لم يكن التاريخ المصرى أبدًا حكرًا على الرجال، بل كان للمرأة المصرية دور فى التاريخ المصرى، بداية من ملكات مصر الفراعنة، مرورًا بحكم الأيوبيين والمماليك، وصولاً للتاريخ المصرى المعاصر، فكانت المرأة المصرية شريكًا أساسيًا للرجل فى النهوض بالمجتمع فى شتى المجالات العلمية والأدبية والسياسية.
وإذا عقدنا جدولاً زمنيًا لإنجازات المصريين، سنجد أن رموز مصر من النساء لم تقل عن رموز مصر من الرجال، فى أى مرحلة من المراحل التاريخية بل على العكس، تزامنت الإنجازات النسائية مع غيرها مما صنعه الرجال على مدار تاريخ مصر، فمع كل عام ذكر فيه التاريخ اسم رجل عظيم صنع إنجازًا لا ينسى، كان هناك امرأة تصنع تاريخًا أخر لا يقل عظمة.
• بداية من عشرينيات القرن الماضى، قدم عباس محمود العقاد كتابه "الديوان" عام 1921 الذى سطر فيه خطوطًا للشعر المصرى، بمدارسه، وأصبح مرجعًا للشعر العربى، وعلى الصعيد النسائى أسست هدى شعراوى الاتحاد المصرى النسائى عام 1923، وكانت أول رئيسة له، ووقفت تنادى بحق المرأة فى التعليم فى الجلسة الافتتاحية من انعقاد مجلس الشعب.
• وفى عام 1930 حين بدأ الزعيم سعد زغلول فى رسم التاريخ المصرى، والدفاع عن حقوق المصريين ضد الاستعمار، وفى عام 1933 كانت كابتن طيار لطفية النادى أول امرأة مصرية تقود طائرة بمفردها، وثانى امرأة على مستوى العالم تقود طائرة، تزامنًا مع ما صنعه سعد زغلول من ثورة شعبية انتفضت فيها شوارع مصر.
• وفى الوقت الذى انتشرت الروح الثورية المصرية، والمناداة بحقوق المصريين بالعدالة الاجتماعية، ووقف الزعيم جمال عبد الناصر ينادى بالقومية العربية، حصلت الكاتبة والناشطة درية شفيق على لقب "الرجل الوحيد فى مصر" بعد أن لقبتها به الصحافة المصرية بسبب مواقفها الصارمة للدفاع عن حقوق المرأة وحولت جمعية بنت النيل إلى أول حزب نسائى مصرى عام 1952.
• أما فى عام 1967 كشف الجغرافى المصرى جمال حمدان أكاذيب اليهود بأحقيتهم فى أرض فلسطين المحتلة، بالأدلة العلمية فى كتابه "اليهود أنثربولوجيا"، بينما كانت الكاتبة الصحفية أمينة السعيد تقود بكتابتها حملة من أجل نصرة المرأة المصرية واستطاعت بكتابتها تحريك حكومات، حتى ترأست دار الهلال، التى تعد من أعرق دور النشر.
• وفى عام 1972 كان العالم المصرى الدكتور فاروق الباز مشرفاً على صفوف رواد الفضاء والباحثين فى وكالة ناسا الأمريكية أثناء التحضير لبرنامج "أبولو"، وفى عام 1970 كانت أيضًا مفيدة عبد الرحمن أول محامية مصرية تترافع أمام المحاكم العسكرية وأول محامية بالنقد، وترأست جمعية نساء الإسلام.
• وعلى الصعيد العلمى اخترع الدكتور مصطفى مشرفة نظرية الكم عام 1923، وأوجد مقاييس للفراغ، كانت الدكتورة سميرة موسى تثرى مجال الذرة بدارساتها التى سخرت علم الذرة لخدمة الإنسانية.
• ولم يكن الصعيد الرياضى بمنأى عن وجود المرأة المصرية ذات الأثر الواضح فى المجتمع، ففى عام 2000 ظل الراحل صالح سليم محافظًا على رئاسة النادى الأهلى، وحصد أكبر عدد من البطولات المحلية والأفريقية وإثراء الرياضة المصرية ورفع شعاره" الأهلى فوق الجميع"، وفى نفس العام كانت الدكتورة رانيا علوانى تحصد البطولات فى السباحة، إلى أن رشحت للعمل باللجنة الأوليمبية الدولية، كأول سيدة مصرية رشحت لها وظلت تعمل بها حتى الآن.