قبل أشهر من مغادرته لمنصبه، سعى الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما إلى إرساء قواعد تحكم عمليات القتل المستهدفة وتنفيذ هجمات الطائرات بدون طيار حتى لا يسىء من يخلفه فى البيت الأبيض استخدام تلك الأداة القاتلة بشكل لا يصدق ، لكن الرئيس دونالد ترامب الذى جعل تدمير داعش أولويته الأولى فى السياسة الخارجية، فضغط خلال الأسابيع الأولى له فى الحكم من أجل التراجع عن تلك القواعد ، وتقول صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسئولين أمريكيين إن إدارة ترامب تقترب من مراجعة الترتيبات الخاصة بتمكين البنتاجون شن ضربات لمهاجمة الإرهاب فى أى مكان فى العالم وذلك بخفض شروط "الخسائر المدنية المقبولة" والتراجع عن بعض العقبات الأخرى التى فرضتها إدارة أوباما.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المراجعة المستمرة، والتى بدأ دراستها على مستويات عليا فى مجلس الأمن القومى، من شأنها أن تلغى سلسلة من القواعد التى فرضها أوباما بداية من عام 2013، من أجل السيطرة على استخدام عمليات الطائرات بدون طيار خارج مناطق الحرب الفعالة.
وتظل هناك ضرورة بموافقة الرئيس على المراجعات، إلا أن مجموعة من المسودات الأولية لهذه السياسة الجديدة تمثل تغييرا كبيرا فى الطريقة التى تستخدم بها الولايات المتحدة الطائرات بدون طيار وعمليات القتل المستهدف الأخرى فى مناطق مثل اليمن والصومال وليبيا.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن تغيير سياسة إدارة أوباما من شأنها أن تمنح البنتاجون مزيداً من السلطة فى اتخاذ القرار بشأن الأهداف دون موافقة البيت الأبيض وربما تتخلى عن معيار "شبه التأكد" بعدم وقوع خسائر مدنية للضربات التى يتم تنفيذها خارج مناطق الحرب.. وربما تخفف خطط ترامب أيضا من شرط أن يكون من يتم استهدافهم يمثلون خطرا وشيكا ومستمرا للأمريكيين، كما يقول المسئولون.
ويقول مسئول رفيع المستوى بالإدارة الأمريكية إن البيت الأبيض لا يزال ملتزما بمستوى أعلى من الحد الأدنى لبنود القانون الدولى حول الصراع المسلح التى تحكم أغلب العمليات العسكرية، مشيرا إلى أن هذا أمر حكيم.
وكان أوباما قد فرض قواعد مقيدة لأنه كان قلقا من أن الإدارات المستقبلية ربما تغريها قوى الطائرات بدون طيار فى تدمير التهديدات المحتملة للولايات المتحدة بتكلفة منخفضة للغاية سواء فى الأرواح أو من أموال دافعى الضرائب فى أى مكان بالعالم. وكان يأمل أيضا أن تقدم هذه السياسة رقيبا دوليا مع انتشار الدرون فى دول مثل الصين وإيران.
والآن يبدو أن ترامب سيتحرك لرفع الكثير من هذه القيود التى فرضها أوباما، ويسهل على الجيش الأمريكى ضرب أهداف الإرهاب المحتملة فى أى مكان فى العالم. وقال كبار المسئولين الأمريكيين إنه من شبه المؤكد أن يدعم ترامب هذه التغييرات التى ستغير الموافقة النهائية على الضربات المستهدفة للأفراد من البيت الأبي إلى البنتاجون والسى أى إيه. بينما كانت قيود أوباما تطلب تقديم خطط شاملة لقتل أو اعتقال أفراد يعتبرون أهدافا قيمة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، حتى يوافق الرئيس عليها. وكان هذا لضمان أن تلتزم وزارة الدفاع والسى اى إيه بقيود البيت الأبيض التى كانت محل إجماع داخل الحكومة الأمريكية بشأن الحاجة لقتل الهدف، والتداعيات الدبلوماسية المحتملة لهجوم خاطئ.
معلومات عن هجمات الطائرات بدون طيار
- عدد ضربات الطائرات بدون طيار التى تم تنفيذها فى عهد أوباما تعادل 10 أضعاف ما تم فى عهد جورج ديليو بوش.
- 536 ضربة تم تنفيذ أغلبها بالطائرات بدون طيار فى عهد أوباما استهدفت 3 دول "باكستان والصومال واليمن" خلال فترتى رئاسة أوباما مقارنة بـ 57 خلال فترة بوش.. ولا يشمل هذا سوريا والعراق وليبيا.
- فى يوليو الماضى أعلن البيت البيض أن الضحايا المدنيين الذين سقطوا فى هجمات الدرون بين يناير 2009 ونهاية 2015، يتراوح ما بين 64 و119.
- تقديرات أخرى مستقلة أشارت إلى أن العدد أعلى 6 مرات، ويتراوح ما بين 380 و801، دون أن تشمل هذا الضربات المستمرة فى سوريا والعراق وليبيا.