أعلن وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس سحب ترشحيه للسفيرة الأمريكية السابقة لدى مصر آن باترسون لشغل منصب رفيع المستوى بالبنتاجون بعد معارضة من نواب الكونجرس الذين يشعرون بالقلق من علاقتها الوثيقة بالإخوان.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن ماتيس سحب ترشيح باترسون، السفيرة الأمريكية السابقة فى مصر، لمنصب مساعد وزير الدفاع لشئون السياسة، وهو نفس ما أكدته شبكة فوكس نيوز نقلا عن مصادر.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن قرار سحب الترشيح يشير إلى عدم استعداد "ماتيس" لمحاربة ما يقال إنه معركة للحصول على تأكيد التعيين من قبل مجلس الشيوخ. وقال مسئولون أمريكيون إن اثنين من أعضاء لجنة الخدمات المسلحة بالمجلس، وهما توم كوتون وتيد كروز قد عارضا بشدة ترشيح باترسون لأنها عملت سفيرة فى مصر فى الفترة من 2011 إلى 2013، فى الوقت الذى دعمت فيه إدارة أوباما حكومة الإخوان، وتبنت مواقف معارضة لثورة 30 يونيو الشعبية.
وقال مصدر بالكونجرس لفوكس نيوز إن موقف كوتون كان سببه افتقار باترسون للخبرة فى وزارة الدفاع. وأضاف أن السيناتور لم يحصل على أى ضمان بأن باترسون تعرف كيفية تنفيذ خطط الدفاع الاستراتيجية.
وسبق أن عملت باترسون سفيرة فى باكستان وكولومبيا والسلفادور والأمم المتحدة، وتقاعدت مؤخرا من العمل كساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الادنى.
وذكر موقع "صالون" إن سحب ماتيس لترشيح باترسون جاء لأن الرئيس دونالد ترامب أوضح أنه لم يدعمها فى مواجهة المعارضة المحافظة، بينما أشارت "واشنطن بوست" إلى أنه برغم ما قيل عن أن باترسون تحظى بدعم رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ جون ماكين، وأنها كانت ستحصل على الأرجح على أغلبية أصوات الديمقراطيين والجمهوريين، إلا أن إدارة ترامب أعربت عن دعم قوى للرئيس عبد الفتاح السيسى، الحليف القوى فى محاربة الإرهاب، ورفض الانتقادات الموجهة له.
ويعد أشد معارضى باترسون، كروز وكوتون، من أبرز أعداء الإخوان فى الكونجرس الأمريكى، فقد شبه كوتون التنظيم بداعش والقاعدة وطالب المسلمين حول العالم بقيادة حركة إصلاح لرفض التنظيم. بينما قدم السيناتور تيد كروز مشروع قانون فى الكونجرس لتصنيف التنظيم جماعة إرهابية.
وقبل ساعات من سحب ترشيحها، ذكر موقع "واشنطن فرى بيكون" أن المعارضة لباترسون داخل الكونجرس قد تزايدت، مشيرا إلى أنها كانت سببا فى تقويض العلاقات مع الرئيس السيسى. وقال مصدر إن هناك قلق متزايد بشأن اختيار باترسون لهذا المنصب الرفيع لأنه هذا من شأنه أن يبعث رسالة خاطئة بالنظر إلى خلفيتها فى مصر وخاصة تعاطفها مع الإخوان المسلمين.
وأشار آخرون مقربين من فريق الأمن القومى للإدارة الأمريكية إلى أن هناك قلق واسع بشأن تعيين باترسون، موضحين أن المصريين لا يعتقدون أن بإمكانهم التعامل مع سياسات باترسون الموالية للإخوان، فضلا أن هذا يدفعهم لإعادة تقييم ماتيس نفسه.
وكانت مجلة بولتيكو الأمريكية قد ذكرت الأسبوع الماضى أن مسئولين بالبيت الأبيض عارضوا ترشيح باترسون التى عملت بشكل وثيق مع الرئيس الأسبق محمد مرسى وتعرضت لهجوم حاد بسبب علاقتها مع النظام وموقفها من الاحتجاجات التى خرجت ضده فى هذا الوقت، وهو ما يبرر سبب تخوف المسئولين بالبيت الأبيض من ترشحها.