقير بمعنى الكلمة قال: "يبقى ده نصيبها فى الدنيا". وواصلت فى منشورها على "فيس بوك": "أنا أول مرة أشوف على الطبيعة حالة زى دى، قريت عن حالات كده فى كتاب المرأة والجنس للدكتورة نوال السعداوى، بس كنت بحسه كلام نادر ومش ممكن ثقافة شعب يفضّل نقطة دم على حياة بنته.. أنا مش مصدقة فعلا إن فيه واحدة بعد كام يوم هتموت وهى نورمال (طبيعية) جدا وما فيهاش حتة كحة تموتها ولا أى عرض خطير غير إنها مريضة بثقافة أبوها وأمها إللى أهم حاجة عندهم البنت تبقى عذراء بمفهموم نقطة دم ممكن ما تنزلش أصلا فى حالات كتير فى الجواز.. بيفضلو ده على حياة بنتهم! إللى ممكن مع زيادة نسبة العنوسة ما تتجوزش أصلا، أو لو اتجوزت يضربها يعذبها يطلقها كل شىء وارد.. ملعون كل واحد بيفكر بالطريق دى على حساب أرواح بناته". رأى الطب وشرح الدكتور عمرو حسن، مدرس واستشارى طب النساء والتوليد بكلية طب قصر العينى، فى اتصاله مع "انفراد" أن غشاء البكارة موجود فى كل البنات وتوجد به فتحة تسمح بمرور الدم فى كل شهر، فى العملية التى تعرف بالحيض الشهرى أو الدورة الشهرية عند الإناث، وبعض الفتيات مولودات بعيب خلقى وهو عدم وجود تلك الفتحة التى تخرج منها الدماء وبعد فترة يتجمع الدم حتى يملئ المهبل ثم ينتقل حتى يملئ الرحم، وبالتالى يتجمع الدم بمناطق متفرقة من البطن يصيبها بمغص شديد لا تتحمله الفتاة. ويضيف "حسن" أن الأمهات يأتين ببناتهن فى سن الخامسة عشرة تقريبا ويشتكين للطبيب بأن البنت تظهر عليها أعراض الدورة الشهرية غير أن الدماء لا تخرج منها، وكثيرا ما ينتفخ بطن الفتاة حتى تبدو كأنها حامل وفى بطنها جنين ما يثير ريبة الأهل، وفى تلك الحالة يكون رأى الطب هو حتمية شق فتحة على هيئة صليب فى غشائها حتى يتمكن الدم من الخروج فى كل شهر وتمارس حياتها بشكل طبيعى. الأهالى يتفهمون وردا على سؤال "انفراد" حول: هل هناك فتيات يجب أن يتم فض غشاء بكارتهن فى هذه الحالات طبية، رد حسن موضحا أن لا يوجد حالة يجب أن يفض فيها غشاء البكارة بالكامل، لكنها مجرد فتحة بسيطة تمكن الدم من الخروج وعدم الاحتباس فى أحشاء المريضة، لكنه فى الوقت ذاته أكد أنها لن تكون طبيعية كباقى الفتيات فى لحظة الجماع ليلة الدخلة، لأن الدم الذى سيخرج منها ليس بالقدر ولا بالكيف الذى يخرج من الفتيات الطبيعيات فى ليالى الزواج المشابهة. وطالب حسن المجتمع بتفهم هذه الحالات الطبية النادرة، مضيفا أنه عندما صادف تلك الحالات وشرح لأسر المريضات طبيعة المشكلة أبدو مرونة، مع أنه يمارس مهنته فى مستشفى قصر العينى ما يعنى أن أغلب الحالات التى ترد إليه من سكان الحضر، مستدركا أنه يصادف حالات تأتى إلى القصر العينى من ريف بحرى ومن نجوع الصعيد وبعد شرح الطبيب يتفهمون ضرورة فتح أغشية بكارة بناتهم. واختتم حسن حديثه مع "انفراد" بالتأكيد على أن عدم شق الفتحة الصليبية بغشاء المريضات بهذه الحالة يترتب عليه خطورة صحية فى المستقبل، بأن تصاب المريضة بمرض شديد الخطورة يعرف طبيا باسم "مرض بطانة الرحم المهاجرة" وغالبا ما تواجه مشاكل طبية حتمية ولا تتمكن من الحمل والإنجاب لانسداد أفق تكوين الجنين بفعل الدم المتكدس فى المهبل والرحم والبطن. موضوع نادر فى المقابل أكد الدكتور ماجد أبو سعدة، أستاذ طب النساء والتوليد بكلية طب جامعة عين شمس، فى حديثه لـ"انفراد" أن هذه الحالات شديدة الندرة وأن الأهالى يتفهمون الحالة بعد شرحها من جانب الطبيب ويمتثلون لرأى الطب وبالتالى يقوم الطبيب بعمل فتحة فى غشاء بكارة المريضة وتحصل على شهادة طبية بذلك. وردا على سؤال "انفراد" حول اختلاف استجابة أهالى المريضات من الحضر للريف، قال أبو سعد إن كل الحالات التى عرضت عليه فى هذا الخصوص كانت فى الحضر وفى العاصمة تحديدا، حيث يعمل أستاذا بجامعة عين شمس وعالج حالات مماثلة فى مستشفيات خاصة، مشددا على أن أسرة المريضات يستجيبون فور شرح الطبيب لهم الطبيعة النادرة لحالة المريضة.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;