سلط تقرير صحيفة "مونيتور" الأمريكية، الضوء على أول فريق لكرة القدم للمكفوفين فى مصر، وكيف بدأت هذه الرياضية بالقاهرة، وكيف واجه الأشخاص ذوى الإعاقة مصيرهم وإصرارهم على الوصول بهذه اللعبة إلى العالمية.
قال الكابتن على أبو النصر، صاحب الفكرة، للمونيتور الأمريكية، إن "المشاركة فى الرياضة عزز ثقة اللاعبين بأنفسهم؛ والأهم أنها تساعد على تبديل النظرة العامة تجاه الأشخاص ذوى الإعاقة، وعلى تحسين مكانتهم فى المجتمع".
وأضاف الكابتن، أن عباس شواف، 33 عاما، الذى انضمّ إلى الفريق منذ عامين كأحد لاعبى الدفاع، وصف التجربة بأنها "مغيرة للحياة"، وبعد أن أصبحت جزءا من الفريق تحسنت علاقاتى وأعطانى ذلك شعورا بالانتماء".
وقال: "كان يسمح لى صوت الحفيف بتحديد مكان الكرة أثناء تحركها"، مضيفا أنه كان يهرع مسرعا إلى المنزل للاستماع إلى البث المباشر لمباريات كرة السلة على الراديو أو التلفزيون إذ كان يحلم بالمشاركة فى فريق محترف.
وفى العام 2014، تعاون أبو النصر مع عبد الله عماد، وهو زميل من أيام الدراسة شاركه شغفه فى ترك أثر إيجابى فى المجتمع، من أجل إنشاء شركة للإدارة الرياضية، وقضت مهمتهما الأولى بتنظيم سلسلة من المناسبات لجمع التبرعات من أجل جمع الأموال لشراء المعدات والأجهزة اللازمة للعبة.
وقال أبو النصر، "مع أننا لم نبلغ هدفنا من خلال جمع التبرعات، ساعدت الحملة على نشر الوعى حول الرياضة الجديدة والحاجة إلى إشراك الأشخاص ذوى الإعاقة فى الأنشطة الرئيسية".
اضطر أبو النصر، الذى يقوم حاليا بتدريب الفريق، إلى الاستعانة بمدخراته الخاصة لشراء الجزء الأكبر من المعدات التى كانت باهظة الثمن بسبب عدم توافرها فى مصر واضطراره إلى استيرادها.
وبعد أن أوشكا على التخلى عن المشروع، نجحا فى النهاية فى إيجاد راع بإمكانه مساعدتهما على دعم برنامج التدريب للفريق المؤلف حديثا، حتى عندها، تحول إقناع اللاعبين بالالتزام بخطة التدريب إلى تحد، فعدد كبير منهم يعيش فى المحافظات خارج القاهرة وكان عليهم اجتياز مسافة طويلة للمشاركة فى تدريب كرة القدم الذى يجرى مرتين فى الأسبوع.
وواجه أبو النصر صعوبة أيضا فى إيجاد متطوعين من المدربين والحكام الذين بعد تعيينهم، كان عليهم الخضوع لتدريب ليصبحوا على اطلاع على قواعد كرة القدم للمكفوفين.
على الرغم من العقبات المتعددة، بما فى ذلك الخلاف الذى نشب مع الراعى الأول، نافس فريق أبو النصر بالفعل على الصعيد الدولى، عندما مثل مصر فى كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للمكفوفين لعام 2015 الذى نظمه الاتحاد الدولى لرياضة المكفوفين فى دوالا بالكاميرون، ومع أن الفريق خسر المباريات، أعطى الانتشار الدولى اللاعبين زخما إضافيا لمواصلة ما بدؤوا به.
بعد وقت قصير على عودتهم إلى ديارهم، بدأ أبو النصر يبحث عن فرق أخرى لكرة القدم للمكفوفين للمنافسة على الصعيد الوطنى مع الفريق الذى شكله بالفعل، قائلا إن "المنافسة مهمة لتحفيز الفريق وتحسين أداء اللاعبين".
إذا بمساعدة الاتحاد المصرى لرياضة المكفوفين وهو الهيئة الرّسمية الداعمة للرياضيين المكفوفين، جرت أول منافسة وطنية لدورى كرة القدم للمكفوفين فى مصر فى شهر نوفمبر وتنافست فيها أربعة فرق (بما فى ذلك الفريقين اللذين أنشأهما أبو النصر) ضد بعضها على لقب الدورى الأول. ومنذ ذلك الحين، يخضع اللاعبون لتدريبات مكثفة وأعينهم شاخصة إلى الفوز فى بطولة كأس أفريقيا لكرة القدم للمكفوفين لعام 2017 التى ينظمها الاتحاد الدولى لرياضة المكفوفين فى دولة الرأس الأخضر بأفريقيا فى شهر أكتوبر المقبل.
وشرح أبو النصر أن "فريق كرة القدم للمكفوفين يتألف من أربعة لاعبين مكفوفين أو ضعفاء البصر وحارس مرمى مبصر، لذا نجد خمسة لاعبين بدلا من اللاعبين الأحد عشر الذين اعتدنا رؤيتهم. وباستثناء حارس المرمى، يضع جميع اللاعبين رقعة أو عصابة للعينين بسبب درجات البصر المتفاوتة.
وأضاف أن الكرة المستعملة فى اللعبة فيها جرس أو محمل كريات يصدر صوتا عاليا عندما تتحرك الكرة، ما يسمح للاعبين بتحديد مكانها. وإن التركيز أساسى لأن ما يرشد اللاعبين هو أصوات اللاعبين الآخرين الذين يمررون الكرة، وعليهم الاستماع لخصومهم الذين يصرخون كلمة "فوى" عندما يقومون بالهجوم. يتم توجيه اللاعبين فى أنحاء الملعب من خلال مساعد للتصويب، وحارس المرمى والمدرب. بالإضافة إلى ذلك، يحاط الملعب بحواجز صوتية تولد صدى ما يسمح للاعبين بتحديد موقعهم وتحديد مكان بعضهم البعض.