وائل السمرى يكتب: محاصرة الفكر بسيف ازدراء الأديان معرض الكتاب هذا العام يشهد تأييد حبس إسلام البحيرى وسجن فاطمة ناعوت ومحاكم مصر تنتصر بمادة واحدة فى قانون العقوبات على مواد الدستور وروح القانون

فى انفراد لانعقاد "معرض القاهرة الدولى للكتاب 47" شهدت قاعات المحكمة الحكم بتأييد حبس الباحث "إسلام بحيرى" سنة بتهمة ازدراء الأديان، وقد سبق وحكمت إحدى المحاكم أيضا وقبل افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب بيوم واحد على الكاتبة فاطمة ناعوت بالسجن 3 سنوات بنفس التهمة، وهو الأمر الذى لا أفهمه ولا أستوعبه، فكيف تحارب مصر الفكر فى أيام "عيد الفكر" وكيف تحاصر فى "الكتاب" فى أسعد أيام "الكتاب"؟ رغم اختلافى التام مع الكاتبين (إسلام بحيرى وفاطمة ناعوت) فى بعض أفكارهما وطريقة صياغتهما البعض الآخر من أفكارهما لكنى فى الحقيقة أرى أن الحكم بحبس الكاتبين استسلام لبعض القوانين التى تحارب الفكر وتحجر على الرأى أمر غاية فى الخطورة، فحرية الرأى حق يكفله الدستور والقانون، وتغليب مادة واحدة فى قانون العقوبات على جميع القوانين التى تنحاز لحرية الفكر وجميع المواد الدستورية التى ترعى حرية التعبير وتذود عنها أمر غريب ومستهجن ويؤدى بها إلى التهلكة لا محالة، ويحمل – من ضمن ما يحمله- علامات استفهام كبيرة حول توجهات الدولة ومدى التطرف الذى يقودها سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات.

قد يظن البعض أن الكتاب والصحفيين حينما يدافعون عن الكتاب والصحفيين ضد مثل هذه القوانين الجائرة إنما يفعلون هذا لمصلحة "شخصية" أو "فئوية" وهو ظن غريب وقول عجيب يلجأ إليه البعض لعدم إدراك قيمة الحرية الفكرية بالشكل الصحيح، فحرية عقل المبدع لا تخص المبدعين بحسب وإنما تخص المجتمع ككل، ففى كل بلاد العالم – المحترمة - يقود الفكر المتحرر المجتمعات، ويفتح آفاقا للتطور والتجديد، وبدون حرية لا فكر، وبدون إبداع لا تطوير، ومن يحكم على حرية الفكر بالحجر، وعلى الفكر بالنفى إنما يحكم على المجتمع كله بالتيبس والتجمد والموت.

هذا ليس امتحانا للكتاب ولا للصحفيين، وليس أمرا طارئا نجتمع حوله ثم ننفض، فهذا امتحان لمؤسسات الدولة التى تسمح للتطرف بحكمها وتسمح للمتطرفين بأن يتسيدوها، وأمر جلل لابد أن نقتلعه من الجذور، وفى الحقيقة فإنى لا أعتقد أن مصر ستشهد انفراجة حقيقة سواء على المستوى الصناعى أو الاقتصادى إلا إذا شهدت تطورا حاسما فى قضية حرية الفكر والتعبير، فالحرية هى التى تدعم العقلية النقدية التى لا تستسلم للأمر الواقع وتبحث دوما عن الكمال والجمال، والحرية هى التى ترعى الخيال وتبنى له مسارات حقيقية للتنفيذ، والحرية هى التى تقود المجتمعات نحو الحياة لا الموت وتقود الأفراد نحو البحث عن السعادة والرضا، وتقود البلاد نحو التقدم والنمو، هذا إن أرادت أن تتقدم أو تنمو.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;