بدأ العملاق الصينى منذ وقت ليس بالبعيد فى توجيه أنظاره نحو كرة القدم الأوروبية، حيث ظهر هذا فى امتداد أذرعه داخل القارة العجوز بشراء أسهم من أندية كبرى مثل أتلتيكو مدريد أو صفقات رعاية ذات منفعة متبادلة مثل تلك التى أبرمها مؤخرا لرعاية دورى الدرجة الثانية البرتغالى، وغيرها من الاتفاقيات، ولكن كان أكثر الأمور الملفتة للنظر هو ما حدث فى سوق الانتقالات الشتوية الأخير.
واحتل الدورى الإيطالى المركز الثانى فى القيمة المادية للصفقات خلال فترة الانتقالات الأخيرة على مستوى العالم خلف الدورى الإنجليزى الممتاز، حيث كانت أكثر الأندية التى انتفعت من هذا الأمر لتمويل تحركاتها الشتوية هى روما وإنتر ميلانو الإيطاليين وتشيلسى الإنجليزى.
وكان روما هو الأكثر نشاطا بحصوله على خدمات كل من الإيطالى صاحب الأصول المصرية ستيفان شعراوى والأرجنتينى دييجو بيروتى والبوسنى ارفين زوكانوفيتش، أحد أفضل اللاعبين فى مركز الظهير بالموسم الحالى من الـ"سيرى آ".
هناك، فى المرآة الخلفية لتعاقدات "ذئاب العاصمة"، يظهر السوق الصينى الذى لم يبخل فى دفع 18 مليون يورو لروما مقابل انتقال الايفوارى جيرفينيو لهيبى فورتشن الصيني.
أعير الشعراوي، الذى كان يلعب فى موناكو، من إيه سى ميلان لروما بمليون و300 الف يورو حيث يفكر النادى العاصمى فى التعاقد معه بنهاية الموسم بسداد ثلاثة ملايين أخرى، فيما أن دييجو بيريوتى لاعب اشبيلية انتقل أيضا وفقا لنفس الشروط مقابل مليون ونصف مليون يورو بجانب بند يسمح بالحصول على خدماته بصورة نهائية بتسعة ملايين يورو، أما زوكانوفيتش فوصل معارا هو الأخر معارا مقابل مليون و200 ألف يورو قادما من سامبدوريا، مع خيار للشراء بقيمة مليونين و800 ألف يورو.
من جانبه، تمكن إنتر من مبيعات السوق الصينى الصاعد بسرعة الصاروخ عبر صفقة الكولومبى فريدى جوارين الذى انتقل لشنغهاى شينهوا مقابل 13 مليون يورو، الأمر الذى سمح للـ”نيرازوري” بالحصول على خدمات ايدر ثانى هدافى الـ”سيرى آ” بـ12 هدفا من سامبدوريا.
وانتقل ايدير لإنتر معارا من سامبدوريا بخيار شراء اجبارى حيث وقع على عقد مدته خمس سنوات مع إنتر وذلك استجابة لطلب المدرب روبرتو مانشيني، الذى انتقد مهاجميه علانية خلال الأسابيع الأخيرة بسبب غياب الدقة التهديفية.
وكان قطب ميلانو الآخر، إيه سى ميلان، على وشك الانتفاع من سخاء “التنين الصيني” فى توزيع ذهبه على عالم الكرة، حيث كان الـ”روسونيري” قبلوا الاستغناء عن خدمات البرازيلى لويس أدريانو مقابل 15 مليون يورو، بل إن المهاجم سافر إلى الصين لاتمام الاتفاق مع جيانجسو صانينج.
قرر النادى الصينى فجأة سحب العرض فى الوقت الذى كانت تقول فيه كل المؤشرات أن العملية ستتم بالفعل ليعود اللاعب لإيطاليا وتجهض آمال الميلان فى استغلال هذه الأموال فى ضم الهولندى صاحب الأصول المغربية أنور الغازى لاعب أياكس.
كان للسوق الصينى تأثير أيضا فى السوق الإنجليزى حينما حصل جيانجسو صانينج على خدمات البرازيلى راميريس لاعب تشيلسى السابق مقابل 28 مليون يورو، ليستثمر الـ”بلوز” هذه الأموال فى صفقة ضم البرازيلى باتو.
الجميع فى انتظار صفقة الأسطورة تيرى هنرى
كما تلوح فى الأفق بوادر لصفقة ضخمة ،تتمثل فى انتقال احد نجوم العالم ،الانجليزى تيرى هنرى قائد تشيلسى بصفقة خيالية قد تصل لـ 20 مليون يورو كراتب سنوى ،فى صفقة انتقال حر ،بعد اعلان البلوز عدم التجديد مع اللاعب الذى ينتهى تعاقده بنهاية الموسم الحالى.
تنفق الأندية الصينية على الكرة بسخاء خلال الفترة الأخيرة، سواء فى مسألة اللاعبين أو المدربين والمنشآت، وذلك فى إطار خطة لرفع مستوى اللعبة داخل البلاد لأعلى درجة ممكنة والعودة لمنافسات كأس العالم كما أكد عدد من كبار مسئوليها فى وقت سابق ومن ضمنهم الرئيس تشى جينبينج، لذا لا تمانع الأندية الأوروبية من استغلال الأمر لتحقيق أكبر استفادة سوقية ممكنة.